من يتابع العديد من القنوات الاعلامية المحلية والعربية وخصوصا القنوات الفضائية التلفزيونية الحزبية والخاصة والاخبارية , ومواقع الصحف الالكترونية على شبكة الانترنت , وتعاطي هذه القنوات مع الاحداث التي تدور على الساحة الوطنية , سوف يصاب بالاكتئاب او انفصام الشخصية او يعتريه الخوف والهلع من المصير المظلم والهلاك المحتوم للحرث والنسل خلال قادم الايام . والذي تصنعه وتروج له هذه القنوات بأخبارها وتحليلاتها ومنشوراتها وتعليقاتها المثيرة حول مجريات الاحداث السياسية التي يشهدها الوطن على مدار الساعة . والحقيقة ان هذه القنوات الاعلامية هي من تذكي نار الفتنة في وطننا الحبيب , وتزيد من حالة الشك والريبة وانعدام الثقة بين مختلف القوى والاطراف السياسية اليمنية , وتساهم بشكل كبير في توسيع دائرة الخلاف والمكايدات والصراع بين هذه القوى , والحيلولة دون توصلها لأي حلول توافقية من شأنها الخروج بالوطن من ازمته الحالية . وللأسف الشديد هناك العديد من القيادات السياسية والشخصيات الاعلامية والثقافية والاكاديمية اليمنية في الداخل والخارج اصبحت مجرد ابواق فتنة تتناوب الظهور على هذه القنوات لتدلي بآرائها وتحليلاتها وتعليقاتها بشأن الاحداث والمتغيرات على الساحة الوطنية , وفقا لما يملى عليها من اطراف او قوى سياسية داخلية وخارجية وبما يخدم اهداف ومواقف ورؤى هذه القوى والاطراف السياسية , دون ادنى مراعاه لآداب واخلاقيات المهنة , ومصلحة الوطن وابنائه . وخطورة وتأثير ما يقولونه او يكتبونه من خلال هذه القنوات الاعلامية على أمن واستقرار هذا الوطن . خصوصا في ظل هذا الوقت العصيب الذي يمر به الوطن والذي هو في امس الحاجة الى تعاون وتكاتف جميع ابنائه في كل مكان ومن مختلف الشرائح الاجتماعية والتوجهات السياسية للعمل بروح الفريق الواحد لإنقاذه من ازماته الحالية ,والخروج به الى بر الامان لأنه وطن الجميع ويتسع للجميع .
وفي الختام اقول لكل القائمين على هذه القنوات الاعلامية , وكل العاملين فيها والمتحدثين والمحللين من خلالها بمختلف تخصصاتهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية , اتقوا الله فيما تقولون وتكتبون وتنشرون حول ما يحدث على ارض الوطن في هذا الظرف العصيب . اما آن الاوان لتستفيدوا من دروس الامس واليوم وما حدث ويحدث في بلادنا والعديد من البلدان العربية من ازمات متتالية , واحداث دموية راح ضحيتها الالاف من الابرياء , نتيجة خلافات وصراعات سياسية ساهمت اخباركم وتحليلاتكم ومنشوراتكم في تفاقمها ؟ الا تدركون - وانتم يمنيون مسلمون تنتمون لوطن واحد ويجمعكم دين واحد- انكم مسئولون امام الله عن كل قطرة دم تراق في هذا الوطن نتيجة الفتنة التي ساهمتم في اشعالها , وسوف يحاسبكم الله عن كل كلمة نطقتموها او كتبتموها ساهمت من قريب او بعيد في شق الصف ونشر الفتنة واراقة الدماء على تراب هذا الوطن الحبيب ؟؟ وكما اشرت في مقال سابق فإننا اليوم احوج ما نكون إلى إعلام عربي وإسلامي يراعي مالكوه وممولوه حرمة دم المسلم أياً كان موطنه وموقفه وموقعه!! وإعلام وطني يتسم بالموضوعية والشفافية والمصداقية والتوازن وترسيخ القيم وتعزيز الهوية الوطنية، ويحرص على دماء أبناء وطنه من أن تراق لأي سبب ومن أي طرف, إعلام يدعو إلى التسامح ونبذ الخلاف ورأب الصدع بين مختلف الأطراف والمكونات السياسية, والعمل بروح الفريق الواحد لما فيه مصلحة الوطن وأبنائه ووحدته وأمنه واستقراره. وحسبنا الله ونعم الوكيل .. ======= *أستاذ التسويق المشارك / جامعة تعز [email protected]