حين تحاول التكتلات القفز على الواقع: قراءة سياسية وقانونية في خطاب استنساخ الماضي .    مئات الوقفات في صعدة بمناسبة عيد جمعة رجب وانتصارا للمقدسات    سوريا: ارتفاع حصيلة انفجار مسجد في حمص إلى 8 قتلى و27 جريحًا    الذهب يقفز لمستوى قياسي جديد    بتوجيهات قائد الثورة .. اطلاق 21 سجينا من "الحربي" بمناسبة جمعة رجب    شاهد / حضور كبير لاحياء جمعة رجب في جامع الجند بتعز    السيّد القائد يحذر من تحركات "طاغوت العصر"    الرئيس المشاط يعزي عضو مجلس النواب علي الزنم في وفاة عمه    ندبة في الهواء    نتنياهو يعلن في بيان الاعتراف بإقليم انفصالي في القرن الأفريقي    ريال مدريد يدرس طلب تعويضات ضخمة من برشلونة    مقتل مهاجر يمني داخل سجن في ليبيا    في بيان صادم للشرعية: قطر تدعم التهدئة في اليمن وتتجاهل وحدة البلاد وسلامة أراضيه    عاجل : بيان مهم صادر عن المجلس الانتقالي الجنوبي    خلال يومين.. جمعية الصرافين بصنعاء تعمم بإعادة ووقف التعامل مع ثلاثة كيانات مصرفية    إعلام الانتقالي: طيران حربي سعودي يقصف هضبة حضرموت وقوات النخبة تسيطر على المنطقة    احياء مناسبة جمعة رجب في مسجد الإمام الهادي بصعدة    ريال مدريد يعير مهاجمه البرازيلي إندريك إلى ليون الفرنسي    الأرصاد: صقيع متوقع على أجزاء من المرتفعات ونصائح للمزارعين ومربي الماشية والنحل والدواجن    الصحفية والمذيعة الإعلامية القديرة زهور ناصر    صرخة في وجه الطغيان: "آل قطران" ليسوا أرقاماً في سرداب النسيان!    طيران العدوان السعودي يستهدف "أدواته" في حضرموت وسقوط قتلى وجرحى    اليمن يتوعد الكيان المؤقت بما هو أشدّ وأنكى    ما بعد تحرير حضرموت ليس كما قبله    كتاب جديد لعلوان الجيلاني يوثق سيرة أحد أعلام التصوف في اليمن    الكويت تؤكد أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لحفظ وحدة وسيادة اليمن    صنعاء.. تشييع جثامين خمسة ضباط برتب عليا قضوا في عمليات «إسناد غزة»    البنك المركزي بصنعاء يحذر من شركة وكيانات وهمية تمارس أنشطة احتيالية    صنعاء توجه بتخصيص باصات للنساء وسط انتقادات ورفض ناشطين    فقيد الوطن و الساحة الفنية الدكتور علوي عبدالله طاهر    حضرموت تكسر ظهر اقتصاد الإعاشة: يصرخ لصوص الوحدة حين يقترب الجنوب من نفطه    القائم بأعمال وزير الاقتصاد يزور عددا من المصانع العاملة والمتعثرة    البنك المركزي اليمني يحذّر من التعامل مع "كيو نت" والكيانات الوهمية الأخرى    الرشيد تعز يعتلي صدارة المجموعة الرابعة بعد فوزه على السد مأرب في دوري الدرجة الثانية    هيئة التأمينات تعلن صرف نصف معاش للمتقاعدين المدنيين    مدرسة الإمام علي تحرز المركز الأول في مسابقة القرآن الكريم لطلاب الصف الأول الأساسي    لحج.. تخرج الدفعة الأولى من معلمي المعهد العالي للمعلمين بلبعوس.    المحرّمي يؤكد أهمية الشراكة مع القطاع الخاص لتعزيز الاقتصاد وضمان استقرار الأسواق    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    استثمار سعودي - أوروبي لتطوير حلول طويلة الأمد لتخزين الطاقة    ميسي يتربّع على قمة رياضيي القرن ال21    الأميّة المرورية.. خطر صامت يفتك بالطرق وأرواح الناس    أرسنال يهزم كريستال بالاس بعد 16 ركلة ترجيح ويتأهل إلى نصف نهائي كأس الرابطة    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في مشروع سد حسان بمحافظة أبين    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    تضامن حضرموت يواجه مساء اليوم النهضة العماني في كأس الخليج للأندية    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    مرض الفشل الكلوي (33)    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع الحوثي ضد الحوثيين
نشر في التغيير يوم 23 - 03 - 2015

- المظلوم الاكبر فيما يجري هو السيدعبدالملك الحوثي، فهو بكل نٰبل لايزال متمسكٌ بقيّمه ونزاهته، وكل من تحاوروا مباشرة معه يدركون جيداً ما اتحدث عنه، ويدركون ان حرصه على حزب الاصلاح اكثر من اغلب الاصلاحيين، وحرصه على المؤتمر اكثر من حرص بعض المؤتمريين على مؤتمرهم، وحريص ايضاً على انصاف المواطن الجنوبي اكثر من حرص القيادات الجنوبية على مواطنيهم، لكن قيادات جماعته وبذريعة حمايته تفرض عليه عزلة تحجبه عن اليمنيين وتشوه صورته لديهم.
