ربما سيجد هذا الشعب المسكين نفسه مجبرا على البكاء طويلا على اطلال الماضي القريب بكل عيوبه وهفواته. لم يطل بنا الزمن كثيرا حتى بدانا نسمع الوانا شتى من هذا البكاء الذي اصبحنا نسمعه على شكل اغان واهازيج شعبية راحت تنتشر بسرعة كبيرة وقياسية بين اوساط الناس..ومااكثر الامثال والحكم التي اختطها الاولون للتعبير عن هذه الحالة الانسانية المقيمة في هذه البلاد..ومنها على سبيل المثال حكاية ذلك الملك الظالم الذي اوصى نجله الامير وولي عهده بان يسير بجنازته بعد وفاته الى المقبرة في خط مستقيم واذا ماوجد منزلا او كوخا في طريق الجنازة (السامية)فعليه ان يهدمه دون تردد وعندما سئل هذا الحاكم الجبار عن سر هذه الوصية الغريبة وغير المسبوقة من بعض حاشيته المقربين همس في اذانهم دون ان يسمعه ولي عهده الامين ..اريد ان يترحم علي شعبي وينسون كل ماالحقته بهم من ظلم وجور ومنذ اليوم الاول من عهد السلطان الجديد. وهانحن نسير على نفس الخط والخطيئة اذ لم نكد نتنفس الصعداء اثر الخروج من ماضي المعاناة والازمات حتى وجدنا انفسنا امام انماط متطورة من الماسي والمحن وفي مواجهة الجرع والمزيد والمزيد من الاعباء والاثقال التي تنؤ بحملها الجبال الراسيات.