اجتماع بصنعاء يناقش جوانب التحضير والتهيئة الإعلامية لمؤتمر الرسول الأعظم    تعز .. إحياء الذكرى السنوية لرحيل العالم الرباني السيد بدرالدين الحوثي    لملس يزور الفنان المسرحي "قاسم عمر" ويُوجه بتحمل تكاليف علاجه    روسيا تحذر أمريكا من مساعدة تل أبيب «عسكريا»    محلل سياسي تهديد ترامب باغتيال خامنئي سيفجر المنطقة    رسميا.. برشلونة يضم خوان جارسيا حتى 2031    البيضاء : ضبط ستة متهمين بجريمة قتل شاب من إب    الأطراف اليمنية متخادمة مع كل المشاريع المعادية للمنطقة    انتقالي شبوة يتقدم جموع المشيعين للشهيد الخليفي ويُحمّل مأرب مسؤولية الغدر ويتوعد القتلة    الرهوي يناقش التحضيرات الجارية للمؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم    ترقية اليمن إلى عضوية كاملة في المنظمة الدولية للتقييس (ISO)    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الاربعاء 19 يونيو/حزيران 2025    مأرب.. مقتل 5 اشخاص بكمين استهدف شاحنة غاز    السفارة الروسية في "إسرائيل" توصي رعاياها بمغادرة البلاد    وسط تصعيد بين إسرائيل وإيران.. اختفاء حاملة طائرات أمريكية خلال توجهها إلى الشرق الأوسط    مدارج الحب    طريق الحرابة المحمية    انهيار كارثي مخيف الدولار بعدن يقفز الى 2716 ريال    صراع سعودي اماراتي لتدمير الموانئ اليمنية    واتساب يقترب من إطلاق ميزة ثورية لمسح المستندات مباشرة بالكاميرا    إيران تخترق منظومة الاتصالات في الكيان    أزمة خانقة بالغاز المنزلي في عدن    لاعبو الأهلي تعرضوا للضرب والشتم من قبل ميسي وزملائه    شرب الشاي بعد الطعام يهدد صحتك!    ألونسو: لاعبو الهلال أقوياء.. ومشاركة مبابي تتحدد صباحا    بن زكري يقترب من تدريب عُمان    عاشق الطرد والجزائيات يدير لقاء الأخضر وأمريكا    شرطة صنعاء تحيل 721 قضية للنيابة    الكشف عن غموض 71 جريمة مجهولة    فقدان 60 مهاجرا قبالة سواحل ليبيا    موقع أمريكي: صواريخ اليمن استهدفت الدمام و أبوظبي وتل إبيب    بين صنعاء وعدن .. على طريق "بين الجبلين" والتفاؤل الذي اغتالته نقطة أمنية    ترامب يؤكد ان مكان خامنئي معروف ويستبعد استهدافه وإسرائيل تحذّر من انه قد يواجه مصير صدام حسين    الحديدة.. فعاليتان في المنيرة والزهرة بذكرى يوم الولاية    شاهد الان / رد البخيتي على مذيع الجزيرة بشأن وضعه على قائمة الاغتيالات    الإمارات توضح موقفها من الحرب بين إيران وإسرائيل وتحذر من خطوات "غير محسوبة العواقب"    الصحة العالمية: اليمن الثانية إقليميا والخامسة عالميا في الإصابة بالكوليرا    من يومياتي في أمريكا .. بوح..!    من يومياتي في أمريكا .. بوح..!    لأول مرة في تاريخه.. الريال اليمني ينهار مجددًا ويكسر حاجز 700 أمام الريال السعودي    حوادث السير تحصد حياة 33 شخصاً خلال النصف الأول من يونيو الجاري    استعدادًا لكأس الخليج.. الإعلان عن القائمة الأولية لمعسكر منتخب الشباب تحت 20 عاما    على خلفية أزمة اختلاط المياه.. إقالة نائب مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي بعدن    تلوث نفطي في سواحل عدن    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الثلاثاء 17 يونيو/حزيران 2025    طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد    بالأدلة التجريبية.. إثبات وجود ذكاء جماعي لدى النمل!    صنعاء .. التربية والتعليم تعمم على المدارس الاهلية بشأن الرسوم الدراسية وعقود المعلمين وقيمة الكتب    وجبات التحليل الفوري!!    كأس العالم للأندية: تشيلسي يتصدر مؤقتاً بفوز صعب ومستحق على لوس انجلوس    القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي يتفقد مستوى الانضباط الوظيفي في هيئات المجلس بعد إجازة عيد الأضحى    تعز.. مقتل وإصابة 15 شخصا بتفجير قنبلة يدوية في حفل زفاف    علماء عرب ومسلمين اخترعوا اختراعات مفيدة للبشرية    هيئة الآثار :التمثالين البرونزيين باقيان في المتحف الوطني    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    سرقة مرحاض الحمام المصنوع من الذهب كلفته 6ملايين دولار    اغتيال الشخصية!    فشل المطاوعة في وزارة الأوقاف.. حجاج يتعهدون باللجوء للمحكمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زيد الشامي: عهد المبادرات ولى، وصالح أضاع فرصاً كثيرة للرحيل الآمن
أكد بأن شرعية النظام سقطت بخروج الشعب إلى الميادين والشوارع مطالبا بإسقاطه..
