يا حبيبي يا رسول الله .. يا خير الخلق أجمعين .. يا من أرسلك الله رحمة للعالمين .. يا أبا القاسم عليك أفضل الصلاة والسلام .. لا أدري من أين ابدأ رسالتي إليك ؟! فأنا مواطن بسيط من أمتك التي بلغ تعدادها المليار .. مواطن بسيط كتب الله لي أن أولد في هذا الزمان الأغبر .. يا سيدي يا رسول الله -عليك الصلاة والسلام - كثيرون مثلي ولدوا في هذا العصر الذي حدثتنا عنه - كما نقلت كتب الحديث - أنه عصر الفتن . أكتب لك هذه الرسالة بمناسبة ذكرى مجيئك إلى الدنيا ، فاليوم ذكرى ميلادك الأغر .. اليوم يحتفل المسلمون بهذا اليوم الجميل .. لكن مدينتي التي أنا فيها أصابها قبل يومين حادث جلل ، حادث جرى في قاعة من قاعاتها كان يقام فيها مراسيم احتفالية بيوم ميلادك يا سيدي يا رسول الله، وأندس في الجمع "مسلم" تمت تعبئته أفكارًا ترى أن قتل الحاضرين هو تقرّب إلى الجنة ونعيمها ! أعلم يا حبيبي يا رسول الله أنك لم تأتِ بهذه الأفكار ولا تمت إليك بصلة البتة.. لكنني في هذا العصر أعيش في خضم هذه الأفكار ، بل وأسوأ منها .. فقتل هذا المندس أكثر من 26 مسلمًا كانوا آمنين يحتفلون ! سيدي يا رسول الله عليك أفضل الصلاة والسلام .. اليوم المسلمون يضرب بعضهم رقاب بعض.. وأصبح المسلم يخاف المسلم ! وكل واحد منهم يقول أنه ينصر دينك الذي جئت به ، بل ويتقرّب إلى الله بقتل أخيه المسلم ! قد تستغرب يا حبيبي يا رسول الله لذلك .. لكن هكذا أصبح إسلام "بعض" أهل هذا العصر الذي شخصي البسيط يعيش فيه .. لقد صرنا طوائفًا وفرقَا كما حذرّتْ.. يا أمام المتقين .. لكن البسطاء الذين لا ينتمون لهذه الفرق ظلوا على ما جئت به ، لا يحملون في قلوبهم حقدًا على أحد.. متواضعون .. لا يريدون لقاء محبتهن للناس جزاءً ولا شكورًا .. لكنهم هم من يُقتلون في ظل تقاتل أصحاب الفرق على أهوائهم ! أدري يا حبيبي أنك تركتنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فهل ترانا هلكنا ؟ سيدي يا رسول الله عليك أفضل الصلاة وأتم التسليم .. مدينتي اليوم غارقة في السواد الذي ملأ القلوب ، رغم الرايات الخضراء التي زينت شوارعها .. والمسلمون اليوم أحوج ما يحتاجون إلى هديك .. لكن الكل يقول أنه يتبع هذا "الهدي" ويدلل على ذلك من نصوص القرآن الكريم أو الحديث .. لقد حوّل الناس وبدلوا .. ومن أجل الدنيا لووا أعناق النصوص ، لكني على اطمئنان أن الحق منتصرٌ ،كما انتصرتَ على خصومك .. لقد انتصرت عليهم بالحق لا بالعنف.. لقد كنتَ تناهضهم وأنت مشفقٌ عليهم .. لا كارهاً لهم .. سيدي يا رسول الله عليك أفضل الصلاة وأتم التسليم .. هنيئًا لنا يوم مولدك و سلام عليك يوم ولدتَ.. ويوم لحقت بالرفيق الأعلى .. ويوم تُبعث حيًا .. سلام عليك يا خير الخلق وأزكى التسليم عليك وعلى آلك الأطهار وصحابتك الأبرار .