تم تسريب فيديو مؤخراً بعد الجريمة البشعة لذبح الجنود في الحوطة , الفيديو المسرب لم يلق إهتمام أغلب الوسائل الإعلامية بصورة متعمدة لأنه ببساطة يكشف المستور عن العلاقة الخفية بين أخوان اليمن وداعش (جلال بالعيدي) في خطابة الموجه المسجل يؤكد بشكل قاطع وواضح أن التنظيم شارك في حرب عمران جنباً الى جنب مع لواء القشيبي, لا توجد في علم القانون والجريمة السياسية والجنائية ماهو أقوى أدلة ودلالة من اعتراف الجاني واقرارة بالجرم المشهود ويؤخذ به ويحاكم ويعاقب عليه, فكيف إن كان صادراً من قيادي لجماعه إرهابية ارتكبت علي أيديها ابشع المجازر دموية وديمومة بحق اليمن هذا الدليل المادي الحسي لا يعتبر كونه إقراراً بالجريمة وذبح الجنود والإشتراك في حرب عمران, ولا يعدو كونه مجرد (تحالفات حرب) مقابل (مقايضات مدنٍ وسلام) كما صرح به الجنرال العجوز فحسب, بقدر ما يفضح عن علاقة حميّمية وودّية بل ومتجذرة بين تنظيم الإخوان المسلمين (إرهاب الدولة) وإرهاب الدواعش (إرهاب القاعدة) ويمثل تزاوج الدين والسياسة والمصلحة في اليمن بل و يكشف عن مستور الخبايا السياسية والأيدي الخفيّة الداعمة للتوجه الإرهابي في الدولة , فالسكوت عليه باسم الحوار والمصلحة العليا أشبة ما يكون كالتحالف مع الشيطان نفسه و من يقوم بمعالجة جراح تنزف في شتى بقاع الوطن مع ترك الأيادي العابثة الغادرة توجة الطعنات تلو الطعنات حرة طليقة ودون حساب أو عقاب رادع. التهاون والتنازل عن مواجهة التنظيم بجناحيه الحزبي-السياسي والمليشاوي يعتبر ببساطة خيانة عظمي وجريمة بحق الوطن يعاقب عليها القانون والضمير الإنساني والشرائع السماوية, التكتم الإعلامي على هكذا تصريحات وغض الطرف عنها وبصورة متمعدة واخفاءها في أدراج الحقيقة ودفنها تحت الرماد دون أدنى ردة فعل يعتبر صراحة مشاركة آثمة في الجريمة قانونياً وأخلاقياً ودستورياً, بل يساهم في شن عمليات أخرى و في فتح أفق جديد لإرهاب متجدد, فكيف يكون الحال حينما نتحدث عن تنظيم حزبي حاكم, حينما نشير بأصابع الإتهام تجاه حزب الإصلاح ليس من باب المناكفة السياسية والمبالغة والإدعاء الباطل ولكن وبالأدلة القطعيّة تثبت عن جنوح الحزب في حوادث الإغتيالات والإرهاب والجريمة المنظمة في إطار الدولة اليمنية, كلنا يعلم ولا يخفى على احد أن جامعة الإيمان هي المفرخ الأول وحاضنة الإرهاب في اليمن وإن من مدرجات وقاعات الجامعة تخرج أغلب الانتحاريين الأصوليين وان معظم قادة القاعدة ينتمون إليها وانتهلوا من علومها وتطرفها ونظرياتها, ورغم كل هذا وبالرغم من معرفة الدولة والخبراء و أصحاب القرار إلا أنه لا أحد يربط الفرس او يقرع الجرس فأفراس الحكومة ميتة وأجراسها صامتة. داعش واخواتها وفي مرحلة التغيير الإستراتيجي والنمو و التطور الذاتي للهجين المختلط بين الإخوان والقاعدة أنجبتا مسخ داعش وتم استنساخها في أعنف صورها وشذوذها الدموي بحسب العمليات الوحشية اللاإنسانية التي لا ترقى حتى للحيوانية الإفتراسية بحد ذاتها فلا يتلذذ حيوان الغاب بالتمثيل بضحيته والتشهير بها علانية والذبح بدم بارد, نحن نقف أمام نموذج مخزي وحالة بشعة مزرية من الإنحطاط السافر للأصولية الدينية الى اقصى درجات مستنقع الرذيلة والإنهزام والتجرد