الكثير من اليمنيين رأوا في السيد عبدالملك الحوثي قائداً وطنياً، بينما "حوثّة" صنعاء ومعهم بعض القادة القادمين من صعدة يريدون ان يبقى عبدالملك الحوثي رمزاً لجماعة دينية، لا تختلف كثيراً عن الاخوان او السلفيين، قليل منهم تدفعهم عقيدتهم الدينية لهذا التصنيف، أما اغلبهم فتدفعهم أحقادهم وأطماعهم لذلك، فهم يدركون جيداً بأن تقارب قائدهم مع بقية الأطراف اليمنية القابلة بالتقارب سيحرمهم من تلك الامتيازات والاموال والعربات المدرعة -التي أغدق عليهم بها عبدربه منصور هادي- والصلاحيات التي استفردوا بها ومارسوها واستشعروا لذتها خصوصاً عندما لا يصاحبها اية مسئولية يحاسبون عليها امام الشعب وامام قائدهم ايضاً، فأمام الشعب هم الرئيس والزعيم والسيد من يتحملون المسئولية، وأمام قائدهم هم الرئيس والزعيم و عملاء امريكا واسرائيل من يتحملون المسئولية، وهؤلاء ليس لديهم أي استعداد للتخلي عما اكتسبوه ولو لصالح الوطن او لصالح السيد و قيّمه.
- هنالك الكثير من التزييف والادعاءات الباطلة يمارسها خصوم اليمن واستقلالها لينسبوا الى السيد وجماعته بعض الممارسات البشعة وغير الانسانية بغرض التشهير بهم وباليمنيين عموماً، لكن بعض تلك الوقائع المعلنة وأخرى غير معلنة حدثت بالفعل، وهي بلاشك تتنافى مع قيّم عبدالملك الحوثي وطبيعته، وعدد من قادته في صنعاء لا يريدون حتى ان ينفوا تلك الممارسات بل ويهددون الاخرين بمثلها وبأقسى منها لأنهم يعتقدون أن هيبتهم واستمرارهم لن يكون إلا بها او بالتلويح بها.
