ايام عصيبة وفترات مظلمة يعيشها الوطن, على ارضه وتربته الطاهرة, سنين وليال حالكة ,بئس وفقر وحاجة , عهود حكم عصفت في اماله وتطلعاته, وهموم تقتل مستقبل ابنائه, لا يدري اين الخير من الشر, ولا يدري الى اين يميل والى من ينظر وينتظر, وإلى اين يتجه هذا الوطن؟ فيه مواطن يصارع طغيان الازمات ويكافح في اتعس اللحظات بحثا "عن لقمة عيش, وفرش دافئ يأوي ابناءه. لا ندري ما اقداره, ام انها حكمة الله في ارضه ان يكتب له الشقاء والمهانة على تربته. ايام وليالي تمر على الوطن , وهناك من يكدر صفوه وتهان كرامة أهله . تمنع عنه حاجياته وتسلب حرياته ,بطريقة ممنهجة لكي لا يصلح حاله , وكأنه وطن فقط لمن يحكمه ويسوسه , ينعم في خيراته, يبطش ويتكبر . وبرغم هذا كله فيه مواطن صبور غير متخاذل كله تفاؤل بوطن . تراه يعيش في احلك الظروف, فتهوي به المحن ,بين صراعات قائمة لأتفه اسباب, يجابه الموت بكل اللحظات, وتارة يهجر الوطن للبحث عن عيش رغيد, وكي لا تزداد به النكبات والازمات احيانا" تراه يتغاضى عن ماضي بغيظ لتستمر روحه بالعطاء ليعيش لحظات من التفاؤل والامل مواطن مسكين, جوع وفقر وشتات. ولزمن وهو يسمع اوهام بأن الحال تغير وماهي الا لحظات . ايها الشعب العظيم نحن صنعنا المعجزات, جملة يسمعها لأكثر من 3 عقود وعهد ووعود , فأين هذا المواطن من هذه المنجزات؟ واين المنجزات من هذا الوطن؟ نعم هو شعب عظيم بصبره وحكمته ,عظيم بانه ومازال يأوي جلاده, ولكن يأبى الجلاد الا ان يكدر صفوه لتزداد عليه الازمات. كلما تمر عليه لحظة أمل, يقول دوام الحال من المحال, تظهر عليه ازمة اسوء من ازمة وطوفان اخر من الفتن تكسر لحظات الامل , ومن قوة صبره يصنع امل جديد لعل حال الوطن يتغير. مضت على ثورة هذا الوطن لاكثر من 3 اعوام ومازال المواطن مليىء بالأمل والتفاؤل ,مليئ بالحكمة والصبر, منهم من ضحى لأجل لحظات أمل كان ينتظرها, لأجل اسعاد ما تبقى من ابناء هذا الوطن. هي حكمة الله وحقيقة ثورة ,يموت اناس فيها لأجل ان يحيى الاخرين, ونفوس تزهق ارواحها لأجل وطن , فلماذا نتخلى عن لحظات تفاؤل صنعها شهيد؟. الماضي لن يعود ,وان تبقى منه الشيء القليل, والظلم والقهر والطغيان له نهاية, ,والظالم قد عرف نفسه, ويأبى الا ان يصارع من اجل صناعة ظلم جديد, من أجل ان يكسر ويمنع لحظات تفاؤل وامل صنعها شهداء لهذا للوطن. طلبنا التغيير ومازلنا نطالب به كحق من حقوقنا ,ولكن بالأمل والصبر والتفاؤل. قد نصل اليه اذا ادركنا حقيقة الماضي وحقيقة حاضرنا, هناك اجيال عاصرت العهد البئيس لأكثر من ثلاث عقود ولها ان تشهد علينا لترينا ما هو واقعنا اليوم ,وهل فعلوا نصف ما فعل شباب اليوم؟ , وهل كان أحد منا يصدق الان ان حال البلاد تغير؟ وينزل الحاكم عن كرسيه برغم كل الاحقاد وكل الاوغاد. بنظرة من تفاؤل وأمل, و بلحظة اصرار من شبابها وبعزيمة قوية , نزل عن كرسيه وهو ليس راض عن ذلك. الوطن بخير ولا ينقصه الا دعوة من الجميع للتفاؤل بغد افضل, ولولا الامل والايمان بعودة الوطن لأهله لما حدث هذا التغيير, فبالأمل والتفاؤل لا عودة الى الوراء وحفظ الله المواطن والوطن