نشر في الصحوة نت يوم 14 - 05 - 2011

قال نائب رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح "زيد الشامي" إن الحديث عن المبادرات والدعوات للحوار قد مضى عهدها.
وأكد الشامي في حوار مع "صوت الشورى" - تنشر الصحوة نت نصه – أن ما تشهده اليمن اليوم هي ثورة شعبية شبابية سلمية وليس أزمة سياسية من أجل السلطة كما يصورها النظام، "هي ثورة ضد الطغيان وضد موروث كبير من العادات والصراعات، وضد كل الفتن التي أعدها النظام وعمل لإذكائها لعقود، وهي ثورة لإعادة اللحمة التي كادت تتمزق بسبب الظلم والتمييز الذي مورس ضد أبناء المحافظات الجنوبية".
وقال إن صالح ورموز نظامه حاولوا الاستفادة من المبادرة الخليجية لإعطائهم مزيداً من الوقت لعل وعسى أن تأتي ظروف داخلية أو خارجية تساعده على تجاوز الثورة ومطلبها الملح بإسقاط النظام، مؤكدا في السياق ذاته بأن النظام أضاع فرصاً كثيرة للإصلاحات كانت بين يديه برفضه للمبادرة الخليجية والتفافه عليها ومراوغته بشأن التوقيع عليها.
وعلى الرغم من ذلك يرى الشامي أنه "لا يزال بيد صالح حتى هذه اللحظة أن يتحول عن مشكلة كبيرة إلى صمام أمان إذا أعلن تنحيه عن السلطة بسلام، وعدم السير في سفك الدماء، وافتعال أعمال الإجرام التي تقوم بها أجهزة الأمن والتي انكشف بعضها، وستظهر الأيام ما هو أدهى وأمَرّ، تلك دروس التاريخ لمن يريد الفهم!!".
وأشار إلى أن الضمانات التي يطالب بها صالح له والمقربين منه يوحي بوجود أخطاء كبيرة يريد النجاة من المحاسبة عنها، وأن من أشار عليه بهذا الطلب أراد أن يؤكد الاتهامات التي تحدث عن بعضها الثوار والسياسيون القانونيون.
واعتبر الشامي تأخير نجاح الثورة اليمنية شيئا ايجابيا وليس سلبيا كما يفهمها البعض "ولعل طول المدة يخدم الثورة التي يقوى عودها ويزداد التلاحم بين مكوناتها، كما أنها تصنع ملامح المستقبل من خلال الحوارات التي تتم اليوم في كل الساحات". تالياً نص الحوار:
حتى الآن تقول المؤشرات الأولى أن المبادرة الخليجية فشلت، ترى ما السبب في ذلك؟ ثم ما هي الخطوة التالية لها من قبل الشباب ورجال المشترك الذين أعلنوا انضمامهم للثورة؟
- المبادرة الخليجية واجهت التعنت ومحاولة الالتفاف من قبل رئيس الجمهورية ونظامه، فهو يرفضها لأنها تنص على تنحيه خلال ثلاثين يوماً، لكنه يريد أن يستفيد منها لإعطائه مزيداً من الوقت لعل وعسى أن تأتي ظروف داخلية أو خارجية تساعده على تجاوز الثورة ومطلبها الملح بإسقاط النظام.
أما الخطوة التالية فقد أعلن شباب الثورة أنهم ماضون في تصعيد الاحتجاجات والاعتصامات حتى تتحقق مطالبهم.
