في زمان الأزمات والفتن والقلاقل السياسية تنتشر على نطاق واسع بين العامة الطرائف والنوادر الظريفة التي تتناول الشخصيات والأحداث ومواقف الدول والأنظمة ورموزها بطريقة ساخرة وأسلوب فكاهي. هذه «النكات» والتعليقات رغم طابعها الفكاهي إلا أنها لا تخلو من الخبث والدهاء بما تحمله في طياتها من دلالات عميقة ومعبرة تختزل مواقف وآراء الناس إزاء ما يعيشونه من أحداث. ولعل أكثر ما لفت انتباهي من «نكات» وتعليقات الأزمة الخانقة التي تعيشها البلاد في الظرف الراهن وما أكثرها ذلك الوصف الطريف والمعبر لأحداث «الربيع العربي» ووصمه بأنه «قضاء وقطر» في إشارة صريحة لدور الشقيقة قطر في إذكاء نيران هذا الربيع الذي لا يريد على ما يبدو أن تنطفئ أو يخبو لهيبها المستعر في كل البلدان التي حفلت ولا تزال بأحداث وآثار وتداعيات «ثورات» التحرر والانعتاق من أنظمة الاستبداد والجبروت «حسب وجهة النظر القطرية» التي استمات نظامها في تبني ودعم هذه الحركات الشيطانية التي أحالت كل جميل هناك إلى خرابات واطلال وجعلت من حكم تلك الأنظمة في عيون شعوبها الآن أنظمة مثالية فريدة وعهود خير ورخاء وإذا بعيون المواطنين في بلدان الربيع تفيض بالدموع شوقاً وحنيناً إلى تلك العهود.