لا تستحق مدينة تعز كل هذا البؤس ولا يمكن لها ان تصبح يوما "قندهار" اخرى ولا وكرا لاي جماعة كانت.! يكفي تعز ما تعانية اليوم من حرب دخلت اتونها ولم تكن في الحسبان. لا يقبل العقل اليمني ان تتحول مدينة كتعز المصدرة للفكر المتمدن والثقافة الانسانية الى حاضنه للرجعيات المتشددة والمتطرفة يُستقطب اليها كل عتيق عفى عنه الزمن..فتعز ليست مسرح لتصفية الحسابات القديمة والجديدة معا..ولا يمكن جرها الى مزيد من المغامرات السياسية وتحشيد المتباغضين اليها لحسم معاركهم. اليوم يراد لتعز ان تدخل مرحلة جديدة من الصراع السياسي والديني لكن بشكل مغاير واسع النطاق والجبهات قد يشترك فيها طرفان هما "القاعدة وداعش" وذلك من اجل تغيير المعادلة العسكرية على الواقع بالاضافة الى المراهنة عليها سياسياً الدخول الى جنيف2 المزمع انعقادة منتصف الشهر الجاري. كل هذه النزوات الحقيرة على تعز لن تغيير من الامر شيء بقدر ما سيزيد الوضع تعقيدا اكبر مما هي عليه اﻵن، وبالتالي لا بد ان يُستفاد من ما يجري اليوم في "عدن" والتي صارت عناصر القاعدة وداعش فيها يملكون سلطة الامر الواقع. فبرغم من تواجد اربع قوى عسكرية عربية في عدن (سودانية واماراتية وسعودية وكولومبية) لكنها جميعها عجزت عن السيطرة التامة على عدن ولم تستطع تأمينها واخراج الجماعات المسلحة الارهابية منها. تعز بحاجة الى عقلائها وهم كثر لوقف هذا الدمار الذي بات يتوسع نحو ريفها بحيث تقبض زمام الامور في المحافظة بعيد عن المتصارعين وحتى لا تغرق اكثر في وحل الجماعات المسلحة.. وهذا يتطلب التجاوب من طرفي الصراع ودعمهما لاي مكون مستقل أكان سياسي او اجتماعي او عسكري او ثقافي لكبح جماح توسع القاعدة واعش شمالا..لان ذلك سيكون وبالا فوق وبال..واستبدال الخطر بما هو اخطر.!