يستعد ملايين اليمنيين في مختلف المحافظات للخروج والمشاركة في إحياء "جمعة الرحيل" مع شباب الثورة في مختلف ميادين التحرير والتغيير للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح. وتوقع مراقبون أن تشهد ساحات التغيير والحرية والاعتصامات في جمعة الرحيل، حضوراً كبيراً، خصوصاً بعد إعلانات الإنضمام والمساندة للثورة والتي شهدتها اليمن خلال الأسبوع الجاري، حيث أعلن عدد كبير من القيادات العسكرية والأمنية والوزراء والوكلاء والمحافظون وسفراء ودبلوماسيون ورجال أعمال وأعضاء مجلسي النواب والشورى وعلماء ومشائخ ووجهاء وقيادات بارزة في حزب المؤتمرالشعبي العام، أعلنوا انضمامهم إلى ثورة التغييرالسلمي واحتجاجهم على ماارتكبه النظام في جمعة الكرامة. ويرى محللون أن إعلان وحدات الجيش اليمني تأييدها للثورة الشعبية السلمية، وتعهدها بحماية المتظاهرين والمعتصمين سلمياً سيشجع عدد كبير من أبناء الشعب للخروج للمطالبة بالتغيير السلمي. ويوفر تواجد الجيش في عواصم المدن وبالأخص قوات الفرقة الأولى مدرع المتواجدة في أنحاء العاصمة صنعاء وفي مداخل ساحة التغيير والأحياء المجاورة لها، مصدر أمن لكثير من المواطنين الذين كانوا يتخوفون من الخروج إلى الساحة، وذلك بعد المجزرة التي شهدتها الساحة الجمعة الماضية. ويرى البعض الآخر أن المجزرة التي شهدتها الساحة زادت من حجم المتعاطفين مع المعتصمين سلمياً الذين سيشاركون في جمعة الرحيل. وكانت قوات الأمن والحرس الجمهوري والخاص ومسلحون بلباس مدني وقناصة محترفون، قاموا بالاعتداء على المعتصمين السلميين بساحة التغيير، مستخدمين الأسلحة الرشاشة والرصاص الحي، ونفذوا مجزرة غير مسبوقة، استشهد فيها 52 مواطناً وأصيب مئات آخرون. ونفذت العملية عقب أداء صلاة "جمعة الكرامة" التي شارك فيها حوالى مليون ونصف . وقد لاقت العملية إدانة محلية ودولية واسعة حملت صالح وأقربائه مسئولية تداعياتها، ونتج عنها إفرازات سياسية واجتماعية واسعة وسعت حالة الغضب الشعبي ضد نظام صالح وتسببت في إعلان كثيرين تخليهم عنه واستقالتهم من حزب الحاكم ومن مناصبه وانضمامهم للثورة الشعبية. وكانت اللجنة التنظيمية العليا للثورة الشعبية، وائتلاف ثورة التغيير السلمي، اتفقا على تسمية جمعة الغد "جمعة الرحيل" ودعوا جميع اليمنيين للمشاركة الوسعة.