حمل أمين عام الإصلاح المساعد بمحافظة حجة (احمد حسين واصل) المؤتمر الشعبي العام مسئولية إفشال الحوار الوطني والنتائج الوخيمة للسياسة الانفرادية التي تقود البلاد إلى مصير مجهول. واتهم واصل المؤتمر الشعبي العام بالسير نحو تفكيك عرى الوحدة اليمنية من خلال سياسته الانفرادية التي يقود البلد بها وإلغاءه لمبدأ التداول السلمي للسلطة الذي يعد أحد القواعد التي قامت الوحدة عليها، مؤكداً بأنه لا فرق بين الحزب الحاكم وهو يمارس هذه السياسة وبين دعوات البعض من ضعفاء النفوس الرامية للانفصال على اعتبار أن المشروعين متطرفين. وقال واصل في الندوة السياسية التي أقامتها دائرة الطلاب للإصلاح بالمحافظة عن رؤية الإصلاح حول الأوضاع الراهنة في اليمن: (لقد سعى الإصلاح ومعه أحزاب المشترك ولازال يسعى لأجل إصلاح المنظومة الانتخابية وإيجاد لجنة انتخابات محايدة تجسد ما يريده الشعب لا ما يريده المؤتمر الشعبي العام، وهو ما لم يوافق عليه الحزب الحاكم خلال مرحلة الحوار التي تمت خلال الفترة الماضية، ليتجاوز المؤتمر كل محطات الحوار الوطني بينه وأحزاب المشترك ويعلن ذبح الديمقراطية والتعددية السياسية مؤخراً بارتكابه أربع مخالفات بارزة بعد اتفاق 17 يوليو والمتمثلة في إعلان تشكيل لجنة الانتخابات غير الشرعية، وعدم استكمال الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وإدراج قانون الانتخابات في جدول جلسات مجلس النواب بصورة انفرادية بعيدا عن التوافق بين الأحزاب السياسية، واستمرار وسائل الإعلام الرسمية في هجومها على أحزاب المشترك، الأمر الذي عمل على تعكير الأجواء السياسية والتي في مجملها عملت على إفشال الحوار الوطني). ونوه الأمين العام المساعد لإصلاح حجة إلى أن كل تلك السياسات الانفرادية التي يسير بها الحاكم لا تخدم النهج الديمقراطي في البلد، كما أنها ستنعكس على الحياة العامة للمواطنين في توسيع لدائرة الفقر والبطالة ونهب الثروات وتدهور الأوضاع العامة وتعزيزاً للفساد ورموزه الذين يحميهم. واستعرض واصل في ورقته ما تضمنته بنود اتفاقات المؤتمر مع المشترك وأبرز محطات الحوار التي مرت بين الأحزاب السياسية خلال السنوات الماضية، وكيف عمل المؤتمر على إفشال كافة الحوارات التي تمت لتكون النتيجة إفشال الحوار الوطني المتفق عليه بين المؤتمر والمشترك. من جهته قال رئيس الدائرة السياسية للإصلاح بحجة الدكتور إبراهيم الشامي بان شريحة الطلاب هم طليعة الأمة وأملها في التغيير نحو الأفضل، منوها إلى الاهتمام الذي يبديه الإصلاح لهذه الشريحة من خلال برامجه وأنشطته المختلفة التي تخدمهم على شتى المستويات، و لذا كانت بداية النضال السلمي ضد الاستبداد والتسلط والسياسة الانفرادية التي يمارسها المؤتمر من بين ثنايا الطلاب طليعة التغيير. وقال الشامي: (إن موقفنا الاحتجاجي اليوم من خلال هذه الفعالية على ممارسات الحزب الحاكم الأخيرة التي تؤكد المضي نحو إلغاء الآخر من شركاء الحياة السياسية ينطلق من الأهداف السامية التي انطلقت الثورة اليمنية منها والتي تنص على التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات، وإنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل، متسائلاً: كيف لنا أن نسمح بعد مرور 48 عاماً من الثورة على هذا الظلم والاستبداد أن نتراجع أو نتخلى عنها، معتبراً التخلي أو التراجع عن هذه المبادئ خيانة لدماء الشهداء الذين ضحوا من اجلها. ووصف الشامي ما قام به المؤتمر مؤخراً انقلابا على التوافق السياسي والذي يستمد البرلمان شرعيته الحالية منه، مستغرباً من هذه السياسات التي من المفترض أن يخجل الحزب الحاكم من القيام بها خاصة وأن رصيده في خدمة الشعب لا يشرف أي حزب يحكم الشعب عقوداً فكان رصيده إفقار 68% من الشعب و58% من الشباب عاطلون، وستة حروب عبثية وأزمات تلو أخرى وفي النهاية الشعب هو الضحية. وقال رئيس سياسية إصلاح حجة علينا ان نعلن موقفنا من هذه السياسات الانفرادية التي تجر البلاد إلى إنتاج أزمات متجددة وتدعوا للحقد بدلا من التآخي والخوف بدلاً من السلام. وأضاف الشامي: (إننا نعلن جميعا من هنا رفضنا لكل الإجراءات الانفرادية وغير القانونية التي قوم بها المؤتمر ولسنا مسؤولين عن نتائجها. ودعا المؤتمر للعودة إلى طاولة الحوار والبحث الجماعي والتوافقي بين الأحزاب لإخراج البلاد من أزماتها، كما أعلن عن تصعيدنا لفعاليات النضال السلمي ابتداءً من اليوم للوقوف جميعا وبصوت واحد، لا للانقلاب على الدستور والقانون لا للانقلاب على الاتفاقات التوافقية، مؤكدا استمرار هذه الفعاليات الشعبية داعيا في السياق ذاته كافة أبناء المحافظة للوقوف مع المشترك صفا واحدا حتى يعود المؤتمر إلى جادة الصواب، منوها إلى أن المشاركة في هذه الفعاليات السلمية دفاع عن حقوقنا جميعا في العيش في وطن آمن ينعم بالرخاء ويستفيد من خيرات هذا الوطن التي هي من حقه لا من حق الفاسدين. وطالب الشامي بمحاكمة من باعوا خيرات وثروات الوطن من الغاز وغيرها من الثروات التي عبث بها الفاسدون، وإن لم تتهيأ المناخات لمحاكمتهم في السلطات القضائية فعلينا أن ننصب لهم محاكم شعبية لإنصاف الوطن والدفاع عنه ووضع حد لمن يعبثون بأمنه واستقراره، داعيا كافة أبناء المحافظة إلى الدفاع عن حقهم في العيش الكريم والنهوض من مستنقعات الفقر والبطالة والوصول إلى محطات الرقي والتقدم. وفي ما يتعلق باستخدام الحزب الحاكم لأفراد القوات المسلحة والأمن في الضغط على قيادات المعارضة والنيل منهم قال بأن هذه الممارسات لا يقوم بها إلا الضعيف، مؤكدا في الوقت ذاته الدور الذي تقوم به المؤسسة الوطنية المتمثلة في الجيش والأمن من دور في حماية مكاسب الثورة والوحدة وان عليهم أن يعوا هذا الدور الوطني الرائد بعيدا عن دعوات المؤتمر وتوجهاته الرامية لترسيخ مفاهيم الحقد والكراهية بين أبناء الشعب. هذا وكان رئيس دائرة الطلاب بإصلاح حجة يحيى القفيلي قد أشار إلى أن هذه الفعالية تأتي ضمن اهتمامات الدائرة بهموم وتطلعات هذا الوطن وتوسيع ثقافة الطلاب بما يجري في الشارع السياسي وبالدور الذي يجب على قادة التغيير والمستقبل أن يقوموا به إزاء الأزمات التي يعيشها الوطن.