سعى الخليجيون إلى إيجاد مخرج آمن للرئيس يحول دون ملاحقته، هل ذلك وارد على الصعيد العملي؟ وهل يمنع ذلك دون ملاحقته قضائيا أو قانونيا جراء ما ارتكبه بحق الشعب؟ ثم لماذا اشترط الرئيس ضمانة له ولمجموعة من قادته المقربين منه؟
- المخرج الآمن للرئيس مقبول حفاظاً على دماء أبناء الشعب اليمني التي هي أغلى من الأموال، وقد قبلت أحزاب اللقاء المشترك هذا البند على ما فيه من غبن كبير، لكن هذا مرهون بمشروع القانون الذي سيقدم لمجلس النواب، ولا أعتقد أنه سيتضمن التنازل عن الأموال العامة، أو التنازل عن الدماء التي سفكت التي هي من حق أولياء الدم، وما حدث للرئيس التونسي والرئيس المصري قد أثار مخاوف النظام من الوصول الى نفس المصير، والضمانات المطلوبة ستشمل الأعمال والقرارات التي اتخذت أثناء حكم الرئيس وربما تسببت في خسائر وأخطاء لم تكن مقصودة، ولكن أعتقد أن الذي سيجعل الشعب اليمني يغض الطرف عن كثير من أخطاء النظام سيأتي من خلال التسليم السلس للسلطة، أما استمرار إراقة دماء شباب الثورة وما يرافق ذلك من اعتقالات واختطافات وتعذيب وعنف مع المتظاهرين سلمياً فلن يقود إلا إلى التشدد في الحساب عاجلاً أو آجلاً.
والحقيقة أن طلب الرئيس ضمانة له والمقربين منه يوحي بوجود أخطاء كبيرة يريد النجاة من المحاسبة عنها، ومن أشار عليه بهذا الطلب أراد أن يؤكد الاتهامات التي تحدث عن بعضها الثوار والسياسيون القانونيون.
برأيكم لماذا تأخرت ثورة اليمن خلافا للثورتين التونسية والمصرية؟
- لم تتأخر الثورة اليمنية عن مثيلاتها في تونس ومصر، بل إنها تبدو أكثر ألقاً من غيرها، هي ثورة ضد الطغيان، وهي ثورة ضد موروث كبير من العادات والصراعات، وهي ثورة على كل الفتن التي أعدها النظام وعمل لإذكائها لعقود، وهي ثورة لإعادة اللحمة التي كادت تتمزق بسبب الظلم والتمييز الذي مورس ضد أبناء المحافظات الجنوبية...
الثورة اليمنية شملت جميع المحافظات، خرج الشعب بالملايين، وما يزال صامداً لثلاثة أشهر، الفرق بين الثورة اليمنية والثورتين التونسية والمصرية أن النظامين هناك كانا أكثر رقياً وقبلا بالخروج بخسائر أقل، إضافة إلى طمع النظام في اليمن في استخدام وحدات الجيش والأمن التي تم إعدادها بطريقة الأسرة والعائلة حيث تم تسليمها للأبناء وأبناء الأخوة، ولكن تبين حتى الآن أن النظام فوجىء أنه لا يمكن الوثوق بهذه الوحدات العسكرية والأمنية فلجأ إلى حشد مجاميع أخرى والإغداق عليها بالمال والسلاح لتقوم بمواجهة المحتجين سلمياً وبغرض إشعال فتنة بين أبناء الشعب، باعتبار أن هؤلاء لا ينتمون لمؤسستي الجيش والأمن، ولكنها أيضاً محاولات يائسة لأن الشعب اليمني قد أرادها سلمية ولن ينجر للمواجهة المسلحة، وسنة التغيير ماضية، ولعل طول المدة يخدم الثورة التي يقوى عودها ويزداد التلاحم بين مكوناتها، كما أنها تصنع ملامح المستقبل من خلال الحوارات التي تتم اليوم في كل الساحات.
ألا ترى أن الموقف الأمريكي والأوروبي غامض إلى حد ما بشأن الوضع في اليمن قياسا إلى طبيعته في دول أخرى كسوريا مثلا؟ ما السبب في ذلك؟
- من الواضح أن الموقف الأمريكي والأوروبي ليس في مستوى الثورة ولا يزال واقعاً تحت وهم الخوف من الإرهاب الذي ظل النظام يزعم بأنه يتصدي له، ولكنه ليس موقفاً واحداً، فالموقف الفرنسي والألماني يبدو أكثر انحيازاً للثورة وللشعب الذي سيبقى وسيذهب الحكام، ومصالح الدول لن تتحقق إلا بالانحياز للشعوب، ومع ذلك صمود شباب الثورة، واستمرار جرائم القتل والعنف ضد الاحتجاجات السلمية كل هذا قد حرّك ذلك الجمود، وأتوقع أن يتحسن هذا الموقف مع ثبات وتصاعد هذه الثورة الشعبية التي تزداد كل يوم اتساعاً وقوة، وإن كنا نعتب على هؤلاء أنهم لا يكيلون بمكيال واحد مع كل الثورات والشعوب إلا إننا على ثقة بأن الذي يأبى أن يتقدم في الموقف المساند للشعب وثورته سيأتي متأخراً!!
