الاعلام من أهم الامور التي تحتاجها الدول بعد النزاعات التي تحصل فيها ،فبلادنا شهدت انتفاضة شعبية في 2011 والتي أدت بها إلى الدخول في مرحلة انتقالية برئاسة الرئيس هادي الذي مسك دفة قيادة بلاد شبه منهارة، إبان حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي أنهى كل شيء حتى الاعلام. ومع قدوم حكومة الوفاق وتعيين وزير الاعلام الجديد علي العمراني والذي حاول أن يهتم بالاعلام في بلادنا والذي يعتبر من الجوانب المهمة في إعادة بناء البلاد وإنجاح عملية التغيير وبناء اليمن الجديد. أولت كثير من الدراسات والبحوث الدولية وبرامج الدعم المصاحبة للمساعدات الدولية لمجتمعات ما بعد النزاع والديمقراطيات الجديدة والمستعادة، اهتماما كبيرا بدور الإعلام في هذه المجتمعات. وتقوم اليونيسكو منذ سنوات عدة بدعم وسائل الإعلام المستقلة في أوضاع النزاع وما بعد النزاع لتمكينها من جمع المعلومات الموضوعية وتوزيعها. وأسهمت في بناء السلام وفي عمليات المصالحة وتشمل الأنشطة التي تضطلع بها اليونيسكو في هذا المجال تعزيز الحوار بين مهنيي الإعلام في مناطق النزاع وفي العالم الخارجي، وإسداء المشورة إلى سلطات البلدان التي تعيش أوضاع ما بعد النزاع بشأن سن تشريعات جديدة خاصة بوسائل الإعلام، مما يتيح تعزيز حرية التعبير. يحظى عمل اليونيسكو في مجال تعزيز استقلالية وسائل الإعلام في أوضاع النزاع باعتراف المجتمع الدولي. ينبع هذا الاهتمام من الاعتراف بالدور الكبير الذي لعبه ويمكن أن يلعبه الإعلام في هذه المجتمعات، سلبا وإيجابا، فالاتصال هو الآلية التي تساعد على تطور العلاقات الإنسانية. كما أن أجهزة الإعلام تلعب الدور الأساس في تشكيل الصور الذهنية ونقلها عبر الزمان والمكان، وتكوين صورة الآخر عند الذات وبالعكس، وذلك لأنها الأداة التي يتم عبرها نقل المعلومات والأفكار والمواقف المختلفة، وهي التي تعيد صياغة قلوب وعقول الناس.