الإنساني والنفسي والأخلاقي من آدميتها وشعورها, فما قامت به وعلى قاعدة الأصولية والتشدد في تنفيذ جرائم الإعدام والذبح بل ونهب المال العام وإقلاق السكينة العامة انما تسفر عن وجهها القبيح و امتدادها التكويني لداعش العراق والشام على ذات المنوال وبنفس الأساليب اللاإنسانية المروعة , وتؤشر الى أي مدىً وصل اليه التفنن في الإجرام القهري المكتسب وعن تطور ملحوظ ومخيف في إختلاق وإبتكار العمليات بشكل اجرامي فضيع بل وتنبئ عن خطر قادم لا يمكن السكوت عليه والتغاضي عنه تحت أية مسمّيات صمّاء بكماء عمياء لا ترى الا مصلحتها فوق أي إعتبار لذا يجب اجتثاثة بكل الطرق والوسائل الممكنة بل والتجييش الدولي والشعبي والفكري لمحاربته بكل السبل. من البديهي جداً أن تتزامن العمليات الإرهابية مع كل إخفاق لحكومة الوفاق لما تمثلة من ورقة ضغط وأيديولوجية ناجعة للفت الأنظار ولتحقيق مكاسب معينه هاهي الجرعة تفترس أحلام الحكومة بالديمومة وتهزعرشها وتهدد بقاءها فكان لابد من عمليات إجرامية تلفت الأنظار, وهاهي عمران تتحرر من قبضة الإخوان فكان لابد من رد الصاع صاعين بعملية انتقامية عاجلة طالت فحسب أبناء عمران الأبية وهاهي ملامح السقوط تتبدى وتتساقط الأقنعة فكان لابد من نفق مظلم يجسد ظلامية و مدى الحقد والكراهية وسمات اللاانسانية والغدر واساليب الجريمة المنظمة بل مع سبق الإصرار والترصد.. من يقف وراء عمليات غادرة ومخططات جسيمة استفزازية جريئة كهذة لا يمكن الا ان يكون تنظيماً له القدرة والمال والسلطة والفكر الذي يحركة والدين الأصولي الذي يجيشه والفتوى التي توفر له الحمايه والغطاء, لماذا تصمت أبواق الحزب ومكنته الإعلامية مع كل عمليات ارهابية تمس الوطن وسيادته وأمنه واستقراره ؟ ومع كل حادثة اغتيال بل و تسارع بكل تجرد وجرأة لتبريرها أولحرف الأنظار عنها او لدعمها بشكل مباشر وغير مباشر, لماذا تسعى الإمبراطورية الإعلامية للإخوان والأقلام المأجورة ذوي الضمائر الميتة الى قلب الحقائق واشغال الرأي العام بأمور هامشية لا تمس صلب الحقيقة وجوهر الحدث , من المستفيد من كل هذا الهراء والجدل الإعلامي أليس القاعده والإرهاب؟. وحينما انتظرنا طويلاً من علماء وقيادات الحزب ومرجعياته لإصدار بيان إدانة وإستنكار تلك الجرائم نواجه بالصمت المطبق وان كان ولا بد تحت الضغط الشعبي الجارف يتم التبرير و (الإدانة المقرونة المشروطة) وسوق الحجج الواهية عن العنف والعنف المتبادل تجاه فصائل أخرى – كما هو الحال ضد أنصار الله- هل هي مقايضة الشر و المصير ام استنزاف السلام ام المتاجرة بالدماء؟ حينما يطالعنا المرشد العام اليدومي ذو الخلفية الأمنية – العقيد نائب الأمن السياسي سابقاً- الذي يحوي صندوقة وتأريخة الأسود الكثير من عمليات الإغتيال والإخفاء القسري والتعذيب والذي يخفي في جعبته الكثير من أسرار الدولة البوليسية .. ليفجر قنبلته المدويّة الشهيرة بالتهديد بدواعش وارهاب من نوع جديد, لا يمكن تفسيرة بغباء عن حسن النوايا ومهاترات إعلامية فحسب, و حينما يهدد الجنرال العجوز بتسليم حضرموت للقاعدة مقابل عمران لا يحتاج لمزيداً من الذكاء والفطنة لنقرأ مابين السطور, الصمت على مسلسل الجرائم المتتالية هو في حد ذاته إدانة واضحة