يتمترس الحاكم خلف مسمى «الشرعية» التي فقدها لعديد أسباب، خاصة وأن من منحه إياها في ساحات الاعتصام منذ أكثر من شهرين يطالبونه بتسليم السلطة المغتصبة ولكنه يراوغ ويحشد الناس ويدفع مقابل ذلك من المال العام ويعتقد بعض الناس أنهم يدافعون عن ما يطلقون عليه الشرعية.. الصحوة استطلعت آراء قانونين سلطوا الضوء على مبررات فقدان صالح شرعيته كرئيس للبلد خاصة وهو يقتل شعبه.. المحامي عبدالعزيز السماوي يؤكد أن الشرعية معناها أن الشعب مالك السلطة وصاحبها، وقد خرج الشعب إلى الشارع، وخروجه إسقاط لدستورية النظام القائم. وأضاف- في تصريح ل «الصحوة»- أن التمسك بالشرعية الدستورية مع إعلان حالة الطوارئ من دون قانون يعد إسقاطا للشرعية الدستورية وبهذه الحالة تكون «الشرعية» قد فقدت أبرز مقوماتها لمخالفتها للدستور. واعتبر السماوي قتل المواطنين المعتصمين من قبل النظام يفقده الشرعية لوحده حتى ولو كان الدستور قائما لأن مسئولية القتل للمعتصمين ليست شخصية وإنما مسئولية النظام برمته، ولا يعقل أن يكون الإنسان شريكا في قتل الشعب مع ادعائه ببقاء شرعيته لأن الشرعية معناها الحفاظ على الأمن والأنفس. وحول تحشيد الناس والتمترس تحت مسمى الدفاع عن الشرعية، قال السماوي ربما لا يدرك المتمترسون أن هذا أول مسمار يدق في نعش الشرعية لأن الشرعية معناها حفظ الأمن والاستقرار من النعرات وليس الدفع للاقتتال، أما البلطجية فهو تمترس خلف نهج الشرعية التي قتلت بقتل المعتصمين.
ادعاء مجافٍ للحقيقة القانوني والبرلماني- عبدالرزاق الهجري- عضو اللجنة الدستورية في مجلس النواب، يؤكد أن شرعية الحاكم تستمد من شعبه، وعندما يرفض الشارع شرعية الحاكم تكون الشرعية قد انهارت لأن مصدر السلطة الشرعية هو الشعب. وقال الهجري- في تصريح للصحوة- إن تمسك صالح بما يسمى الشرعية تتنافى مع المنهجية الثورية، وهو تمسك مزعوم مجاف للحقيقة لأن الشرعية نقاش بالرغبة الصادقة المنطلقة من الشعب الذي يرفض بقاءه في الحكم ويطالبه بتسلم السلطة، ولا نقاش بمن يدفع بهم عبر الإغراء أو الترهيب أو بالمال العام وهذه شرعية مشكوك بها. ودعا الهجري بقية أبناء الشعب المترددين إلى الانضمام إلى الثورة وكذلك من لا يزال يذهب إلى تجمعات علي عبدالله صالح ودعاهم إلى عدم المشاركة لأنهم يدفعون النظام إلى المزيد من القتل ولأنهم كذلك يزينون للنظام أنه ما يزال يحظى بحضور جماهيري. وذكر الهجري عديد أسباب تفقد علي عبدالله صالح شرعيته كحاكم لليمن منها ما يرتكبه نظامه بحق الشعب اليمني من قتل للمعتصمين السلميين وهي تصنف جرائم ضد الإنسانية تلزم مجلس النواب أن يبدأ بتوجيه اتهام لرئيس الجمهورية بخرق الدستور تمهيدا لإحالته للمحاكمة بسبب قتله المواطنين وتفريطه بالسيادة الوطنية وهذه الجرائم تفقده أية مشروعية، إضافة إلى تخليه عن المسئولية في حماية البلد عن طريق سحب أفراد الأمن