الى الان لم تُعلن الجماعة عن اي اجراء تأديبي او تعلن براءتها من الاعلاميين والسياسيين والمشائخ الذين اعتدنا ظهورهم عبر قناة "المسيرة" وهم يقدمون انفسهم كقياديين او كافراد ضمن الجماعة و من ثم يهاجمون المكونات اليمنية الاخرى ويمارسون التحريض والفتنة والتهديد ضد الاخرين اشخاصا او جماعات، لم نسمع عن اي اجراء ضد من قام بتسريب التسجيل المرئي لصادق الاحمر، او من تسبب إهماله في مجازر كالتي حدثت امام كلية الشرطة، لم نعرف شيء عن مصير قضية النفق بالرغم من صدور توجيهات مباشرة من القائد عبدالملك الحوثي بتسليم الملف كاملاً لممثلي المجني عليه وكان هذا التوجيه امامي ومرت عدة اشهر دون تنفيذه، كما لم يتم توضيح حقيقة ماجرى يوم الاعلان الدستوري ومن الذي دفع الجماعة لارتكاب خطأ جسيم كهذا، كيف اوهمهم بإمكانية صدور اعلان دستوري دون تحقق ادنى شروطه مثل وجود سلطة حاكمة ولو انقلابية لتقوم بإصداره؟ كيف اقنعهم بأن قبول البرلمان لاستقالة هادي يشكل ضربة لمسيرتهم الثورية؟، لم نسمع عن تحقيقات او اجراءات ضد من كان إهمالهم او تآمرهم هو ما مكن هادي من الفرار، لم تصدر ايضا عن الجماعة أي توضيحات او اجراءات ضد من قاموا بمهاجمة معسكر القوات الخاصة بالرغم من ان قائد الجماعة السيد عبدالملك الحوثي اعتبر في خطابه ذلك الاعتداء خطأ غير مقبول، وايضا في مسألة فرار وزير الدفاع الى عدن لابد ان هناك مخطئ قد يكون الوزير نفسه وغالباً انه خطأ ممارسات عدد من القياديين في الجماعة وبعض العسكريين المحسوبين عليها هي ما اضطرته للفرار ليحافظ على كرامته وشرفه العسكري، ولم يتم احالة احد للتحقيق او على الاقل لم نسمع بذلك، وايضا ثبت لدى المطلعين قيام عدد من الاشخاص المحسوبين على الجماعة بإبتزاز عدد من رجال الاعمال وعدد من شاغلي الوظائف الحكومية واستلام اموال منهم تحت التهديد بسيطرة اللجان الشعبية على شركاتهم او مؤسساتهم بتهمة "دعم الدواعش" ومازال هؤلاء المُبتزين يعملون مع الجماعة ويتحدثون باسمها حتى اليوم، وفي قررات التعيين نشاهد مبالغة في اقحام اسماء هاشمية في تلك القرارات لدرجة لابد انها مستفزة للكثيرين ولا أعتقد الا انها مؤامرة تستهدف الهاشميين وتسيء لإنسجامهم في مجتمعاتهم ولابد من كشف هذه المؤامرة وايقافها وفضح محركها، هذه الامور وغيرها لم تعد شأناً داخلياً خاصاً بالجماعة، فالجماعة اليوم تحكمنا، قبلنا او لم نقبل، واصبح كل مايجري فيها مؤثر في حياة اليمنيين ومستقبلهم ومن حقهم ان يعرفوا حقيقته.
أبو طه (عبدالرب جرفان)، أبوعقيل (ضيف الله الشامي)، أبو حسين (يوسف المداني)، أبوعلي (أحمد عثمان)، أبوشهيد (حسن الكحلاني)، أبو مالك (يوسف الفيشي)، أبوعبدالله (فؤاد العماد)، هؤلاء وعدد قليل معهم هم من نجدهم ينسبون لأنفسهم الاخطاء ويعتذرون عنها و يعدون بتجاوزها ليبرئوا جماعتهم وقائدها منها، بينما العديد من زملائهم في الجماعة (سياسيين وإعلاميين وقبليين) ينافقون الجميع من اجل المكاسب او يصادمون الجميع من أجل الهيبة، لكنهم في نفاقهم او صدامهم يتاجرون بسمعة جماعتهم وقائدها.
