سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشامي يتساءل في ندوة سياسية بعمران: هل قامت الثورة لكي نستبدل إماماً بإمام, وطاغية بطاغية دعا إلى العودة لنظام مجلس الرئاسة وشكك في جدوى المبادرات والوساطات..
قال نائب رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح "زيد بن علي الشامي" إن البرلمان الحالي لم يتمكن من محاسبة وزير واحد رغم طول دورته وتمديدها, معتبراً أن هذا الضعف هو نتيجة لسيطرة الحزب الحاكم على البرلمان، الأمر الذي جعله عاجزاً عن المسائلة حيث يدار من خارجه ويتلقى التوجيهات التي تمنع النواب من الحضور في الجلسات الهامة التي يفترض فيها محاسبة وعزل بعض الفاسدين. وخلال ندوة سياسية نظمها التجمع اليمني للإصلاح بمدينة عمران وحضرتها جموع كثيرة من المواطنين قال الشامي إنه لم يعد لدى السلطة مجال لقبول النصيحة أو الاستماع لصوت العقل "لأن الاستكبار أعمى بصائرها"، موضحاً بأن المراهنة على المبادرات التي تطرح هنا أو هناك غير مجدي وكذلك ما يشاع عن الوساطات بين الحاكم والمعارضة, إذ أن ذلك كله لم يعد مقبولاً لدى القائمين على شئون البلاد الذين وصفهم النائب الشامي بأنهم يكرسون الكراهية في البلاد، داعياً جماهير الإصلاح واللقاء المشترك ودعاة التغيير في البلاد إلى المراهنة على جماهير الشعب وحدها. وكشف الشامي أن المؤتمر الشعبي العام هو من بادر إلى رفض المبادرة التي تبناها القيادي في المؤتمر الشعبي العام نفسه الشيخ محمد على أبو لحوم والتي كانت تطرح خيار العودة للحوار بين السلطة والمشترك من النقطة التي توقفت عندها لجنة الأربعة قبل انقلاب قيادة الحزب الحاكم على ما وصلت إليه جهود الحوار. وفيما أكد البرلماني والقيادي في اللقاء المشترك (الشامي) أن الفعاليات الشعبية الرافضة للتزوير والالتفاف على مقدرات البلد سوف تنفذ خلال الأيام القادمة ليس في العاصمة وحدها بل في كل الأماكن، دعا الجماهير اليمنية إلى مقاطعة حشود التهريج التي ينفذها الحزب الحاكم تحت مسمى مهرجانات قائلاً: دعوهم يكونوا وحيدين فليس بمقدورهم أن يفصلوا طالبا من المدرسة إن غاب عن مهرجانهم ولا يمكن لهم أن يوقفوا مرتباً لموظف رفض حضور تجمعاتهم إذ أن ذلك يرفضه الدستور والقانون, كما ليس بمقدورهم أن يقبضوا روح أحد قبل موعدها فالآجال بيد الله وحده. وتذكّر النائب زيد الشامي في حديثه لجماهير اللقاء المشترك بعمران المؤتمر الوطني الذي احتضنته مدينة عمران قبل أكثر من 40 عاماً بدعوة من أبي الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري رحمه الله. ومن وسط مدينة عمران خاطب الشامي روح شهيد اليمن الزبيري قائلاً: رحمك الله يا أبا الأحرار, نتذكرك وأنت تدعو إلى مؤتمر عمران قبل أكثر من 40 عاماً, الذي ناضلت من اجله لكي يكون الشعب سيد قراره ويكون الحاكم خادماً لهذا الشعب. وأضاف: حاربت الاستبداد, وأفنيت عمرك وبذلت روحك ليحيا هذا الشعب كريماً, ومعك ثلة من الرجال والمجاهدين والعلماء والضباط والمشايخ الأحرار, منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. وأضاف الشامي: كأني بك الآن يا أبا الأحرار وأنت تحضر مؤتمر عمران الذي صدر عنه 27 قرارا منها أن تكون الحاكمية في هذا البلد للإسلام, ومنها أن الحاكم يجب أن يمتثل لإرادة الشعب من خلال برلمان قوي, قادر على أن يحاسب ويعزل وأن يقول كلمته في الصغير والكبير من دون خوف أو وجل. وتساءل الأستاذ الشامي قائلاً: هل قامت الثورة لكي نستبدل إمامٍ بإمام, وطاغية بطاغية, وحاشيةٍ بحاشية؟؟!!. واستعرض بلغة الأرقام ما وصلت إليه البلاد من تردٍ في كل المجالات حيث قال بأن 40% من أطفالنا لا يلتحقون بالمدارس, وأن 50% من المواطنين يعيشون تحت خط الفقر, وأن 60% من مناطق اليمن لم تصلها خدمات الكهرباء وأن 70 % بدون خدمات الصرف الصحي. وخاطب الشامي الحاضرين بالقول: اذهبوا إلى منفذ حرض الحدودي وستشاهدون ألاف اليمنيين يحشرون في السيارات الكبيرة مطرودين من دول الجوار يقضون أياماً في السجون ويتعرضون للمخاطر والموت والمرض