لأدنى عاصفة ينحني الباطل، «أم هي ثقافة النضال السلمي التي تلقى كل هذا الاحتفال» ما أدعوها صباحات الأحرار، كل شيء سوف يسير الآن بصورة لا تخلو من «نضال» هي مدرسة إذاً طلابها في ازدياد يركبون «المستحيل» بيسر، وقد لاحت أمامهم أولوية النصر.. تونس «الزيتونة» تصدر الياسمين ثورة برائحة العطر، لأنها «خضراء» أغصان الحدائق التونسية اليوم ترقص للنصر وتطرب لنشيد الحرية.. ذهب زين العابدين بن علي: فما بكت عليه سماء تونس ولا أرضها، بل استحالت إلى مهرجان فرح وعرس يلتهب بالزينات.. وحده أبو القاسم الشابي يتألق في سماء تونس وهذا الشعب المنتصر، لا شيء يجتذب الأرواح غير نشيده الخالد: (إذا الشعب يوما أراد الحياة...) أقواس النصر وأغصان الياسمين، وعصافير الصباح تشهد «الليل» وهو ينجلي و»القيد» وهو ينكسر، ومنظومة «الصنم» الأكبر وهي تفكك.. ذهب بن علي لأنه خطط لرحيله بنفسه، عندما كتم أنفاس «تونس»، كان يحسب أن «الحاشية» سوف تقاتل دونه، وما درى أنهم يحبون الحياة... هو وحده كان يجب أن يلقى هذا المصير.. ومزبلة التاريخ تتسع لكل من كرس الطغيان.. إنه الاستبداد شرر الثورات القادمة.. الآن «فهم» زين العابدين بن علي أنه كان في سكرة السلطة وطغيان المادة إنه يعترف للشعب في اللحظة الأخيرة وهو يحاصر بإرادة أهل تونس الغيارى.. الآن فهمتكم «ولات حين مندم» فهل يفهم الحكام العرب هذه الرسالة قبل فوات الأوان، أم أنهم ورق التوت التي تسقط أمام عنفوان غصن الياسمين الأخضر.. يا قومنا هو «الاستبداد» الشرر الذي تحترق بسببه العروش فهل من مدكر؟!