المسألة لم تعد ممارسات فردية خاطئة يمارسها بعض المنتسبين للجان الشعبية، بل أصبحت تتجه للتنظيم، واصبح هناك مراكز قوى و واجهات اجتماعية و دينية و عسكرية مشابهة لتلك التي تم اسقاطها، بل أننا نرى ان الجماعة اصبح لديها "عبدالله الأحمر" ليسيطر على القبائل، و"علي محسن" ليتحكم بالجيش، و"عبدالكريم الارياني" ليتحكم بعلاقات اليمن الدولية، و "علي مقصع" ليتدخل في كل شيء بحكم انه خال القائد او عمه، و"نصر طه مصطفى" ليقود حملات التضليل والنفاق، و"سلطان البركاني" ليفجر الازمات بتصريحاته، و"علي الآنسي" ليحتل مكتب الرئاسة ويشكله بطريقته لخدمته الخاصة، و"أسماعيل الوزير" ليقوم بمهام ليّ اعناق النصوص بطرق واضحة الاعتلال، حتى انه اصبح للجماعة "سيف الحاضري" ليبتز التجار ليعلنوا في صحيفته، هؤلاء وغيرهم ممن استهلكوا اليمن يتم الآن اعادة المواقع ولكن بأشخاص آخرين ينقصهم خبرة السابقين ولكن لا ينقصهم جشعهم ولا فسادهم.
- مثل اغلب الجماعات والأحزاب هنالك تيارات متعددة ومختلفة الى درجة التنازع داخل جماعة انصارالله، ولكل تيار قائد هو من ضمن الصف القيادي في جماعة انصارالله، فهنالك تيار لا يؤمن الا بالعنف وليس له من هدف الا اذلال الاخرين من اجل الاستفراد بالنفوذ داخل الدولة و داخل المجتمع وحتى داخل الجماعة، يدفعهم الحقد والجشع والغرور، ضاربين عرض الحائط بكل القيم المجتمعية وكل القوانين وحتى قيّم وتوجيهات القائد عبدالملك الحوثي.
وهنالك التيار الايراني وهو الاكثر خطورة من الناحية السياسية والاجتماعية ولا يختلف عن الاخوان المسلمين في شيء حتى انهم يتلاقون في رؤاهم في العديد من الملفات بل وغالباً مايعملون فيها معاً، فأيران ليست راضية ابداً عن السيد عبدالملك الحوثي وعن أدائه، لأن السيد عبدالملك يهتم بعلاقة جماعته بالمكونات اليمنية جميعها اكثر من اهتمامه بعلاقة جماعته بأي طرف دولي، لأن القرار في اليمن إما ان يكون خارجي او يكون يمني، ويمني فقط، وهذا يستبعد اي تأثير خارجي على القرار سواء من امريكا او السعودية او قطر وحتى من ايران، وحديث السيد عبدالملك عن الندية في التعامل مع الخارج امر لا يرضي ايران كما لا يرضي السعودية، فالتدخلات الامريكية او السعودية هي المبرر الوحيد للتدخل الايراني، باعتبار ان المعادلة السياسية في اليمن تصبح شأناً دولياً وليس امام اليمنيين الا المشاركة فيها بأدوار ثانوية، ولهذا فأن ايران التي كانت تنفي وبقوة اي علاقة لها بالحوثيين اثناء الحروب الست، اصبحت وبعد تاريخ 21سبتمبر 2014 تتحدث عن الحوثيين وكأنهم فرع للحرس الثوري الايراني، بطريقة لم تتحدث بها ايران عن حزب الله او عن السيستاني وجماعته، لانها ادركت ان جماعة انصارالله حققت انتصاراً ميدانياً وان ايران بامكانها الاتجار السياسي الدولي بذلك الانتصار، بالرغم من انهم فعلياً وقفوا ضده، لأنهم كانوا يرون في حزب الاصلاح وميليشياته الداعشية الطريقة الامثل لإقلاق السعودية بل وإسقاطها، وقيام امريكا برفع اسمي ايران وحزب الله من قوائم الارهاب والإعلان عن خطوات مهمة تم الاتفاق عليها بين ايران والغرب بخصوص الملف النووي الايراني و أن يأتي ذلك بعد اغلاق امريكا والدول الغربية لسفاراتها في صنعاء وبعد تصريح الناطق بإسم البيت الابيض بعدم وجود مايثبت دعم أيران لجماعة انصارالله وتصريح إسماعيل كوثري عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني الذي جاء فيه انهم تلقوا من السعودية عرضاً مفاده أن تترك ايران تدخلها في اليمن مقابل ترك السعودية لتدخلها في سوريا، جميعها مؤشرات تؤكد أن أيران تبيع ما لا تملكه وتتاجر بالقضية اليمنية لحماية مصالحها الاستراتيجية الحقيقية، وقد قامت ايران بإستقطاب العديد من الاعلاميين والسياسيين المحسوبين على جماعة انصارالله وكلفتهم بمهام من شأنها اثارة الفتنة بين الجماعة وبين التيارات الوطنية والقومية في اليمن، لجعل التبعية لايران هو الخيار الوحيد امام جماعة انصارالله وقائدها، والسعودية بكل سذاجة تلتقط كل طُعم تلقيه ايران لها عبر وسائل الاعلام.
