• لو كنت حاكما في أي بلد لحرصت على متابعتي النكات والطرائف والتعليقات الساخرة التي يطلقها الشعب أكثر من حرصي على أي شيء آخر له علاقة بأداء نظام الحكم. • إن النوادر والطرائف التي يطلقها أي شعب هي أصدق تعبيرا عن مشاعره ومواقفه _مع أو ضد نظام الحكم في بلده_ ومن خلالها يمكنك أن تقيس مدى رضى الشعب عن سياستك. • هذه النوادر والنكات هي انعكاس حقيقي للمعاناة التي يعيشها الشعب نتيجة لأخطاء الحاكم وفريقه على وقع الحياة اليومية عند الشعب. • لو أن أحدا جمع النكات المتداولة منذ 2011 إلى اليوم بأمانة وصدق التي تناول بها الشعب كل القوى السياسية المتصارعة في الساحة على السلطة وعلى أشياء أخرى فلن يحتاج بعدها لأي تحليلات سياسية، وسيكون عنده صورة متكاملة لواقع الحال سواء على مستوى الأحزاب والجماعات أو على مستوى الوضع الاقتصادي والأمني. • لو كنت رئيسا في اليمن لكان حرصي على متابعة النكات والطرائف التي يطلقها الشعب في حق الحكومة والنظام بشكل عام أكثر من حرصي على متابعة التقرير الذي يرفعه مجلس الوزراء أسبوعيا إلى مكتبي. • بإمكان الوزراء والمسؤولين تزوير الأرقام وتزييف الحقائق بسهولة حرصا على كراسيهم ومناصبهم _يحدث هذا دائما_ لكن لا يمكن لأحد أن يزوّر الطرفة أو يسوّقها في اتجاه معين لتخدم طرفاً معيناً.. إنها تتناول كل شيء بحيادية وعلى نفس المستوى. • ومع انتشار وسائل الاتصال وتوفرها عند الملايين خاصة مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج التواصل التلفوني كالوتس آب وإخوانه تعيش النكتة السياسية حالة رواج غير عادية فما يكاد صاحبها يطلق نكتته حتى يتناقلها الملايين عبر برامجهم فيحدث أن تأتيك خمس إلا ست مرات في نفس اليوم. • الشعب اليمني يعبر عن وضعه المزري بالنكات والطرائف البريئة وغير البريئة.. بينما النخبة تتاجر مع القوى السياسية بأوجاعه بطريقة تجعلك تصرخ.. يلعن أبو النخبة.