وهم يبحثون عن فرص العيش. وقال الشامي: يكررون علينا كثيراً أن أجدادنا لم يكونوا يلبسون الشباشب أي الأحذية ويعرضون الأفلام من أجل ذلك , متسائلاً : هل قامت الثورة من أجل الشباشب فقط ؟؟. وفي مقابل ذلك استعرض الشامي نماذج لما وصل إليه حال بعض الدول من تغيير وتطوير رغم ما كانت تعيشه قائلاً: قبل 30 عام كانت ماليزيا تسمى بلاد الملاريا واليوم أصبحت تسابق العالم في نهضتها الشاملة, موضحاً أن نسبة البطالة في ماليزيا أصبحت صفر % أي لا يوجد عاطل فيها لا ذكراً ولا أنثى , بل أصبحت تستقبل العمالة من الدول العربية والإسلامية وغيرها. وعن النموذج التركي قال الشامي: تركيا كانت قبل 10 سنوات تعاني من الفقر والحاجة والبطالة والعوز وسوء الخدمات وغياب خدمات الصرف الصحي وأصبحت على حافة الانهيار الاقتصادي. وأضاف: ولما انتقل الحكم في تركيا إلى رجال عظماء نظيفي الأيدي حادي العقول, يتسمون بالإخلاص وحب أوطانهم ارتفع دخل الفرد من (2500$) إلى (13000$) خلال العشر سنوات الماضية بينما متوسط دخل الفرد في بلادنا لا يتجاوز 600 دولار فقط. وتحدث عن ما شهدته البلد من أزمات خطيرة منها الحروب الست في صعده والتي بعدها انسحبت السلطة من كثير من مناطق صعده تماماً وتركت الإدارات فارغة بعد أن تدمر كل شيء وأصبحت المليارات لا تكفي لإعادة الاعمار. وعن القضية الجنوبية الشامي إن أبناء المحافظات الجنوبية يتساءلون بالقول: هل الوحدة أن نجوع وتشبعون, أو أن يتولى علينا من هم أقل كفاءة منا؟. وقال إن السلطة كانت تنكر وجود أصحاب حقوق حين ظهرت مطالبهم تتعالى في تلك المحافظات حتى بلغ الأمر حد المطالبة بالانفصال وهنا بدأت السلطة تعترف ببعض ما يدور. وأضاف الشامي: لقد أتى إلينا في البرلمان يومها وزير الدفاع متحدثاً عن المعالجات لأصحاب المطالب والمسرحين من أعمالهم مبيناً أنهم قاموا بإعادة (85000) جندي وضابط إلى أعمالهم وأعادوا مرتباتهم كان قد تم تسريحهم. وقال الشامي: هذا يعني أنهم طردوا أكثر من خمسة وثمانين ألف ضابط وجندي من وظائفهم, وأنهم تركوا (85000) أسرة تواجه مصيرها, واعتبر الشامي أن من يمارسون هذه الأعمال هم أعداء الوحدة ويكرسون بذلك الكراهية. وشدد على ضرورة الأخذ بنظام القائمة النسبية الذي تم التوقيع عليه مع الحاكم في اتفاق فبراير 2009م, قائلاً: نريد نظام برلماني يحاسب فيه رئيس الحكومة من قبل نواب الشعب, مبيناً أن النظام الحالي في بلادنا لا هو رئاسي ولا برلماني وليس فيه ما يحقق محاسبة رئيس الجمهورية رغم صلاحياته الواسعة. وقال الشامي: إذا كنتم تريدون غير ذلك فهيا لنعود إلى نظام مجلس الرئاسة الذي تكون فيه الصلاحيات الإدارية والاقتصادية وتعيين السفراء وغيرها من أمور البلد من صلاحيات رئيس الوزراء الخاضع لمحاسبة البرلمان وسلطته ويكون في مجلس الرئاسة أشخاص لهم الاحترام والتقدير ونعتبرهم رمزاً للشعب. وعن دور الأطراف الدولية في الضغط باتجاه إصلاح داخلي قال زيد الشامي: الناس يتعاملون بما يحقق مصالحهم والسلطة تقدم الكثير من التنازلات للخارج ولا يجب أن نراهن على غير الشعب, معتبراً أن الأطراف الخارجية إذا رأت الشعب مصر على استعادة حقه فسوف تتعامل معه حماية لمصالحها. وفي حديثه أجاب الشامي على مداخلات وأسئلة وتعليقات عدد من الحاضرين التي أثرت موضوع الندوة. وكان القيادي الإصلاحي ناصر الخدري قد ألقى كلمة ترحيب وتحدث عن ما سماه إنجازات حكومية تتمثل في نسب الفقر والبطالة والفساد المخيفة التي تواجهها البلاد وكذلك ما تميزت به حكومة المؤتمر الشعبي العام من سجل أسود في مجال الحقوق والحريات وانتهاك الحقوق والاعتداء على الصحفيين ومصادرة الحريات داعياً أبناء عمران واليمن عموماً إلى مواجهة المرحلة الحاسمة من تاريخ شعبنا بصبر وشجاعة مؤكداً أن عوامل نهاية هذا الباطل متوفرة إذا ما أراد الشعب ذلك وختم ناصر الخدري كلمته بالقول: إذا الشعب يوماً أراد الحياة ...... فلا بد أن يسقط المؤتمر!!. كما ألقى الشاعر الشاب الأستاذ عادل العوامي باقة شعرية متميزة نالت إعجاب الحاضرين.