تركنا العلم لنعيش التخلّف. من خلال ذلك كلّه، نفهم أنّ على الأمّة الإسلاميّة في أفرادها وجماعاتها، أن تعتبر أنها مسؤولة عن الدين، بأن يكون كلّ واحد منا مسلم العقل والقلب والحركة، وأن يكون مسؤولاً عن قوّة الدين, علينا أن نعرف أنّ العصر الذي نعيش فيه هو عصر صراع في الفكر والعلم والأخلاق السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أراد الله للواقع الإنساني أن يتمرَّد على كلّ عوامل الانحراف وأدواته، بمختلف الوسائل التي تملكها حركة التّغيير، ولا سيما الوسائل الفكريّة، التي تنبعث منها الصورة الواقعية والعملية للحياة الإنسانيّة، في الجانبين السلبي والإيجابي، فالواقع هو صورة الإنسان في الخير والشّرّ على مستوى النتائج، الأمر الّذي يجعل التغيير في صورة الحياة خاضعاً لتغيير الإنسان نفسه فكريّاً وروحيّاً، وذلك هو قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ} فنحن، كمسلمين، لا يجوز لنا أن نتنازل عن إسلامنا بمبادئه والمساواة في الانسانية ، فإنّك حينما تسمع أنّ عليك أن لا تقول أنا سيد وذاك قبيلي وذاك مزين، وأنا كواحد من النّاس اعترض على السنن البشرية وما شرعت من اعراف وعادات مقيته فرضت على المجتمع برمته ,أن شرعية الدين وشرعيه الحبيب ليست بهذه الصورة المقيتة , اذا فإنّ عليك أن لا تقول أنا مع العصر أو أنّ العصر يريد هذا، أو أن الناس يريدون هذا، بل قل: ماذا شرع الله و ماذا يريد الله؟ وماذا أريد أنا في خطّ ما يريده الله سبحانه وتعالى؟ فلا تبيعوا أنفسكم وعقولكم لأحد، ولا تسلّموها في ما تحتاجون إليه من عقل، إلا للّذي تأمنون عقله، وأمانة العقل والعلم عنده فالدين اوسع من فكر أو عادات منافية للإنسانية ولقيمة النفس البشرية , إنّ المسألة, هي أنّكم في الدّنيا عندما تتبعون الجهّال، فلن تكون النتيجة إلا المزيد من التخلّف الّذي يهيمن عليكم، فلا مجاملة في ما تأخذ من فكر تفقد علمه، ولا مجاملة لاسم كبير، أو عمامة كبيرة أو صغيرة او شيخ ، انظر أين العلم وخذه من مصادره، وانظر أين التقوى، وانفتح عليها في مصادرها، لأن القضيّة إمّا سقوط في الدنيا، وإما سقوط في الآخرة الوعي، الوعي! العقل، العقل! إنّ المستقبل الذي لا بدّ من أن نصنعه، هو مستقبل علم وقوّة وإرادة وإبداع يعيش في عقولنا وحياتنا وننفي تلك السنن التي اقرها البشر والتي لا تزيد الإ فرقه وكبره وتعالي على نفس واحدة ، لم يفرق الله بيننا الافي في شيء واحد هو العلم , وللنظر الى العالم يتقدّم علميّاً، فلماذا نبقى في هذا الجهل، نتحرّك ليقول بعضنا لبعض , وليصنف كلاً حسب هواه , ونتقسم ونتفرق لتقسيم بشري بعيد كل البعد عن الدين , لا ادري باي ذنب هذه الامه ستأخذ بذنب الأمانة أم بذنب الظن أم بذنب الكذب أم بذنب العنصرية وكلها تجتمع في المجتمع الا من رحم ربي, فإنّ الإنسان يبقى في حركته سائراً في خطّ التّرغيب والتّرهيب، وفي خط التنفير والتحقير, بحيث يكفل له ذلك إمكانيّة الثّبات على قاعدة الاستقامة والبعد عن الانحراف، ولكن ان ما يمثله "الوازع الدّيني" أو "الضّمير الرّوحيّ" من عنصر ضاغط على اختيارات الإنسان الإيجابيّة في اتجاه التقوى التي تمثل الانضباط في طاعة الله، فلا يفقده الله حيث أمره، ولا يجده حيث نهاه، سواء كان ذلك في علاقته بنفسه أو بالناس او بالتصنيف البشري لبعضنا البعض ، أو في ارتباطه بالله في مواقع رضاه وهذا هو الأهم لان علاقتك مع الله هي الأهم والقدوة بالحبيب عليه أفضل الصلاة والتسليم هي الغاية. محامية ومستشارة قانونية [email protected]