هل تسألنا لماذا العرب يحبوا تقديس الفرد وتعظيمه ....؟ مع انه لا يمكن لشخص واحد أن يعمل اي شيء عظيم بمفرده . اي عمل عظيم يحتاج الى مجموعة من البشر كي يحققوه ، الفرد يمكن يأتي بالفكرة الأولية وغيره يطوروها ويتوسعوا في تعميقها وتطبيق الفكرة وتحقيقها يحتاج الى تعاون البشر ، لذلك العمل العظيم تنتجه مجموعة من البشر وليس شخص واحد ، مهما بلغت قدرات الفرد لن تساوي قدرات المجموعة أو الجماعة ، لذلك علينا أن لا نعطي الفرد تلك الهالة التي يحاول اتباعه او رفاقه صويرها لنا وخداعنا ، وخاصة في المجال السياسي ، ليس هناك عظماء ، العظيم هو الشعب من تبنى فكرة الفرد وطورها ، فلا تنخدعوا بأن هناك رجال عظماء ، بل هناك شعوب عظيمة ، ابتعدوا عن تقديس الفرد ، ليس هناك من يستحق تقديسه لا يوجد عظماء اطلاقا ، هناك شعوب عظيمه ، ربما يكون الفرد رمز لامة او لشعب ، لكن لا يجب تقديسه واعطاءه هالة كبيرة تحوله الى شخص مقدس او انسان غير عادي ، ممكن ان نحترم من كان له فكر نير ومتقدم وخدم الامة ، لكن حتما لم يكن لوحده من خدم الامة بل من كانوا حوله هم من قاموا بذلك ، ابتعدوا عن تقديس الفرد والعيش في اطار فكر العبودية في تقديس الفرد ، تلك افكار تدخل في سياسة العبودية ، واتت من ازمان غابرة ، الشعوب المتطورة ابتعدت عن هذه الأفكار وتجاوزتها ، وهي بداية الخروج من افكار العبودية ، ليس هناك شخص عظيم ، الشعب هو صاحب العظمة ولذلك تتطور الشعوب متى تعلمت وارتقت في سلوكها وافكارها وليس بسبب شخص ، ما عمر الشخص يستطيع ان يغير البلد لوحده ولا يغير التاريخ لوحده ، كفى تقديس الاشخاص والخضوع لإرادتهم ، كفى العيش تحت أفكار العبودية . لذلك فإن الإجابة على السؤال في بداية المقال هي لأن العرب الى الأن لم يتمكنوا من تجاوز افكار العبودية بل مستمرين في استجرارها ، وللخروج من ذلك لابد من التوقف عن تقديس الأشخاص ، ونؤمن بقدرات شعوبنا.