توفي طفل وأصيب آخر حين اخترقت أعيرة نارية لمجموعتين مسلحتين عصر اليوم نوافذ منزلهم، الذي يقع جوار منزل يتنازع الطرفين على ملكيته. وقالت مصادر مؤكدة إن مواجهات مسلحة دارت بين مجموعتين مسلحين أحدهما تتبع قبيلة المقادشة، بينما الأخرى من أسرة "المنحي" من مدينة ذمار، في أحد أحياء المدينة المكتظة بالسكان، وذلك على خلفية نزاع على ملكية منزل في نفس الحي. وأضافت المصادر ل"الصحوة نت" إن مسلحين "مقادشة" حاولوا اليوم الاستيلاء على المنزل الذي تسكنه أسرة من بيت المنحي بالقوة للمرة الثانية خلال أسبوع، وأدى إلى نشوب تبادل للرصاص من الطرفين، ما أدى إلى وفاة الطفل "محمد عبده هادي السوادي" -12عاماً- وإصابة ابن خالته الطفل "محمد عبده الميثالي" -7سنوات- الذين كانا داخل منزلهما. وقال النقيب/ عبد الله القعيطي – خال الطفلين - إن الطفلين أصيبا بعيارين ناريين حيث أصيب الأول في الرقبة توفي على إثرها، فيما الثاني أصيب بالكتف، وقد قام أهالي الطفلين بإسعافهما، فيما لاذ المسلحون بالفرار، ليستأنفوا تبادل الرصاص في أحد شوارع المدينة. وأضاف القعيطي –الذي يعمل بأمن مطار صنعاء- أنه اتصل بمدير أمن المحافظة مطالباً بضبط الجناة، وذهب شخصياً إلى منزل المحافظ لإبلاغه، لكنه قال أن الأجهزة الأمنية لا تتجاوب، وأن حضورهم أطقم الأمن جاء متأخر جداً. من جهتهم قال عدد من ساكني الحي إن الاعتداءات من قبل مجموعة المقادشة على أصحاب المنزل مستمر منذ عام رغم صدور أوامر مدير الأمن للأقسام الأمنية بالقبض على الجناة، غير أن ذلك لم يتم طوال هذه المدة رغم الاعتداءات المتكررة. وأضافوا في اتصالات ل"الصحوة نت" إنهم رصدوا خلال الفترة الأخيرة أكثر من 10 اعتداءات بإطلاق النار واقتحام المنزل بالقوة وتحطيم الأثاث والأجهزة الالكترونية، توجها على إثرها أبناء الحي إلى إدارة الأمن، لكنهم أكدوا أن توجيهات مدير الأمن بالقبض على المعتدين لم تنفذ، فيما أكد أحدهم أن أفراد النجدة حضروا إلى المنزل أثناء اعتداء الأسبوع الماضي، وغادروا فوراً بعد أن القوا التحية على المعتدين الذين قالوا أنهم يتبعون نافذين. من جهة أخرى قالت مصادر إن منزل القيادي في الحزب الحاكم أحمد العزيزي تعرض ليلة أمس الاثنين لإطلاق نار من قبل مجموعة مسلحة بمدينة ذمار يعتقد أنها تتبع المقادشة على خلفية نزاع الطرفين على أرض بالمدينة وصلت إلى مواجهات مسلحة بين الطرفين الجمعة الماضية والتي أصيب فيها نجل الشيخ العزيزي. مصادر ذهبت إلى أن ذلك جاء بعد رفض العزيزي –رئيس فرع المؤتمر الشعبي بمديرية الحداء- قبول تحكيم قبلي في اصابة نجله واصراره على اللجوء إلى الأجهزة الأمنية، التي اتهمتها أوساط سياسية واجتماعية بالتواطؤ مع مشايخ عنس بالسماح لهم بحمل السلاح داخل المدينة وتجولها مجموعات به على متن سيارات في شوارع المدينة والقيام بتصرفات استفزازية، معتبرة أن ذلك من شأنه إشعال الفتنة بين أبناء عنس والحداء. يأتي هذا بعد يومين فقط من قيام مئات من أبناء مدينة ذمار يتقدمهم مشايخ ووجهاء من عنس بمسيرة من وسط المدينة وتنفيذ اعتصام مسلح أمام مجمع المحافظة الأحد الماضي، حاملة لافتات تتهم المحافظ يحيى العمري بالمناطقية، في إشارة إلى انتمائه لمديرية الحداء التي يمثل العزيزي أحد مشايخها، كما ردد المعتصمون هتافات تطالب المحافظ بالرحيل، فيما اعتبرته أوساط سياسية واجتماعية بالمحافظة إذكاء للفتنة المناطقية، مؤكدين نأي المحافظ عن ذلك، لكنهم قالوا أن الانفلات الأمني هي مسئولية المحافظ وأجهزة الأمن، وطالبت هذه الأوساط قيادة المحافظة بتحمل المسئولية في منع المظاهر المسلحة والاقتتال داخل المدينة. وكانت مواجهات عنيفة قد نشبت صباح الجمعة الماضية لأربع ساعات بين اتباع العزيزي واتباع المقدشي في خلاف على أرض تتبع الأوقاف يستأجرها "القاسمي" أحد أبناء ذمار، الذي اتهم العزيزي بمحاولة الاستيلاء والبناء عليها بتواطؤ قيادة المحافظة، وقالت مصادر مطلعة أن القاسمي استعان بالمقادشة. يذكر أن مدينة ذمار تشهد بين الحين والآخر انفلاتاً امنياً يتصدره مشايخ ونافذون، فيما يجمع أهالي ذمار أن موقف الأجهزة الأمنية عاجز عن القيام بمسئولياته في ضبط مثيري الفوضة.