ما هي الأوراق التي يراهن عليها الرئيس حاليا للخروج من ورطته التاريخية؟
- لعل الرئيس يراهن على سأم الساحات من طول المدة، أو على الخوف من كثرة الضحايا، لكن هذا لن يحدث، أما الركون إلى أسلوب الاستعطاف من خلال المبادرات والدعوات للحوار فقد مضى عهدها وأضاع النظام فرصاً كثيرة للإصلاحات كانت بين يديه فرفضها، وإذا كان يراهن أيضاً على الشائعات والأكاذيب فإنها سرعان ما تنكشف، وتنقلب إلى مردود عكسي يفقد النظام كثيراً من المُغرر بهم.
الثورة اليمنية وصلت إلى تحقيق أهدافها بنسبة كبيرة، وقد تصدع النظام من داخله، وخرجت منه الرموز المعتبرة والشخصيات التي تحظى بثقة الشعب، وانضمت وحدات كبيرة من أبناء القوات المسلحة والأمن إلى الثورة، وما يزال مسلسل الاستقالات من الحزب الحاكم مستمراً، وصارت الدولة مشلولة، ويكفي أن يلتفت الرئيس حوله ليرى أنه لا يجد من يؤيده في طريق القمع والإرهاب، وخير له أن يستسلم للإرادة الشعبية ويوقف نزيف الدم الذي ينعش الثورة ولا يميتها.
لو سألتك عن أبرز الأخطاء الرئيسية التي وقع فيها الرئيس خلال فترة حكمه وأدت إلى هذا الوضع؟
- للرئيس انجازاته واخفاقاته، لكن أهم الأخطاء التي وقع فيها من وجهة نظري هي: رغبته في الاستئثار بالسلطة والتخلص من كل الذين شاركوه الانجازات، كما حدث مع الحزب الاشتراكي شريك الوحدة، والإصلاح الذي سانده في مراحل مختلفة، وكذا القيادات التي أسهمت في تأسيس المؤتمر الشعبي العام، والشخصيات التي كانت أعمدته في الحكم. يضاف إلى ذلك أنه لم يحرص على بناء دولة المؤسسات، وسمح للفساد أن يتمدد ويتوسع، فأضعف بنيان الدولة وبدد الثروة، وتحولت اليمن إلى دولة فاشلة وفقيرة في تقييم المنظمات الدولية، وأصبح الشعب يعاني من الفقر والبطالة وضعف الخدمات.
ومن الأخطاء القاتلة التمييز بين أبناء الشعب، حتى اندثرت مبادئ الثورة وغابت العدالة والمساواة، حتى جاءت فكرة التوريث وقلع العداد فأشعلت الثورة لأن السير في ذلك الاتجاه سدَّ أفق المستقبل ولم يبق إلا طريق إسقاط النظام والعودة إلى مبادئ الثورة وأهدافها التي تلاشت وانتهت بالممارسة ولم يبق منها سوى الألفاظ تردد في المناسبات وترويسات الصحف.
أقدم الرئيس قبل أيام على إقالة النائب العام، لماذا أقدم على هذه الخطوة؟
- إقالة النائب العام الدكتور عبدالله العلفي جاءت بعد أن طلب تسليم الضالعين في مذبحة جمعة الكرامة، وبعد تصريحه بأن إعلان حالة الطوارىء باطل، وكانت بعض أصوات المقربين من الرئيس تطالب بإقالة النائب العام بعد زيارته للمستشفى الميداني بساحة التغيير، ولا شك أن القرار قد أضعف النظام وأظهر أنه خائف من كشف الكثير من حقائق الإجرام التي تمارس ضد شباب الثورة، وقد خسر النظام شخصية تحظى بالتقدير والاحترام، وما يزال خائفاً من إعلان بعض كبار المسؤولين لاستقالاتهم فيبادر بإقالتهم، كما حدث عندما بدأ الوزراء يستقيلون من الحكومة فأقال الحكومة استباقاً للانهيار.