من المدن وتمركزها في أمانة العاصمة إضافة إلى إقلاق السكينة وإثارة النعرات المناطقية. وأشار إلى أن المادة (128) من الدستور تبيح لمجلس النواب إن أخل رئيس الدولة بالسيادة الوطنية أو عمل على إثارة النعرات المناطقية أو عرض أمن البلد للخطر تجيز للمجلس توجيه الاتهام وما يحدث اليوم هو قتل ونهب للمال العام وإتاحة المجال للعصابات أن تنهب الأموال. ودعا الهجري النائب العام أن يقوم بواجبه الدستوري بحماية المال العام ومنع البنك المركزي من التصرف بالمال وحجز أرصدة مسئولي النظام لأن هذه مقدرات الشعب اليمني، واعتبر ما يقوم به الرئيس ونظامه من تبديد للثروة وتدمير للنسيج الاجتماعي تفقد النظام مشروعية بقائه. من جهته أكد المحامي حزام المريسي- عضو في مجلس نقابة المحامين، أن الشرعية الدستورية التي يتشدق بها النظام وفقا لنصوص الدستور الفارض على النظام تلبية متطلبات الشعب وتجسيد إرادته وفقا لنص المادة (110) التي تفرض على رئيس الجمهورية تجسيد إرادة الشعب، وإرادة الشعب تمثلت بمطالبة الرئيس بالرحيل باعتبار الشعب هو مالك السلطة ومصدرها فإن مطالبة الشعب يعني إفقاد هذا النظام للشرعية التي كان مستمدة من الشعب أساسا. وقال المريسي في تصريح للصحوة أن الرئيس قد علق العمل بأحكام الدستور والقوانين النافذة لينتقل بها إلى ما يمسى بالطوارئ وذلك بإعلان حالة الطوارئ والذي يشترط أن يكون هناك قانون مقر مسبقا إلا أنه أعلن حالة الطوارئ إلى الفراغ، لا نصوص قانون تطبق ولا دستور معمول به، وبالتالي فإنه يمكن القول أن رئيس الجمهورية قد أخرج نفسه من الشرعية الدستورية إلى ما يسمى بالطوارئ غير الشرعي وغير الدستوري وأصبح هناك فراغ يعتمد على اغتصاب السلطة بالقوة المسلحة، ومايجري الآن هو اغتصاب للسلطة في مواجهة إرادة الشعب. فلا شرعية دستورية للنظام ولا قانون طوارئ معمول به، وهذا- بحسب المريسي- يوجب على المجتمع الدولي إيقاف هذا العبث من قبل نظام صالح في اغتصاب السلطة وسفك الدماء وتطبيق للمزاجية بعيدا عن القوانين النافذة والدستور، وما يجري الآن نهب لمقدرات الشعب ولأمواله وللاحتياطي تحت غطاء الطوارئ. واعتبر المحامي المريسي ما يحصل تحت مسمى مناصرة الشرعية هو إيجاد معسكر مدفوع الأجر سلفا ليس فقط لمزعوم مناصرة ما يدعيه من شرعية وإنما لضرب الشعب بعضه ببعض ولقتل الناس وفي هذه الحالة لو لم تكن إلا هذه الحالة فإنها كفيلة بإسقاط مشروعية النظام. وأشار المريسي إلى أن كل من ساند هذا النظام ووقف معه وآزره على قتل الأبرياء وأخذ على ذلك أجرا من المال العام فإنه سيحاكم باعتباره شريكا في كل الجرائم المرتكبة في حق المواطنين ولا يستثنى أحد باعتبار أن رأس النظام قد مارس من الخروقات والجرائم ما يستوجب محاكمته وفقا للجرائم الثلاث المحددة في الدستور وهي: جريمة الخروقات الدستورية والتفريط بالسيادة وجريمة الخيانة العظمى.