في مؤشر على سخط أمريكي من وتيرة الإصلاح في مصر، دعا نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الثلاثاء، لانتقال ينجم عنه تقدم فوري لا رجعة عنه يتماشى وطموحات الشعب المصري وإلغاء قانون الطوارئ، وذلك بعد قليل من إعلان البيت الأبيض أن تصريحات نائب الرئيس المصري، عمر سليمان، "غير مفيدة." وناقش بايدن مع نظيره المصري هاتفياً، وفق بيان عن البيت الأبيض، كبح وزارة الداخلية المصرية لإنهاء فوري لاعتقال ومضايقة والتنكيل بالصحفيين والناشطين السياسيين وناشطي المجتمع المدني، وإتاحة حرية التعبير والتجمع، وإلغاء فوري لقانون الطوارئ، وتوسيع قاعدة الحوار الوطني لتشمل طائفة واسعة من أعضاء المعارضة، ودعوة المعارضة كشريك لتطوير خارطة طريق مشتركة وجدول زمني لنقل السلطة." وجاء في البيان: "إلى جانب هذه الخطوات، وبجانب سياسة واضحة بعدم الانتقام، هذه هي المطالب العريضة التي تنادي بها المعارضة وهو ما أبدت الحكومة استعدادها للقبول به." وقال بايدن إن تلبية مطالب الشريحة الواسعة من المعارضة يمكن أن تتحقق من خلال مفاوضات ذات مغزى مع الحكومة، حسبما أورد البيان. وأوضح مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية لCNN، رفض كشف هويته، "أن الحكومة المصرية تقوم بما يتوجب عليها القيام به، لكن عليهم الآن تحقيق نتائج، وبايدن وضع أطر أشياء محددة تثبت قيامهم بذلك." وطرح المصدر تساؤلات تفرض نفسها بقوة عما إذا كان النظام المصري "حقا على استعداد للتنازل عن السلطة لشخص آخر"، وتابع "هل سيعملون على إحداث تغييرات حقيقية أم وضع قشور على العملية لإكمال الشهور القليلة المتبقية دون تحقيق تغييرات؟" وتابع: "هناك إحساس بأن الحكومة سوف تلعب على عامل الوقت، ولكن ماذا بعد؟ نحن على ثقة بأن الاحتجاجات لن تنفض." واختتم بقوله: "المعضلة للحكومة المصرية هي أن استمرارها يعني تأثيرها بشكل يفوق احتمال الاقتصاد المصري." وتعاملت إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بحذر تجاه الأزمة بالدعوة إلى إصلاحات ديمقراطية في مصر في محاولة للحفاظ على استقرار حليف محوري لها بالمنطقة وشريك لإسرائيل عبر إتفاقية كامب ديفيد عام 1978. وأكد مسؤول أمريكي بارز لCNN، آثر بدوره عدم كشف هويته نظراً لحساسية القضية، إحباط إدارة واشنطن قائلاً "هناك نوع من السخط هنا.. لا نريد مجرد كلام، نرغب في أن يؤدي لشيء ملموس." وكان المتحدث باسم الرئيس الأمريكي قد وصف الثلاثاء، تصريحات سليمان بأنها "غير مفيدة." ففي أحدث تصريح له، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، الثلاثاء إن تصريحات نائب الرئيس المصري، عمر سليمان، الأخيرة "ليست مفيدة." وجاءت تصريحات غيبس هذه رداً على تصريحات سليمان بأن مصر ليست مستعدة للديمقراطية وأنه سيظل العمل قائماً بقوانين حالة الطوارئ. إعادة بث الجزيرة في مصر قامت إدارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية (نايل سات) في الدقائق الأولى من صباح الأربعاء بإعادة بث قناتي "الجزيرة" و"الجزيرة مباشر" على نفس الترددات السابقة التي كانت تبث عليها قبل صدور قرار بوقف بثها. واعتبرت (الجزيرة) عبر شاشتها الخبر "عاجلا" دون أن تذكر تفاصيل بشأن عودة البث الذي لم يمنع وصول القناتين إلى الجمهور المصري طيلة فترة الحظر التي بدأت يوم 30 كانون ثان/ يناير الماضي بعد خمسة أيام من تفجر احتجاجات الشباب المستمرة حتى اليوم وذلك من خلال ترددات جديدة كانت القناة تعلن عنها تباعا على شاشتها على القمرين "نور سات" و"عرب سات" إضافة إلى قيام قنوات أخرى باستضافة بث الجزيرة على تردداتها. وأمرت وزارة الإعلام المصرية قناة الجزيرة وقتها بوقف نشاطها في مصر كما قطعت في وقت لاحق بثها إلى بعض أنحاء الشرق الأوسط على قمر (نايل سات) وأدى ذلك بالفعل إلى حجب بث القناة في بعض أنحاء العالم العربي كما شمل القرار سحب تراخيص مراسليها لكنهم استمروا في تقديم تقارير إخبارية عبر الهاتف. وهددت القناة القطرية بمقاضاة (نايل سات) بسبب وقف بثها على القمر المصري في حال عدم عودة بث القناتين اللتان اعتبرهما الإعلام الحكومي المصري مارقتان وتدعوان لفتنة في مصر بينما تحدث كثير من المسئولين المصريين عنها باعتبارها غير مرغوب فيها. وجاء في بيان أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط نهاية الشهر الماضي أن وزير الإعلام المصري أنس الفقي "أصدر قرارا بأن تقوم هيئة الاستعلامات بإغلاق وإيقاف نشاط قناة الجزيرة بمصر وإلغاء جميع التراخيص وسحب البطاقات الممنوحة لجميع العاملين بالقناة ومنع أجهزة البث الخاصة بقناة الجزيرة من نقل أحداث مظاهرات مصر". وقالت الجزيرة في وقت سابق إن مكتبها الكائن بوسط القاهرة على مقربة من ميدان التحرير تم اقتحامه من جانب من وصفتهم بالبلطجية كما تم الاعتداء عدة مرات على مراسليها في القاهرة وعدد أخر من المحافظات المصرية.