في الشأن اليمني نجد ان السعودية وامريكا وبريطانيا وقطر وتركيا وايران يقفون في الجانب ذاته، واتفق مع الصحفي المتميز عابدالمهذري الذي أشار في مقابلته بقناة الجزيرة الى تورط ايران وتيارها في تهريب هادي، لاننا في اليمن انقسمنا سياسيا الى جانبين، الاول يؤمنون بضرورة الحل ان يكون محلياً والجانب الثاني يرى بضرورة التدخل الدولي بأي شكل، والثاني هو من يضمن لايران جزء من الصفقة خصوصا وان ايران ترى في اليمن مجرد ورقة للمساومة امام الاطراف الدولية لحماية مصالح ذات اولوية مهمة استراتيجياً لها.
- مايجري الان في عدن هي لعبة تتجاوز موضوع الانفصال، فلم يعد انفصال الجنوب عن الجمهورية اليمنية هو مايتم التمهيد له، فنقل السفارات وخطوط الطيران الى عدن وإعلان صنعاء عاصمة محتلة وعدن عاصمة للجمهورية اليمنية وعقد اجتماعات لعدد من الوزراء في عدن باعتبارها اجتماعات لمجلس الوزراء، الغاية من جميع ذلك منح هادي ومن فروا معه الى عدن إمتياز تمثيل السلطة الشرعية للجمهورية اليمنية ويصبح الانفصال ليس ماسيمنحه المجتمع الدولي للجنوب بل يريدون منحه للشمال، فيصبح الشمال هو من سيبحث له عن اعتراف بدولته، ويصبح الجنوب -سلطة هادي- صاحب شرعية الحلول محل الجمهورية اليمنية في المنظمات والاتفاقات الدولية ابتداء بالتمثيل الدبلوماسي في العالم والأمم المتحدة والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي (اليمن عضوة في بعض مؤسساته) وانتهاء بالفيفا والجات.
لو تحققت مخاوفنا السالفة فسوف يذكر التاريخ بأن الوحدة اليمنية صُنِعَت في عهد "علي عبدالله" وان الانفصال كان في عهد "انصار الله" وليس مجرد انفصال بل سحب صفة "دولة" عن شمال اليمن والبحث من جديد على استعادة تلك الصفة وسيكون من العسير استعادتها مع بقاء الدولة بلا أي مظاهر لها.
لم تعد لدينا دولة، ولا يمكن الجزم بان هناك مسيرة لاستعادتها، فلم يعد لدينا دستور ولا رئيس ولا حكومة ولا برلمان ولا جيش ولا سفارات ولا طيران، لم نعد ندري اين هي حدود بلدنا او عاصمتها؟صنعاء ام عدن ام صعدة ام غيرها!!!
