قال القيادي الإصلاحي عبد الجبار القعر إن مناسك الحج فرصة عظيمة لتربية المسلمين وتأديبهم على المثل والمعاني الإسلامية النبيلة وفي مقدمتها العدل والمساواة بين كافة أبناء المجتمع. مشيرا إلى أن ثمة معاني تربوية هامة يمكن أن نستقيها من منسك السعي بين الصفى والمروة ومنها السعي الحثيث للوصول للغاية والهدف وعدم الاستسلام للقنوط واليأس . وأضاف رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح بمحافظة الضالع إن السعي في الصفا والمروة من قبل الحجيج يعلمنا دروسا جمة يمكن الاستفادة منها في السعي لإصلاح الأوضاع التي تمر بها البلاد اليوم على مختلف الصعد سياسيا واقتصاديا اجتماعيا وثقافيا وتربويا. ودعا القعر أبناء المديرية إلى التفاعل الإيجابي مع دعوات الإصلاح لشئون البلد وعدم الركون والخنوع للتبريرات التي تأتي من هنا وهناك بهدف استمرار بقاء الوضع كما هو عليه من علل وأزمات قد تفتك بنا في أي لحظة من اللحظات دونما ندري. مؤكدا أن ذلك معناه هو أن البديل هو التقطع في الطرقات والقاعدة في أبين وشبوة ومأرب وغيرها والحراك في الجنوب سيكون هو التشطير والتمزق ووصول البلاد إلى مرحلة الاضطرابات والسعي للفوضى . وقال القعر بأن القوى الوطنية اليوم تتعشم خيرا في قيادات وقواعد الحزب الحاكم باستشعار مسئوليتهم التاريخية إزاء هذا الوطن وأن يجعلوا حبه فوق كل اعتبار ، داعيا إياهم إلى أن يفعلوها كما فعلها شعب أمريكا حين أدبوا ( أوباما ) لأنه لم يف بوعوده على الرغم من انه لم يمض عليه سوى عامين فقط ،فهل سيفعلونها ويكونوا عند حسن ظن الشعب بهم . جاء ذلك في كلمة ألقاها في اللقاء السنوي لأبناء دمت في قريتي "خاب" و"الحقب" بحضور قيادات السلطة المحلية بالمديرية وقيادات الأحزاب والمنظمات الجماهيرية بمناسبة عيد الأضحى المبارك ويتم فيه مناقشة كافة القضايا المحلية والوطنية من جانبه قال القيادي المؤتمري "مثنى محسن المنتصر" أننا عندما نتجرد من المكايدات الحزبية والسياسية بمصداقية ، حينها سنخدم البلد وعندما نظل في المكايدات ، المؤتمر يحمل المعارضة والمعارضة تحمل المؤتمر فسوف نواجه مخاطر ، مشيرا إلى انه من الخطأ وهنا تكمن المصيبة وعندها فمن حق المواطن أن يقلق ويشعر بالخوف على المستقبل. وقال المنتصر لا بد أن يكون الوطن هو همنا الأول والأخير ، ينبغي نبتعد عن السلبية وأن نكون ايجابيين في التعامل مع القضايا الوطنية فلا يجرنا المكايدات إلى الصراع الذي سبق وأن جربناه نحن في هذه المنطقة بصوره لم تشهده أي منطقة أخرى في اليمن وهانحن اليوم نعيش ثمرات الوحدة المباركة التي لو لا تضحيات الشهداء لما كانت الوحدة وهذه هي النعمة .
ودعا المنتصر المسئول السياسي للحزب الحاكم في الضالع إلى تشخيص الأوضاع كما هي والابتعاد عن إطلاق التعميمات ، مشيرا إلى أن هناك فساد صحيح ، لكننا عندما نطلق التعميمات على كل شيء فإننا بذلك نقضي على أي جهد للإصلاح والمعالجة. وتابع قائلا:حينما نسعى صادقين من أجل الوطن ونتجرد عن المصالح الضيقة فسوف نخدم بلادنا ونستطيع أن نعزل القاضي ومدير الأمن. وختم حديثه بالقول : أقولها وبصراحة الماضي جربناه والجميع هنا جاء من أجل العيد وليس من أجل المناكفات فالحزبية نتركها إلى يوم الاقتراع ، مشيرا إلى أن المسئولين في أعلى كلهم متفقون وبالتالي فلا داعي أن نختلف نحن طالما وهم متفقون جميعا . وكان اللقاء قد ناقش جملة من القضايا والمشاكل في الإطار المحلي حيث طرح الحاضرون العديد من الأسئلة على أعضاء الهيئة الإدارية للمجلس المحلي اللذين بدورهم أجابوا على أسئلة الحاضرين مفندين كثير من القضايا وفي مقدمتها قضية طفح المجاري وتعبيد شوارع المدينة المكسرة حيث أشار رئيس لجنة التخطيط والتنمية "عبده طاهر الميدمة" إلى أن مشروع الصرف الصحي وتعبيد شوارع المدينة هي مشاريع مركزية ولا يملك المجلس فيها لا حول ولا قوة سوى الرفع للجهات المختصة والبحث عن تمويل من قبل الصناديق التي أنشأت لهذا الغرض ، خاصة وأن موازنته السنوية لا تتعدى ال150 مليون ريال فيما تكلفة شبكة الصرف الصحي تبلغ ملياري ريال. وفي جلسة المقيل الذي شهده منزل "أحمد الد بيسي" أبو توفيق بقرية الحقب استعرض الميدمة المشاكل والعراقيل التي قال أنها واجهت المجلس