تتمادى جمهورية إيران الاسلامية "الخمينية" وبصورة مستفزه ،في التماهي والتأكيد على عمالة جماعة الحوثي وتماهيهم ضمن الأجندة والمخطط التوسعي الإيراني في المنطقة ،وتتجاوزا بدون أدنى خجل كل الأعراف والمواثيق الدولية في إحترام سيادة الدول وحرماتها وحقها في العيش الكريم والاستقلالية التامة ، وضدا على الإرادة الشعبية واحترام الشعب اليمني بتنوعاته وتعدد مشاربه السياسية والثقافية والاجتماعية . ودون أدنى شك تؤكد للعالم وللإقليم على أن ما يقدم عليه الحوثي،، من إحداث إنقسام أفقي ورأسي معا داخل النسيج الإجتماعي للشعب اليمني والإصرار على المضي قدما في تحقيق مشروع وأجندات هذه الدولة الصفوية ذات النزعة التصديرية التوسعية لمشروعها الديني المسمى "ثوري " منذ أن فرضته على الشعب الإيراني العام 1979م ، وأنهت به تنوع وتعدد المجتمع الإيراني ، وما حققه من مكاسب وطنية على الصعيد السياسي والديمقراطي وخاصة في الحقوق والحريات الشخصية التي كان قد أكتسبها المجتمع آنذاك.
وليس غريبا أن ما تقوم به هذه الجماعة ذات النزعة "الشوفينية " من القضاء على المشروع الوطني ، والنضالات والتضحيات التي قدمها كوكبة من الشهداء والوطنيين، باعتباره تصرف لا يمكن ان يقوم به الا "عدو اجنبي، له اجندته الخاصة، التي لا تقيم وزنا لحياة اليمنيين، التي اصبحت تهدر كل يوم بالإرهاب والارهاب المضاد" . على أن المشارف النهائية لتهورات واندفاعات هذه "الجماعة " هو المضي بالبلد نحو حرب اهلية ذات نزعات عصبوية وطائفية ومناطقية من جهة ،وزج اليمن في وضع إقتصادي ومعيشي خطير وكارثي لن يكون أقل من مجاعة تتهدد الملايين من أبناء هذا الوطن من ذوي الدخل المحدود والغالية السكانية المعتمدة على الاعمال وأكتساب قوتها اليومي ،كما سيتهدد قطاع كبير من السكان المعتمدين على الرواتب الشهرية في المؤسستين المدنية والعسكرية ؛ كل هذه التهديدات للمصالح الوطنية ،وللمكتسبات في بناء دولة مدنية حديثه ويمن اتحادي جديد، وكثمرة نضالية لكل التضحيات المقدمة منذ العام 1962 م و1963م للحركة الوطنية في سبيل تحقيق الوحدة الوطنية الراسخة، وإنجاز شراكة وطنية تقوم على قاعدة التعايش والتفاهم بين أبناء الوطن الواحدة ، وتحقيق العدالة والمساواة في السلطة والثروة ، هو ما نراه اليوم يتلاشى رويدا رويدا بإتجاه ضياع وطن .