كنت قد كتبت مقالاً في صحيفة الثورة الأحد, 1يونيو- 2014 تناولت فيه إن هناك مخططات لجر اليمنيين إلى حروب طائفية ومذهبية وأشرت إلى تصنيفات ومصطلحات وسائل الإعلام الغربية وترويج ذلك بوضوح من قبل قادة الأطراف المتنازعة والمتحاربة في اليمن من خلال ترديد. «التكفيريون – الإرهابيون – الإماميون – الروافض – الإثنا عشرية – عملاء إيران – عملاء السعودية .... الخ » ومن خلال ما تتداوله وتروج له ولا زالت وسائل الإعلام الغربية حين تصف القتال بين قبائل شيعية وسنية ومن لف لفها من وسائل الإعلام وانضمت إليها مؤخراً بعض وسائل الإعلام العربية بعد فشل مخطط الحرب الطائفية المذهبية في صنعاء بعدم تجاوب مليشيات أو ما يصطلح عليه باللجان الشعبية للتجمع اليمني للإصلاح وانحيازه كحزب للمدنية وإعلانه الصريح بأنه كحزب لن يقاتل من أجل الفرقة أو جامعة الإيمان وهو بذلك أبطل مفعول مخطط اندلاع حرب طاحنة ستأخذ بعداً طائفياً ومذهبياً ليعلن بأنه حزب لا يمثل أي مذهب . وبالمقابل « أنصار الله» أوقفوا المواجهات عند المستوى الذي وصلت إليه فأثبتوا أنهم مكون سياسي يمني لا يمثل أي مذهب كما ظلت قياداته تردد باستمرار بأن خروجهم في ثورة شعبية يشارك فيها كل أطياف أبناء اليمن . وقرأنا وسمعنا تصريحات لقيادات « أنصار الله» بأن تشكيل اللجان الشعبية في العاصمة صنعاء إجراء اضطراري لحفظ الأمن نظرًا لانهيار المنظومة الأمنية للعاصمة وللتاريخ فإن ما قامت به “ اللجان الشعبية لأنصار الله” في العاصمة تشكر عليه ومحل إشادة وهناك إجراءت عملية لاستيعاب عدد من تلك المليشيات في مؤسسات الأمن وهذا أمر طبيعي . غير الطبيعي وغير المفهوم أن تبدأ مليشيات أنصار الله بالسعي لتطبيق نفس الإجراء الاضطراري الذي أجبرت عليه في صنعاء على محافظات أخرى الحديدة -إب - تعز ويجري الحديث حول محاربة الإرهاب والقاعدة وكأن مليشيات أنصار الله تكلف نفسها للقيام بهذه المهمة . إن محاربة الارهاب والقاعدة مسؤولية الدولة وجيشها وأمنها بالتنسيق مع المجتمع الدولي ومسؤولية حفظ الأمن في المحافطات مسؤولية أجهزة الداخلية والأمن في تلك المحافظات وموضوع الشراكة في المؤسسات العسكرية والأمنية سواء لأنصار الله أوغيرهم يتم من خلال الالتحاق والتجنيد في تلك المؤسسات . أما غير ذلك فمعناه أن ما تجنبه الناس في العاصمة وعطلوا مخطط الاقتتال الأهلي يتم نقله إلى المحافطات .. طيب إذا كان “ أنصار الله” مستعجلين على التواجد الأمني في المحافظات فأنصارهم متواجدون فيها ما الداعي لإرسال عناصر إليها الأمر بحاجة إلى مراجعة وإلا ما تجنبه الناس في العاصمة صنعاء سيحدث في المحافظات فلا تجروا يا أنصار الله إلى «فخ» مرسوم ومخطط بعناية يهدف إلى إضعاف دوركم الذي ينتظره الناس في فرض هيبة الدولة والقانون وإنصاف المظلومين باعتباركم ظلمتم كثيرًا فأنتم عنصر توازن جديد وقوي لا تستهلكوا قوتكم فليست مهمتكم محاربة القاعدة ولا الإرهاب هذا فخ تجرون إليه وسيبقى الفساد والظلم وضياع الدولة ونحن لا نريد لكم أن تقسموا المجتمع ولا بيدكم تكبروا القاعدة والارهاب. وأخيراً: نريدكم يا « أنصار الله » أن تحافظوا على قوتكم وشعبيتكم في بناء دولة ونظام وقانون ومحاربة الفساد فالدولة القوية هي من ستحارب الإرهاب والقاعدة واعلموا أن أغلبية ساحقة من أبناء محافظاتالحديدةوإبوتعزومحافظات الجنوب معكم في بناء دولة المواطنة المتساوية ومحاربة الفساد وتحقيق العزة والكرامة لليمن واليمنيين فلا تفقدوا شعبيتكم بموضوع إسقاط المحافظات ونشر مليشيات ونقاط أمنية فهذا هو الفخ بعينه لإبهات دوركم و إضعافكم . اللهم إني بلغت اللهم فاشهد . [email protected] "الجمهورية"