من قبيل امتناع كبار المكلفين عن دفع الضرائب والرسوم المفروضة عليهم لخزينة الدولة بصورة أثرت وبشكل كبير على تدني مستوى الإيرادات المالية بالمديرية وهو ما انعكس سلبا على أداء المجلس. وأوضح الميدمة في سياق رده على تساؤلات الحاضرين أن المستثمرين الرئيسين في المديرية ( العودي والأسدي ) يحتكران المياه الكبريتية ( الحمامات ) لنفسيهما دونما تستفيد المديرية منهما بشيء وفوق هذا يحملان المجلس ممثلا بصندوق النظافة والتحسين عبء رفع مخلفات الأسواق والفنادق التي يملكانها. كما أشار الميدمة إلى إشكالية تعنت المحافظة في عدم الموافقة على فصل صندوق النظافة بالمديرية عن المحافظة على الرغم من اتخاذ المجلس لقرار بهذا الخصوص قبل سنوات. وفيما يتعلق بموضوع ضرائب سوق القات قال عضو الهيئة الإدارية أن المجلس سبق وأن أخضع السوق للمزايدة مفتوحة للجميع وتم الإعلان في صحيفة الثورة حيث تقدم العديد من المواطنين وحصل فيها شد وجذب وحرصنا أن لا تفتح المظاريف إلا في المحافظة وأرسيت المناقصة على أحد الأشخاص ، لكن جهات نافذة عملت على عرقلة الموضوع ولا يزال معطلا حتى اليوم . من جانبه كشف عضو المجلس عن الحزب الحاكم "أحمد الخطيب" بأن جهات نافذة تقف وراء ما يمارسه مدير أمن المديرية وما يتمتع به من شجاعة جعلته يتصرف بكل جرأة ما بداله لثقته بأن أحدا لا يصيبه بضرر طالما وتلك الجهة تقف إلى خلفه وتسانده. وقال الخطيب أن المجلس سبق وأن تقدم بتوصية بالعمل على تغييره نظرا لكثرة الشكاوى والتظلمات المرفوعة لهم من قبل المواطنين في حقه وانسحاب غالبية أعضاء المجلس من الاجتماع الدوري الأخير للمجلس إلا أن شيئا من ذلك لم يؤثر في المذكور وظلت الأمور على حالها . وكان أستاذ علم الاجتماع الدكتور "علي الطارق" قد تحدث في مداخله عن أن المحكمة الصورية التي شهدها المجلس هي نموذج مصغر للجان الشعبية التي كانت سائدة في الجنوب وكان 3 شخصين يحكمون منطقة كبيرة ويتحملون مسئولية الأمن فيها وحل مشاكل المواطنين بصورة استتبت معها الأوضاع في كافة ربوع مناطق الجنوب والسيطرة عليها. الحكم الرشيد هو حكم الشعب للشعب تغنينا عن الكل وهذا ليس كلام نروجه وإنما واقع عشته أنا شخصيا في الجنوب قبل الوحدة وأثبت نجاحه. قال أن الوضع اليوم صار مجهولا حيث انعدمت الرؤية لدى الكثير من الناس وصرنا نتاجر في كل شيء بالقاعدة والحراك ومعارضة الخارج ومثلما تاجرنا بسيلة العاصمة صنعاء ومشروع الصرف الصحي المجاور لواجهة البلد الحضارية ( المطار ) فسنتاجر بأهم شيء وهو المبادئ وقد تاجر البعض. قال الطارق أننا ف هذا اليلد أفرغنا كل شيء من محتواه فالمحافظ ليس سوى شكل فقط والصلاحيات للقيادات الأمنية والعسكرية والوزير مجرد شكل وزير فقط ، فيما الصلاحيات ممنوحة للأمن السياسي والقومي وغيرها . وتابع " نريد دولة مؤسسات تمشي وفقا للمعايير التي تسير عليها بلدان العالم غير أننا في اليمن يبدوا لا زلنا عايشين بالبركة سياسية الترقيع وفق سياسية ما بدا بدينا عليه وليس هناك تخطيط إطلاقا" . وقال أن المخربين من الداخل ولا نستبعد اليوم أن يكون هناك ومن داخل الحكومة من عرقل أو يفرح بعرقلة دورة خليجي 20 التي نتشرف بأن تحتضنها بلادنا وتحتضن أي دورة أخرى – طالما وهم قد استلموا كل المخصصات والمبالغ المالية المعتمدة للدورة ويتمنوا أن لا تقام بهدف ابتلاع تلك المخصصات على جيوبهم وعدم صرفها في مجالاتها حد قوله كما استمع الحاضرين إلى شرح ضاف من مدير فرع مؤسسة المياه بالمديرية "أحمد الحلقبي" عن وضع شبكة المياه بالمديرية والانقطاعات المتواصلة للمياه عن المنازل وتسكر مواسير المياه. وكانت الندوة السياسية قد أعقبت جلسة محاكمة صورية لكثير من القضايا والمشاكل التي تعاني منها المديرية ومحاسبة العديد من الأشخاص بشكل كوميدي من قبل قاض تم تنصيبه من بين الحاضرين يقوم بإصدار الأحكام السريعة وتنفيذها في الحال من قبل مجموعة من معاونيه من الشباب في قالب فني فكاهي شيق وجميل نال استحسان ورضا الجميع بلا استثناء. ما تجدر الإشارة إليه هو أن هذا اللقاء غدا تقليد سنوي تشهده القريتان خلال إجازة عيد الأضحى المبارك من كل عام ويحضره المئات من أبناء القرى المجاورة والمسئولين والقيادات السياسية بالمديرية .