فور إطلاق صافرة النهاية لمباراة الكويت والسعودية في نهائي «خليجي عشرين» والذي شهد فوز الأزرق بالكأس للمرة العاشرة، كانت طائرة وفد وزارة السياحة اليمنية تدير محركاتها وتتجه صوب البلد الفائز بالكأس للمشاركة في احتفالاته، وتوجيه الدعوة لأهل الكويت لزيارة اليمن السعيد، وهي الدعوة التي تراهن في ثناياها على الشعور الطيب لدى الكويتيين تجاه أهل اليمن، خصوصا بعد الدعم المعنوي الكبير الذي لاقاه الأزرق خلال مباريات البطولة. وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مجلس الترويج السياحي اليمني أمس وترأسه وكيل الوزارة لقطاع التنمية السياحية عمر عوض باب الغيث، تم الكشف عن عدد من المشروعات المتطورة التي دخلت العمل مع انطلاق فعاليات «خليجي عشرين»، بما في ذلك ستة فنادق فاخرة من فئة الخمسة نجوم، تم افتتاحها خلال النصف الثاني من العام الحالي. ولفت باب الغيث إلى أن هذه المشروعات تأتي ضمن الخطة التي اعتمدتها الوزارة في إطار رؤيتها الرامية إلى استقطاب أعداد متزايدة من السياح خلال العام المقبل عبر إطلاق سلسلة من المشاريع السياحية الرائدة، والتي تعزز من مقومات القطاع السياحي في اليمن. وأوضح أن المشروعات الجديدة التي افتتحت اخيرا شملت فندق القصر وفندق عدن وفندق الملينيوم وفندق ميركيور وفندق سن شاين وفندق فينيسيا، بالإضافة إلى 115 فندقاً تمت إعادة تأهيلها وتجهيزها بالكامل وتدريب موظفيها لاستقبال الزوار، وتوفير إقامة وخدمات ضيافة على أعلى مستوى من الجودة، حيث يشرف على الموظفين فرق لمراقبة جودة الخدمات المقدمة. ونوه باب الغيث إلى أنه تم خلال العام الحالي إطلاق عدد من المشاريع السياحية الرائدة بتكلفة أولية تقدر بنحو مليار دولار أميركي، تبلغ تكلفتها في المتوسط من 150 إلى 250 مليون دولار لكل مشروع، الأمر الذي من شأنه المساهمة في ترسيخ مكانة اليمن على خارطة السياحة العالمية وتوفير فرص عمل لعدد كبير من الأيدي العاملة اليمنية. ومشيرا إلى أن هذه المشاريع تتوزع على خمس محافظات شاطئية هي شاطئ ميدي جزيرة الدويمة في محافظة حجة، وجزيرة المرك محافظة الحديدة وكلاهما على البحر الأحمر، وعلى خليج عدن، مثل مشروع في رأس العارة خور عميرة في محافظة لحج القريبة من مدينة عدن، ومشروع في شاطئ ضبضب في محافظة حضرموت، ومشروع في شاطئ جازوليت في محافظة المهرة. وقال: «أكدت اليمن قدرتها على استضافة الدورة العشرين لبطولة كأس الخليج من خلال ضمان توفير جميع المرافق السياحية والرياضية لتكون على المستوى المطلوب، حيث تم تجهيز أكثر من 814 غرفة فندقية لاستقبال الوفود المشاركة في البطولة ومشجعي الفرق الخليجية والزوار بشكل عام، وذلك من خلال إعادة تأهيل عدد من الفنادق وتطوير فنادق جديدة في محافظتي عدن وإب. وزاد: «لقد أثبتت بطولة خليجي 20 استعداد اليمن الكامل لاستضافة زواره من دول الخليج وتلبية تطلعاتهم من المنتجعات والغرف الفندقية والمطاعم الفاخرة وذلك في ظروف بيئية متميزة، موضحا أن تكلفة استضافة «خليجي 20» بلغت 120 مليار ريال يمني، وهو ما أعلنه الرئيس علي عبد الله صالح. وتولت اللجنة التنظيمية للبطولة مسؤولية ضمان جهوزية الجوانب التقنية والتنظيمية والرياضية قبل بدء البطولة». مؤكدا أن الأمن السياحي يحظى باهتمام خاص من الأجهزة الأمنية في اليمن، وتم إنشاء وحدة خاصة بحماية أمن السياح، إلى جانب الشرطة السياحية والأجهزة الأمنية الأخرى، كما يتعاون اليمن مع المجتمع الدولي في محاربة العناصر الإرهابية، وذلك ضمن المنظومة التي وضعتها الحكومة اليمنية لتعزيز الأمن في الدولة وزيادة تدفق السياح والزوار. ويعد النجاح الذي تحظى به بطولة كأس الخليج لكرة القدم على المستويين الأمني والتنظيمي دليلاً واضحاً على قدرة اليمن حماية مواطنيه وزوار وضمان أمنهم وسلامتهم. وقدم باب الغيث عرضا موجزا لمقومات اليمن السياحية أكد خلاله أن اليمن بكامله يعد متحفاً طبيعياً مفتوحاً يزخر بموروث الحضارات المختلفة التي تعاقبت عليه لاسيما وأنه موطن أقدم الحضارات البشرية، فضلاً عن الطبيعة الخلابة التي يتميز بها ومواقع المحميات الطبيعية التي أدرجها اليونيسكو ضمن مناطق التراث الإنسانية الأكثر جذباً في العالم، وعلى رأسها جزيرة سقطرى، «جوهرة المحيط الهندي». وبذلك يتميز اليمن بكونه وجهة شاملة لمختلف المقاصد السياحية على مدار الفصول الأربعة. وفي ختام كلمته، أكد أن الحكومة اليمنية تولي أهمية كبيرة لتطوير قطاع السياحة، وذلك للمساهمة في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الدولة خلال الفترة المقبلة، وتعزيز مكانة اليمن السياحية على الخارطة العالمية.