صحوة الشعوب وتحررها من الخوف وإيمانها بالحرية واستعدادها للتضحية من أجلها بكل غال ورخيص أمر لا يدركه الطغاة والجبابرة والمستبدون الظالمون الذين ينطلقون من مبدأ (ما أريكم إلا ما أرى ...). هؤلاء يغيب عنهم أن الشعوب الحية الحرة لا تقهر ولا تصادر حريتها وإرادتها مهما تفنن الجبابرة والطغاة بأساليب البطش و التنكيل والقهر (فاقض ما أنت قاضى )ولكن الطغاة لا يعتبرون ولا يتعظون فهم ملة واحدة في الظلم والبطش والطغيان (أتواصوا به بل هم قوم طاغون ...) هذا الطغيان تمثله عصابات الحوثي التي انطلقت من مران تحصد الأخضر واليابس فتسفك الدماء وتخرب الديار وتفجر المدارس والمساجد والبيوت فلا حرمة لشيء عندها ولا كرامة لإنسان ولا احترام لبيوت الله ...ودور العلم فشعارهم الموت للإنسان اليمني والدمار للبنيان والحياة للسيد والعبودية للشعب والعمالة للاستعمار (الذي يسبونه ليلاً ونهاراً) ... ماذا بقى لعصابات الحوثي من أخلاق لم تنتهكها ؟ فالكذب عندهم أصل في ما يطرحون ويتنفسونه تنفس الهواء وأما نقض العهود والمواثيق فحدث ولا حرج ما التزموا بعهد ولا ميثاق من يوم خروجهم من صعده وحتى وصولهم صنعاء ويتعاملون مع الأخرين في الداخل والخارج وكأنهم أغبياء لا يفهمون ولا يعقلون (صم بكم عمى ...) يطلبون من الاخرين الالتزام بما يتم الاتفاق عليه وهم أول من ينقض ويعمل في الواقع ضده ابتداء من مخرجات الحوار والسلم و الشراكة و الاتفاق مع الرئيس ...نريد من الحوثيين أن يثبتوا اتفاقا واحداً التزموا به مع الآخرين إنهم يمارسون أخلاق العصابات لا أخلاق الساسة والقيادات... وما حدث أخيراً من اختطاف بن مبارك وحصار لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء وانتهاك واقتحام دار الرئاسة وانتهاك الوزارات ونهب المعدات العسكرية وأثاث المؤسسات والمنازل يبين همجية هذه العصابات وأنها تعيش ما قبل الدولة والتاريخ... وأخيراً هذه العصابات التي جاءت من مران وانضمت إلى ثورة الشباب الشعبية السلمية فبراير 2011م وقبلها الثوار كمكون في ساحة التغيير واستقبلت أحسن استقبال من قبل الثوار واليوم بعد أن قامت بانقلابها على الشرعية وعلى رئيس الجمهورية ومخرجات الحوار ... اليوم تمارس البطش والقمع ضد الثوار والأحرار من الطلاب والشعب في جامعة صنعاء وشوارعها وفي الحديدة وإب .. وغيرها .. أين ذهبت شعارات هذه العصابات حول الحرية والدولة المدنية الحديثة لقد قدم الحوثيون أنفسهم للشعب وللداخل والخارج بأنهم عصابات الخراب والدمار والقصف والسلب والنهب والاستبداد والظلم والطغيان قدموا أنفسهم بأن لا صوت يعلو فوق صوت السيد المطاع وأنهم ساده والشعب عبيد لقد أراد الحوثيون أن يجهزوا على ثورة سبتمبر وفبراير لكن أنى لهم ذلك ؟فهم بعملهم هذا يحفرون قبورهم بأيديهم فالشعب اليمني الذي ثار في 48/62/2011 هو اليوم يثور في كل اليمن شعب تحرر من الخوف الأمن الله ودبت فيه الحياة - فلن يستخف به فرد ولن يعيث فيه الظالم النهم-. يا ثوار سبتمبر وأكتوبر يا ثوار فبراير يا أحرار اليمن لقد اكتملت مسرحية الثورة المضادة بالانقلاب كامل الأركان انقلاب على الشرعية وعلى الثورة وثورة سبتمبر وأكتوبر وفبراير أن هذه العصابات المنقلبة تريد العودة بالبلاد إلى ما قبل الثورة والجمهورية إلى ما قبل الدولة والتاريخ ... فتنبهوا واستيقظوا ووحدوا صفوفكم وأنسوا خلافاتكم وأحزابكم واجعلوا حزبكم اليمن كل اليمن ...وثقوا بنصر الله. (ألا إن نصر الله قريب...) إنه لا حوار ولا التقاء مع المليشيات حتى تخرج من العاصمة والمحافظات والوزارات والمؤسسات، وتعيد كل المنهوبات من الأسلحة وغيرها ... ثم الالتزام الكامل بالاتفاقيات ومخرجات الحوار، وأن يتحول الحوثيون إلى حزب سياسي كبقية الأحزاب ... وأن يتحرر الحوثيون من التعصب السلالي والمذهبي والطائفي والمناطقي والجهوي، وكذلك الآخرين .. ورحم الله الشهيد الزبيري (أبو الأحرار) القائل: وأنتم طبعة للظلم ثانية تداركت... كل ما قد أهملوا أو نسوا والحكم بالغصب رجعي نقاومه حتى ولو لبس الحكام ما لبسوا وإنها لثورة حتى النصر.