حشدت الولاياتالمتحدةالأمريكية تحالفاً دولياً يضم عدد من الدول الأوروبية والعربية وذلك لحرب ما يتم تسميته بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام " داعش " وتم تسخير إمكانيات كبيرة لهذه الحرب التي بدأت بضربات جوية في العراقوسوريا وربما تتحول إلى تدخل قوات برية لتصفية التنظيم كما يروج له. ولو عدنا قليلاً إلى الوراء وكيف نشأ تنظيم داعش فسنجد أنه صنيعة عربية غربية مشتركة لمحاربة النظام في سوريا وخلخلة حكومة المالكي في العراق فقد ضخت الدول العربية مليارات الدولارات لتسليح ما أطلق عليه المعارضة السورية أو الثوار والتي انبتت داعش والنصرة وبقية التنظيمات الارهابية كما كان دعم تلك الدول للمعارضة العراقية التي بدأت باعتصامات وانتهت بظهور داعش سبباً في تغول هذا التنظيم وانتشاره بهذا الشكل الذي مازال يثير الريبة والشك لدى الكثيرين ويؤكد أن ظهور هذه التنظيمات الإرهابية لم يكن وليد صدفة أو من أجل الثورة على نظام معين سواء في سوريا أو العراق أو حتى ليبيا واليمن بل انه مخطط له من قبل الدول التي لا تريد الامن والاستقرار لهذه الرقعة من العالم وترغب في أن نبقى مقسمين متحاربين ندمر أنفسنا بأنفسنا وبأيديهم. فمن كانوا بالأمس ثواراً يحشد لهم الدعم من كافة الدول العربية والأجنبية أصبحوا اليوم إرهابيون تحشد لهم الجيوش لمحاربتهم وقتلهم من قبل نفس الدول التي دعمتهم بحجة دعم ثورات الربيع العربي على الأنظمة التي كانوا يدعون انها ظالمة وفاسدة وتقتل شعوبها واستخدموا كل الوسائل العسكرية والاقتصادية والإعلامية وحتى الدينية من خلال الفتاوى التي تبيح الخروج على هذه الأنظمة وتحلل الاستعانة بالجيوش الأجنبية لضربها وتدمير البنية التحتية لهذه الدول كما حصل في ليبيا على سبيل المثال من تدخل عسكري غربي بفتوى دينية بينما كانت هناك أنظمة أشد فساداً وأكثر ظلماً لشعوبها لم يتم التطرق لها او المساس بها بل ان هناك فتاوى صدرت من قبل البعض تحرم الخروج عليها. اعتقد ان ما يسمى التحالف الدولي للحرب على داعش لن ينجح في القضاء على هذا التنظيم والدليل ان كل تلك الضربات الجوية التي كلفت مئات الملايين من الدولارات لم تقتل سوى أربعمائة شخص من داعش ولم تثني هذه الجماعات من اقتحام المدن والمناطق في سورياوالعراق وربما تمتد إلى دول أخرى كلبنان وليبيا وغيرها من الدول وهذا دليل على أن داعش والنصرة وأخواتها من التنظيمات الارهابية تم صناعتها لتنفيذ مخطط تقسيم العالم العربي والإسلامي وتفتيته إلى دويلات وكانتونات على أسس طائفية ومذهبية يسهل السيطرة عليها من قبل تلك الدول التي تبحث عن مصالحها فقط . اليمن اليوم