- هذه بلدنا ليس لها فكاك منا وليس لنا فكاك منها، وليس امامنا الا التشارك في هذا الوطن واستعادة دولته والحفاظ على وحدته وسيادته واستقراره، وحتى ذلك الحين الذي تعود فيه الدولة يرى كاتب هذه السطور في السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائداً وطنياً أكبر من الجراح مؤمناً باستقلال اليمن وبالمواطنة المتساوية، وقد لمس الكاتب في لقاءه بالسيد عبدالملك الحوثي حرصه على أمن المواطن ومعيشته، وكان اثناء نقاشه مع السيدعبدالملك عن مستقبل اليمن القريب والبعيد وعن الاحتمالات التي يُتوقع خوضها يعترضه السيدعبدالملك للحديث عن خبز المواطن وأمنه و وقوده و حريته و كيف يتم صيانتها مع كل احتمال، لم يستمع الكاتب لأي اعتراضات دينية او انتقامية او نفعية او تنظيمية من السيدعبدالملك في كل القضايا العالقة وفي كل الاحتمالات المطروحة، لديه من النوايا الحسنة مايكفي لطمأنة اليمنيين ان طابقت افعال المحسوبين على الجماعة تلك النوايا، فكما يقول المثل الانجليزي "ان الطريق الى الجحيم محفوف بالنوايا الحسنة" فنحن بإنتظار ان تتجسد تلك النوايا الصادقة الحسنة في افعال الجماعة، ونحن كيمنيين شركاء في الوطن على استعداد لتقديم مانستطيعه لإنقاذ الوطن، ونحن على ثقة بأن السيد عبدالملك الحوثي سينحاز لما فيه مصلحة الوطن والمواطن الفرد مهما كانت التضحيات من جانبه.
ونظراً للطريق المسدود الذي علقنا به و مع استمرار التدهور في حياة المواطنين لا يوجد أمام السيد عبدالملك إلا خيارين، أولهما سحب الجماعة ولجانها من العاصمة ومن كل ما له علاقة بمؤسسات الدولة، وهذا خيار له منافعه لكن له مضاره، بأعتبار أن الاعوام الاربعة الماضية افقدت الدولة القدرة على ان تسيطر حتى على مؤسساتها في العاصمة، فستكون لقمة سائغة لأطراف مسلحة أخرى، وبالتالي لن تكون الدولة هي الوارثة لتلك السيطرة، والخيار الآخر هو إنتقال السيد عبدالملك الى صنعاء لمتابعة اعمال جماعته ومراقبتها والاستماع من اليمنيين لشكاويهم ضد ممارساتها وإنصافهم منها، وايضا ليقوم بالتحاور مباشرة مع الاطراف الاخرى، باعتباره صاحب النوايا الحسنة وباعتباره أيضاً صاحب القرار في الجماعة، فوجود السيد الآن في صعدة لا اجده يختلف كثيراً عن وجود هادي في عدن، فهما من اقصى الجنوب وأقصى الشمال يتنازعان على القرار في العاصمة، دون ان تشارك العاصمة في قرارها، والمخاوف الامنية التي تبعد السيد عبدالملك عن العاصمة تضآلت بعد ان سيطرت الجماعة على كل الاجهزة الامنية في الدولة، والنسبة المتبقية من تلك المخاوف يمكن للسيد عبدالملك مواجهتها فالقيادة بلاشك تتطلب قدر من الشجاعة والمغامرة اثبتت احداث الاعوام العشرة الماضية انها مما تتسم به شخصية السيد عبدالملك، ونتمنى ان يدرك السيد عبدالملك ان عدد كبير من قادة جماعته في صنعاء سيقولون له أي شيء، ويفعلون بنا كل شيء، لمنع قدومه الى صنعاء، وللحجر عليه من ان يتعامل مع الآخرين، لإدراكهم ان حضور الماء يُبطِل التيمم وان وجوده سيسقط نجوميتهم و يفقدهم نفوذهم.
فر هادي من اقامته الجبرية، وكذلك فعل الاحمدي والصبيحي، وتم رفع الاقامة عن بحاح والسعدي وقحطان، وحتى سام الاحمر تم الافراج عنه، جميع القياديين الذين احتجزتهم الجماعة وعزلتهم عن العالم تم الافراج عنهم، ولم يتبقى الا السيد عبدالملك الحوثي تحت الاقامة الجبرية التي تفرضها عليه جماعته، اطالب الجماعة ان تفرج عنه وان تستعيد من افرجت عنهم ان ارادت واستطاعت، الموضوع ليس هزليٌ او تهكمي، فمؤخراً وانا اتحدث مع قيادي مهم في الجماعة وانتقد ممارسات اللجان الشعبية والثورية وأطالبه بأن يكون لهم مثل قيّم واخلاق قائدهم السيد عبدالملك رد عليّ بكل ثقة قائلاً:"السيد طيب ومتسامح لو احنا مثله إننا مازلنا في صعدة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.