يقول إنه يتمسك بالشرعية الدستورية، أية شرعية دستورية هذه؟ ثم ما ذا يعني خروج الشعب بهذه الصورة؟
- الحديث عن الشرعية الدستورية بعد إراقة دماء أبناء الشعب اليمني، هو لغو، ولا معنى له، وعدم القبض على القتلة والمجرمين ينهي دعوى الشرعية الدستورية، وتحويل النظام الجمهوري إلى نظام أسري من خلال الممارسة ومحاولة تعديل الدستور وقلع العداد، كل ذلك ينزع هذه الشرعية، وقد خرج الشعب مالك السلطة ومصدرها إلى الميادين والشوارع فانتقلت الشرعية إليه.
يحذر الرئيس وأعوانه من خطر ما بعد رحيله، باعتباره من وجهة نظرهم صمام أمان اليمن وحامي حماه! وأن اليمن ستشهد انقسامات وحروباً أهلية بعد رحيله، ما الذي تراه؟ وهل اليمن بالفعل كما يردد الرئيس قنبلة موقوتة؟
- كنت أتمنى خروجاً لائقاً لرئيس حكم اليمن أكثر من ثلاثين عاماً، وأن يتركها وهي في أحسن حال ليذكره الناس بالخير، لكنه اليوم يهدد بالحرب الأهلية والانقسامات والانفصال والفوضى، وهذه التهم موجهة إلى حكمه، وهل سيظل حاكماً لليمن قروناً من الزمان ليستتب الأمن، أعتقد أن اتهام الشعب بالفوضى والهمجية نكران للجميل واحتقار لنضالات اليمنيين، وها هي الثورة الشعبية تكذب كل هذه الدعاوى حيث ترك الناس أسلحتهم وابتعدوا عن الفتنة، وسقط مئات الشهداء وآلاف الجرحى ولم يقابلوا ذلك إلا بالصبر والثبات وعدم الانجرار للعنف ما يدل أن الشعب وصل إلى مستوى غير مسبوق من الوعي، وأتوقع أن تشهد البلاد بعد نجاح الثورة أمناً واستقراراً وتسامحاً، وسيأمن الجيران والاصدقاء من أي شر أو تهديد محتمل يمكن أن يأتي من اليمن.
ولا يزال بيد الرئيس حتى هذه اللحظة أن يتحول عن مشكلة كبيرة إلى صمام أمان إذا أعلن تنحيه عن السلطة بسلام، وعدم السير في سفك الدماء، وافتعال أعمال الإجرام التي تقوم بها أجهزة الأمن والتي انكشف بعضها، وستظهر الأيام ما هو أدهى وأمَرّ، تلك دروس التاريخ لمن يريد الفهم!!
تراجعت في الآونة الأخيرة أصوات الانفصال في الجنوب، مقابل تزايد الدعوة برحيل النظام ما السبب في ذلك؟
- تراجعت أصوات الانفصال، لأن الشعب في الجنوب كان وما يزال تواقاً لوحدة تقوم على الشراكة وليس الإقصاء والتبعية، وبدأت الثورة على النظام في المحافظات الجنوبية بالطرق السلمية، ولما وجد إخوتنا هناك أن الثورة قد عمت جميع المحافظات اطمأنوا ورفعت أعلام الجمهورية اليمنية، وهنا يجب التأكيد على أهمية وضرورة معالجة الأخطاء التي واكبت تحقيق الوحدة المباركة لينعم جميع اليمنيين بخير الوحدة بعيداً عن كل أشكال التمييز التي مورست في الماضي، بما في ذلك نهب الأراضي واستغلال النفوذ، وإعادة الأمور إلى نصابها والمياه إلى مجاريها.
كيف تنظر إلى مستقبل اليمن بعد رحيل صالح؟
- كل المؤشرات تؤكد أن اليمن ستكون أكثر أمناً واستقراراً، وأن اليمنيين لن يسمحوا بعد اليوم أن يستسلموا للاستبداد والفساد، سيتفرغ اليمنيون لبناء وطنهم، ستقوم دولة مدنية حديثة ليس فيها أحد فوق القانون والدستور، ليس فيها من هو فوق المساءلة، لن يسمح فيها لاستغلال المؤسسة العسكرية لتصبح حارسة للحاكم وأسرته، لكنها ستكون حارسة للشعب وسيادته واستقلاله، لن تقحم نفسها في الصراعات السياسية، بل ستكون حامية للشرعية والديمقراطية.
