بعد أكثر من 23 عاماً من وصوله للحكم بانقلاب أبيض على الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني 1987، تمكن الشعب التونسي من الإطاحة برئيس البلاد "زين العابدين بن علي" مساء اليوم واجبره على مغادرة البلاد إلى مالطة. وجاءت الإطاحة بالرئيس "بن علي" بعد مظاهرات وإضرابات واسعة عمت كل أرجاء البلاد منذ أسبوع احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تونس، وتفشي البطالة وارتفاع الأسعار، كانت نتيجتها وقوع مصادمات بين الأمن والمواطنين سقط على إثرها عشرات القتلى، ودفعت الحكومة التونسية لاتخاذ عدداً من الإجراءات من بينها إقالة وزير الداخلية ومستشارين اثنين للرئيس وفرض حظر التجوال في بعض مناطق البلاد. وأعلن الوزير الأول التونسي محمد الغنوشي تسلمه صلاحيات رئاسة البلاد بصورة مؤقتة مع تعذر قيام الرئيس بن علي بمهامه مؤقتا، في وقت تحدث وسائل إعلام عربية وعالمية عن فراره إلى مالطه بحماية ليبية واعتقال أصهاره لدى محاولتهم مغادرة مطار تونسقرطاج الدولي، فيما ترددت أنباء وإشاعات في الشارع التونسي عن مغادرته البلاد جوا باتجاه الأرجنتين حيث يُعتقد أن له بعض الممتلكات والعقارات. وتعهد الغنوشي في خطاب بثه التلفزيون التونسي وإلى جانبه رئيسا غرفتي البرلمان: رئيس مجلس النوب فؤاد المبزع، ورئيس مجلس المستشارين عبد الله القلال، بالعمل على "تخطي هذه المرحلة الصعبة خلال تحمله هذه المسؤولية بالتشاور مع مختلف الأطراف الوطنية ومكونات المجتمع المدني". وفي أول رد فعل دولي أعلنت البيض الأبيض أن للشعب التونسي الحق في اختيار رؤساءه، فيما أعلنت عدد من الدول العربية منها (ليبيا والجزائر والأردن) تخفيض أسعار السلع الأساسية والضرائب والجمارك، بعد الإطاحة بالرئيس التونسي بن علي. وكانت مظاهرات عارمة جابت مدن البلاد اليوم كان أضخمها في العاصمة تونس حيث تجمع عشرات الآلاف أمام وزارة الداخلية متحدين القنابل المدمعة التي أطلقتها الشرطة. وأعلن التلفزيون التونسي بعد تصاعد الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في كامل أرجاء البلاد حالة الطوارئ ابتداء من الساعة الخامسة مساء حتى السابعة صباحا بالتوقيت المحلي. كما أعلن التلفزيون الرسمي أن "إجراء تاريخيا" سيعلن عنه تلبية لمطالب الشعب. وكانت أنباء أفادت مساء الجمعة بأن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي غادر البلاد وتسلم الجيش زمام السلطة. وقد ذكرت عدة مصادر صحافية أن الرئيس بن علي تخلى عن السلطة في اطار تسوية تقضي بتسليم رئيس مجلس النواب التونسي فؤاد المبزع للسلطة. وتنص التسوية على تشكيل مجلس قيادة مكون من ستة أشخاص يرأسه رئيس البرلمان ويضم وزير الدفاع. يذكر أن بن علي تولى رئاسة تونس بعد انقلاب أبيض على الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني 1987.