للجهة التي تقف وراءها بل وما رافقته الصور للجماعات الإرهابيه عن شخصيات إخوانية معروفة تظهر علانية بالصوروالإعلام لا يدع مجالاً للشك ان إخوان داعش هم إخوان اليمن ومن ذات المدرسة والمصدر وتمثل الجناح العسكري للإخوان. (سياسة التفجيرات) والإغتيالات ولغة الدم بدلاً عن لغة الحوار.. و حوار السلاح والقوة عوضاً عن حوار العقول والأفكار والساسة أصبحت قاعدة ثابتة ونظرية مطبقة ومنهجا متبعاً لزعانف الإرهاب مع سقوط الإخوان وتلاشي مكانتهم وتهاوي عروشهم من الحكم ليس في اليمن فحسب بل وفي مصر الكنانه كما حصل ويحصل من الإستعانه والتهديد بالإرهاب في سيناء والتفجيرات في المدن والمؤسسات العامة والمقايضة المستفزة إما أمن الوطن وإما الحكم. لماذا تتطال الإغتيالات في اليمن رموز فريق معين بذاته من انصار الله على سبيل المثال ؟ ولماذا تستهدف القادة المخلصين من أبناء القوات المسلحة الذين يعارضون وبشدة سياسة ومنهج الاخوان؟ لماذا تم مواجهة الحرس الجمهوري في الصمع وأرحب من قبل ميليشياته؟ هل هي الأخرى بحاجة لذكاء مطلق وعقل مستنير لتفسيرها وفك شفرتها.. أليست أدلة جوهرية ومحورية لتدين المستفيد الأول من هذه الجرائم مجتمعة. تأريخ الإخوان الدموي مع العمليات والإغتيالات عريق ومديد وبحاجة لحلقات متكاملة وبحث مستفيض فيكفي أن يشير المرشد أوالقائد لفضياً بخروج شخص ما عن نهج الأمة او أنه عائق أمام توسع الجماعه لتصبح فتوى ملغمة وجاهزة لمن يلتقطها و يتبناها فوراً وينفذها ويترجمها عملياً على أرض الواقع( ديناميكية الجريمة المنظمة) نصياً وحرفياً , حسب الإعتقاد السائد المبالغ فيه على أحقية العامة في تطبيق أحكام الإعدام حال غياب الدولة, فمن اغتيال السادات الى اغتيال احمد ماهر باشا واحمد الخازندار وحادثة المنشية إمتداداً ايضا الى اليمن من اغتيال قادة الحزب الاشتراكي قبيل وبعد حرب صيف 94 وبحسب الفتوى الملعونه باستباحة دماء ابناء الجنوب الى حروب صعدة وحاليا الى استمرار مسلسل الإغتيالات والإرهاب المتفشي, وحينما يتم تقييد الجرائم ضد مجهول او يتم دفنها او قتل منفذيها فاعلم ان الجهه التي تقف وراءها على قدرة كافية بحيث تستطيع قلب الحقائق ودفنها من موقع السلطة والقوة والإقتدار فمن يملك هذه العوامل مجتمعة؟, ولا يستبعد حقيقة ان نتعمق هنا في التأريخ السياسي اليمني الحديث لنرى عن غموض الجرائم السياسية والإغتيالات التي طالت الشهيد الحمدي و الرؤساء والمنفيين والمخفيين ان لم يكن للإخوان اليد الطولى المباشرة فيها فلهم التحريض والغطاء وهذا بحاجة لوقت اكثر لكشف الحقائق وربما في حلقات مطولة عن التأريخ الدموي للإخوان يسوقنا ملياً الى الإعتراف بتنامي خطورة هذا التنظيم وتعاضم ارهابه وجموحه ومجابهتة بقوة وايقاف تمدده مالم فستستمر طاحونة الإرهاب وعجلته في الدوران ومزيداً من الضحايا وتجعل اليمن تحت رحمة الإرهاب والقاعدة لعقود طويلة. ومرورا بأحداث جمعة الكرامة لغموضها وللتشابه الكبير في أحداثها وسير التحقيق فيها و أخيراً بحادثة النهدين التي لا يخفى على أحد انها نفذت وخططت بأيادٍ اخوانية واعلنها صراحة الرئيس السابق بوقوف الجماعة وراءها وإمتدادا الى حادثة النفق الأخيرة تجعل من التنظيم والمال السياسي والسلطة