من خلال متابعتي الشخصية للمشهد السياسي اليمني خلال الفترة التي سبقت إعلان رفع اسعار الوقود أتضح ويتضح لي الخطوات سياسية الذكية قام بها الأخ رئيس الجمهورية وفق خطة أعدت ونفذت بدقة عالية بهدف انجاح تلك الزيادة . وأتوقع أن رفع المشتقات النفطية سيستمر وسينجح رغم الاحتجاجات والغضب الشعبي وذلك بسبب التالي : 1- التطبيع إعلامياً وسياسياً مع علي عبدالله صالح محلياً وخارجياً وهذا مكسب لا يمكن ان يفرط فيه علي عبدالله صالح مقابل اذا ما تهور بحشد اتباعه ضد ارتفاع النفط مثل ما حدث في يوم احراق الاطارات .. وقريبا ستعاد له قناة اليمن اليوم .. وما كانت كل الضغوطات التي سبقت على علي عبدالله صالح الا في سبيل التعاون في المصالحة بغرض عدم اشعال الارض في حال وجود ثغرة على الرئيس هادي مثل ارتفاع اسعار الوقود. 2- الإصلاح في موقف لا يحسد عليه وخصوصاً بعد الهزائم التي مني بها على ارض الواقع من قبل خصمه اللدود الحوثي .. وهو بحاجة لتطبيع العلاقات مع علي عبدالله صالح وذلك لن يتم الا برعاية رئيس الجمهورية صاحب القرار في زيادة اسعار النفط فهو الوسيط . 3- الحوثي سيضطر للرضوخ بسبب التحالفات السياسية التي من الممكن ان يواجها المتمثلة ( الدولة والإصلاح وعلي عبدالله صالح ) والتي من الممكن ان تضره على ارض الواقع اذا دخل معهم في مواجهة بسبب ارتفاع اسعار الوقود وستكون ضده داخلياً وخارجياً . 4- الحراك الجنوبي سيمرر الارتفاع لإنجاح الحوار الوطني الذي سيعطي الجنوب الحكم الذاتي وذلك بدعم وكذا بضغط دولي تمهيداً لبناء اقليمهم . 5- باقي الاحزاب ومراكز القوى ستتبع الاغلبية . 6- المصالحة الوطنية والتعامل مع الحوثي وباقي الاطراف بهدوء وسعة صدر بهدف اعداد الارضية الملائمة لرفع اسعار الوقود بالدرجة الاولى ثم انجاح باقي مراحل الحوار الوطني والمبادرة الخليجية . ومما سبق يتضح لنا بأن هناك تسويات سياسية في الكواليس وبتعتيم شديد وفق خطة مدروسة ومحبوكة معدة مسبقاً لا يعلمها المواطن او حتى قواعد الاحزاب السياسية والتي ستقتنع بالتدريج وبعدها سيقتنع المواطن لأنه سيكون وحيداً في الشارع امام كل ما سبق .