الوضع باليمن يسير من سيء الى اسوء الحالة لم تعد تحتمل الناس يعيشوا معظم ساعات يومهم بلا كهرباء اكثر من 12 ساعة باليوم تنطفئ الكهرباء ، هناك أزمة في البترول والديزل فهما غير متوفران بالمحطات المخصصة لذلك ، الطوابير على محطات البنزين طويلة جدا ، يقف المواطن بالساعات حتى يأتي دوره ليعبي سيارته او دبة بترول او ديزل ، لقد أصبحت حياة المواطنين جحيم وعذاب اما المواطنين الذين أوضاعهم الصحية تعبانة ويعانوا من الأمراض وعلاجاتهم تعتمد على الكهرباء ، صار الكثير منهم يفقدوا حياتهم جراء هذه الانقطاعات ، معظم البيوت تخسر اجهزتها بسبب انقطاع التيار الكهربائي وبسبب ضعفه وعدم انتظامه ، وليس هناك من يسأل أو يهتم لمعاناة الناس ولفقدانهم حياتهم جراء الفوضى الحاصلة الأمن غير متوفر اختطاف الأجانب وقتلهم مستمر وبشكل منتظم البلد مفتوحة للإرهابين بينما هناك عرقلة مقصودة لمنح التأشيرات للمستثمرين ورجال الأعمال بل يتم ايقافهم بالمطار واقامة الصعوبات امامهم ، لم يعد هناك سياحة ، معظم الشركات اقفلت مكاتبها وغادرت ، البطالة للشباب زادت ، لم يعد هناك وظائف متاحة امامهم اصبحوا في حالة يأس وتذمر ، الجميع يتسائل من يقف وراء هذه الفوضى ؟ من يسعى الى تدمير اليمن وتخريبها وتخريب حياة الناس ؟ ان من يتتبع أحوال البلد و ما يجري سيجد أن البلد لديها كل الامكانيات وجميع الموارد الاقتصادية متوفرة ، من الطاقة والبترول والغاز وكل الموارد الاقتصادية وهناك امكانية لحل كل هذه الصعوبات التي يواجهها الناس خلال أيام معدودة لكن القوى المتنفذة تقوم بالتخريب للمنشأة وحرق وتفجير أنابيب النفط وتخريب الكهرباء وتجعل حياة الناس كلها جحيم كما نراه أمام أعيننا يوميا ، كما ان هذه القوى المتنفذة تقوم أيضا باختطاف الأجانب وتدمير السياحة وتطفيش المستثمرين ، وللأسف نجد أن هذه القوى تنتمي الى اقليمين محدًدين ، وتشاركهما احيانا محافظة أخرى بالأعمال التخريبية ، نحن هنا لا نعمم على كل ابناء هذين الاقليمين فالأغلبية من ابنائهما يعانوا ويشاركوا بقية الأقاليم نفس الأوضاع البائسة ، لكن للأسف القوى المؤثرة والمتحكمة بالأوضاع بكل اليمن والتي تخرب الكهرباء والبترول والديزل تنتمي الى هذين الاقليمين كما أن من حكموا اليمن لفترات تاريخية طويلة ينتموا الى اقليم محدد ومارسوا كل انواع الظلم والاضطهاد للشعب اليمني ولازالوا يمارسوا ذلك الى اليوم ، ولا زال لديهم نفس الطموح بمواصلة السيطرة والهيمنة وهم يمارسوا الأن كل هذه الفوضى لفرض وجودهم ولنهب الأموال العامة وممارسة الفساد والافساد للحصول على المال المنهوب لتقوية نفوذهم وسيطرتهم ، وهم يخربوا حياة الناس ويتلاعبوا بها يوميا لتحقيق تلك الأغراض ، وهذا أمر لم يعد محتمل ، ولم يعد الناس قادرين على التحمل اكثر من ذلك ، فقد بلغ السيل الزبى انهم يعملوا على تخريب الدولة واضعافها لكي يتمكنوا من فرض نفوذهم وهيمنتهم وسيطرتهم ، وجعلوا حياة الناس عذاب في عذاب ، ان المستعمر الأجنبي لن يقوم بالأعمال التي يقوموا بها مهما بلغت شراسته وحقده على البلاد وأهل البلاد ، ان الناس لم يعودوا قادرين على تحمل هذا العبث في ممارسة تخريب المنشأة والخدمات وتخريب الحياة بكل جوانبها ، وزرع الفتنة بين أبناء البلد الواحد ، ويمارسوا الجشع والنهب للأموال العامة بشكل واضح وبين ، دون خجل أو خوف ، لقد فقد الناس السكينة والأمن والحياة الهادئة المرتبة