لقد ظهر النفط في اليمن، ويجب أن يعود خيره على التنمية وأبناء الشعب جميعاً، وأن ينشأ اقتصاد وطني متين بحيث ينتهي هذا العبء الذي تتحمله دول الجوار من خلال الأعداد الهائلة من الشباب الذين يدخلون إلى أراضي هذه الدول بالتهريب بحثاً عن عمل، فاليمن أولى بهؤلاء الشباب وطاقاتهم فهم ثروة اليمن وهي أولى بهم لبنائها.
مؤخرا أعلنت أغلبية الفصائل السلفية انضمامها في إطار موحد داعمة للثورة وقد كانت سابقا رهن إشارة السلطة، ما هذا التحول السريع في فكر الجماعة واجتهاداتها؟
- الثورة الشعبية تكتسب كل يوم أنصاراً ومؤيدين، حيث تتضح أهدافها وسلميتها، وقد انحاز الكثير من العلماء للثورة ولا سيما أولئك العلماء الذين هم محل ثقة الشعب، وقد شهدنا كذلك تأييد الأخوة السلفيين في كثير من المناطق والمحافظات، وهذا يؤكد أن اليمن الجديد يتسع لجميع أبنائه، وأنه بحاجة إليهم جميعاً، وأن القواسم المشتركة بين مختلف الاتجاهات أكثر من قضايا الخلاف، ولم يعد مع النظام اليوم إلا قلة من الذين لم تتضح لهم الرؤية بسبب التضليل الإعلامي الرسمي، أو أولئك الذين يقتاتون من دماء الشهداء والجرحى، وسيأتي اليوم الذي يندم هؤلاء على مواقفهم وتخاذلهم، أو على مشاركتهم في تحريض النظام على سفك الدماء وانتهاك الحرمات والتبرير للمجرمين والقتلة، الأخوة السلفيون الذين انضموا إلى الثورة السلمية أصبحوا جزءاً من النسيج العظيم والجميل الذي وحّد الشعب اليمني من أجل يمن جديد وسعيد..
شن الرئيس هجوماً حاداً على دولة قطر الشقيقة متناسياً أدوارها التاريخية المتميزة تجاه اليمن، هل هذا من قبيل الانتحار السياسي؟
- دولة قطر من أكثر الدول وقوفاً مع شعبنا اليمني، وما زالت تدعم برامج التنمية، وطلبت منها السلطة أكثر من مرة الإسهام في حل مشكلة صعدة، وكان موقف قطر واضحاً في دعم الوحدة اليمنية، والتنكر لقطر ومهاجمتها بتلك الصورة فيها نكران للجميل، وهو خطأ فادح نأمل من الإخوة في قطر الشقيق أن يعلموا أن هذا هو موقف النظام أما الشعب اليمني فلن ينسى للأخوة القطريين مواقفهم ودعمهم الدائم للشعب ومصالحه.
سمعنا عن إقدام السلطة على إحراق وثائق الانتخابات الرئاسية السابقة، إذا صح الخبر ما السر وراء ذلك؟
- الانتخابات الرئاسية كانت نقطة انطلاق عرف شعبنا اليمني إمكاناته وقدرته على التغيير، وبرغم ما شابها من خروقات عديدة، وأن النتيجة أعلنت قبل انتهاء الفرز، فإن الكثير من فصولها لا يزال غامضاً وإحراق وثائق الانتخابات الرئاسية لن يخفي حقيقة ما حدث فيها من تجاوزات.
كلمة أخيرة؟
- شكراً لكم على هذه المقابلة، وآمل أن تنشر المقابلة وقد حققت الثورة المباركة انجازات جديدة، وأتمنى على جميع المشاركين في الثورة أن يستمروا في التعود على القبول بالآخر والتعايش مع الجميع، وهذا لا يعني انتهاء كل التباينات، ولكن يجب أن لا تكون وسائل الإعلام هي المكان الوحيد لحل ومناقشة هذه الخلافات، لابد من تنمية الثقة والتعاون، وقد بدأنا نقطف ثمار هذا التقارب حباً وتآلفاً على مستوى كل شرائح المجتمع وفئاته واتجاهاته السياسية والفكرية، وامتزجت دماء الشهداء من كل المناطق والأطياف لتروي شجرة اليمن الجديد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.