إنّ الأصل في علاقات المسلمين بغيرهم، هو المسالمة والمهادنة والتعايُش.,إنّنا نستطيع أن نقرّر من خلال حديثنا هذا،أنَّ البلدان لا تختلف عن أيّة بلد وأخرى في أخذه بعين الاعتبار العوامل الإقليميّة والقوميّة، بل إنّ التعايش هو في العقيدة يمتدّ في مجرى الحياة الإنسانية لتشمل العالم كلّه، من موقع المسؤوليّة الشاملة التي ترتبط بحياة الإنسان، بعيداً عن روح الغلبة والسّيطرة والقهر والاستعلاء، فهي تخضع في للتبادل الثقافي والاجتماعي والاقتصادي ولسلمها للخطّة العامّة الشّاملة التي تتحرّك في مصلحة الإنسان في أسلوبي النظرية والتطبيق، فقد تتطلّب المصلحة العامّة أن يكون الأسلوب فرض أنظمة وقوانين وشروط, كما هو حاصل الان لأخذ تأشيرة لزيارة لدولة الامارات وقد يكون الاستثناء هو الأسلوب الذي اتبعته دولة الأمارات , وهو مالم تعمله أي دولة تجاه اليمنين باستثناء دولة الأمارات. أنَّ كل ما نريده في هذا الحديث، هو إبداء التحفّظات حول الفكرة التي دعت إليها حكومة دولة الأمارات ، من اعتبار هذا الاستثناء لليمنين من دخول لبلدهم، بحيث يحتاج الاستثناء لمبرر ، فربما كانت الفكرة الأكثر قرباً إلى هي اعتبار حق الاخوة والجوار أصلاً، وما بين الاستحقاق والتّنفيذ من حيث الاستحقاق من الناحية القانونيَّة، فكما طرحت هي الشروط دون الاستثناء حيث أن مسألة التنفيذ قد تختلف بين بلد وبلد، حيث أن الاستثناء لم يسئ فقط لليمنين فقط بل اساء إلى الإنسان نفسه وإلى الحياة كلها، لأنها لكل اليمنين دون استثناء أحد, بل اساء هذا الاستثناء لدولة الامارات كدوله فيها الحريات ومبدأ التعايش وقبول الأخر مهما كان ديانته أو جنسيته فهناك قاعدة قرانيه طالما استشهد بها العلماء والحكماء والأدباء؛ لعظيم أثرها في باب العدل والإنصاف، تلك هي ما دل عليها قوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (الزمر1.7) أضف الى ذلك الى أن التركيبة للمجتمع الإماراتي متنوعة في اصلها وتركيبتها, وهذا ما يميزها , كما ان كتب التاريخ كلها ذكرت وحددت بأن اصل القبائل العربية من اليمن, هذا شيء لا يختلف عليه اثنان, أهذا ما يستحقه بلد هو أصل لكل العرب , ولنرجع ونتذكر الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رحمه الله وغفر له الذي له في قلب كل يمني محبه واحترام وتقدير الرجل الذي تجسد بالحكمة والعقل والمنطق والقومية والوحدة والانتماء الى هذه الأمة وعلى وجه التحديد اليمن , ولنا منه ما يذكرنا مدى الحياة وعلى مر كل الاجيال , وهو مشروع إعادة بناء سد مأرب القديم في اليمن نموذجاً لنوع العمل الذي يرى فيه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان , فلو كان رحمه الله على قيد الحياة لما كان هذا الاستثناء حصل بحق اصل العرب دون غيرهم. محامية ومستشارة قانونية [email protected]