وأصبح كل شيء صعب في هذه البلاد دون ان يكون هناك مبرر لذلك ، سوى الجشع والسعي وراء النفوذ والسلطة ، لقد أصبح الابتعاد عن هؤلاء الناس رحمة وجنوح نحو السلم الاجتماعي والحياة الهادئة والأمنة والمنظمة والكريمة ، ان فكرة الأقاليم كانت في محلها بل اصبحت مطلب رئيسي لكل الناس الطامحين الى الحياة المدنية العادلة والمنظمة ولتجنب الفوضى التي نشاهدها كل يوم وجر البلاد الى الفوضى والحرب كل شيء يسير الى الأسواء وأدخلوا اليمن الى غرفة العناية المركزة غير أبهين بما سيحدث ، ان نظام الأقاليم هو الحل الوحيد بل يجب التعجيل به حتى لو ادى ذلك الى انفصال كل اقليم لحاله فلن يؤثر ذلك على الناس بشكل سلبي بل العكس سيخفف من المعاناة بشكل كبير ليس هناك فائدة من التعصب للوحدة في اطار فوضى عارمة وقوم غير مستعدين أن يتغيروا بل نراهم كل يوم يدمروا الحياة ويدمروا البشر ، اذا كانوا مرتاحين لهذه الأوضاع لنتركهم يعيشوها ويهنئوا بها ويدعوا من هم قادرين على تغيير حياتهم يذهبوا بعيدا عنهم ، ان ما يجري لا يغري أحد بالاستمرار به انهم لا يرحموا ولا يتركوا رحمة ربنا تنزل ، ليذهب كل في طريقه ، ويرحم كل في طبعه كما قال اجدادنا ويقول المثل اليمني الطبع غلب التطبع وهؤلاء الناس تربو على الفوضى وحب العسكرة والنهب والتخريب وليس هناك أمل بتغييرهم ، اذا ليبقو على حالهم ويذهب من هو قادر على التغيير والتمتع بالحياة المدنية المستقرة لحاله ، ومن يرغب ومدمن على حياة الفوضى والقبلية يبقى لحاله ويوفقهم الله في عيشتهم المعتمدة على البندقة والنهب والخضوع للقبيلة ورفض الدولة المدنية الحديثة ، تلك طبائع صعب تغييرها ورحم الله امرئ عرف قدر طبعه ، الحياة قصيرة وليس من الحكمة قضائها في التعاسة والبؤس بسبب قلة ترغب في أن تكون حياتها كذلك ، ليكون الجميع حضاريين ويتم اتاحة الفرصة لمن يرغبوا ببناء حياتهم بطريقة مختلفة ، واعتقد ان لدى كل اقليم القدرة على النهوض بإمكانياته مهما كانت محدودة ، المهم هو الاستقرار وحب الحياة ونشر المحبة والتألف بين ابناء الاقليم وتنظيم امور الحياة واقامة علاقة مع من يرغب بالتعاون واحترام الأخر وحرية الأخر وحقوق الأخر وايقاف النهب والتقطع والعمل على تطوير الخدمات وانعاش الحياة حتى ولو بإمكانيات محدودة أفضل من هذه الفوضى السائدة وحرب العصابات وسيطرة قوى المافيا اليمنية الحديثة والمتمركزة بمناطق معينة وتريد فرض هيمنتها ورعبها وتخريبها على بقية اليمنيين ، هذه دعوى لأصحاب العقول من يحبوا الحياة ويرفضوا الفوضى ويطمحوا الى الأستقرار ، اننا نناشد الرئيس عبد ربه منصور هادي أن يعجل بإعداد الدستور ليتم الاستفتاء عليه ليرى كل اقليم ما يناسبه من اسلوب الحياة اللائق بأبنائه قد يقول قائل بأن هذه دعوى للتمزق والتشتت ، لكن ماذا يمكن أن نسمي ما يجري حاليا لقد اصبح اليمنيين متكارهين بسبب هذه الفوضى السائدة والجشع وحب الذات للقوى المتنفذة والتي اشرنا اليها أي ان التشتت حاصل وبشكل قد يقود الى حروب لا يحمد عقباها لذلك فنظام الأقاليم الو اسع الصلاحيات جدا ، هو الحل الأمثل للخروج من هذه الفوضى وكل يسير في ما يناسبه دون تعصب او حنق او مزايدة وعندما يشعر الناس بأنهم متساويين ومتحابين بالتأكيد سيتكاتفون ويتوحدوا بشكل اكثر جدية واكثر صدق مما نراه الأن هذه وجهة نظر قد تناسب محبي الحياة وقد يتقبلوها وقد يرفضها من يرغبوا بغير ذلك والله من وراء القصد.