بشقيها (الزمنية والتشريعة) مكتملة الأركان وكابوسا مرعباً وعوامل تطهير ونحر وجز تقود الوطن الى الهاوية وتفتح شهية وحوش الدين و تجار الحروب لافتراس و إستنزاف المزيد من الدماء بنهم كبير. فحينما يكون منشأ الإرهاب أفكاراً متطرفة فيجب محاربة الفكر بالفكر ومواجهته فكرياً وثقافياً وعقائدياً وخلخلة الفكر المنتشر بالتدريج من الأخونة الى التطرف والغلو ومن ثم الى الارهاب و قطع الإمداد وتجفيف منابع وفقاسات الارهاب يبدأ هنا من صنعاء ومن السلطه تحديداً , إغلاق جامعة اليمن فريضة واجبة وملزمة بل وواجب وطني بحت لإستئصال الشريان الحيوي للتنظيم و تضييق الخناق علىه و قطع مصادر التمويل والدعم اللوجستي من وراء كواليس السلطة اصبح خياراً وطنياً والوية هامة وملّحة لبتر سيقان التنظيم التي يستند ويقف عليها وينخر في الوطن شرقاً وغرباً.. شمالاً وجنوباً, ربما لن يستفيق اليمن من غفلته الا بعد فوات الآوان, فهل ننتظر حتى يتم اصدار الفتاوى والختان وسبي النساء والمتاجره بهن والرق والعبودية , هل ننتظر (كوميديا الهية) مستعارة و ملحمة تطهيرية أخرى لدانتي جديدة في اليمن أشبه ما تكون بجحيم أهوج أخرق. جاءت تحركات الإخوان الأخيرة متناغمة مع الحرب ضد الإرهاب للتظاهر بإقالة وزير الدفاع تعتبر إنذاراً أخيرا بمدى ما وصل اليه الحزب من خيانه وطنية تستهدف الوطن في عمق محنته وفي الوقت الذي يحارب الجيش أو ما تبقى من هذه الكتلة الوطنية العملاقة التي اصابتها الهيكلة و المخططات الاخوانية بالتمزق والترهل والتشظي إبتداءاً من حروب صعده الى الجنوب الى الهيكلة لعب فيها الإخوان الدور الرئيسي للتحريض والإفتاء وإثارة الفتن ونوازع الحرب الا انها تجابه الارهاب مع القوى الوطنية واللجان الشعبية وفي الوقت ذاته لا تروق للجماعه أن يتم محاربة التنظيم واستئصال شأفته فتطالب بإقالة وزير الدفاع!, وبغض النظر عن كون الوزير شخصية وزارية تقوم بواجبها المسؤول ما يهمنا هو ان الجيش يخوض حرباً ضد الارهاب والسعي في هذا الوقت بالذات للمطالبه باقالتة وارباك السلطة التنفيذية يعد مؤشراً ودلالة واضحة عمن يقف وراء الإرهاب ولا يسعده أو يسره ان يتم مجابهتة والقضاء عليه, وان كان بدعوى عدم وقوف الجيش في حرب عمران مع الميليشيات الإخوانية فما هو الا لذر الرماد على العيون لكسب المزيد من الوقت لاستنزاف الطاقة العسكرية في متاهات السياسة لتحقيق مكاسب اخرى أهم من الوقوف المزعوم وهو المحافظة على الإرهاب الاخواني للإستفادة منه وقت الاخفاق السياسي والتلويح به وقت الحاجه. ما يدعو للتعجب ان جرائم حزب الإصلاح السياسية والجنائية مكشوفة وظاهرة للعيان وغالبا لا تحقق مرادها ولا يكتب لها النجاح ومعذلك تتمادى في عمليات أخرى وتعيد التأريخ ومسلسل السقوط بشكل متكرر, كما يقول السياسي الروماني (كاتو) '' لماذا تقع البشرية مرة تلو مرة في المصيدة ذاتها, هل يحملون مخزوناً هائلاً من الغباء؟ '' هل يعني هذا أن لا فائدة تذكر من التأريخ لأن الحوادث تتشابه والناس لا يعتبرون , ذلك لأنهم يعيشون يومهم ولا يهتمون بالماضي, هذا ما يراه الفيلسوف الألماني (هيغل) عندما يقول '' ما تعلمنا إياه الخبرة والتأريخ هو أن الشعوب والحكومات لم تتعلم أبداً أي شئ من التأريخ''.