قادتني الصدفة الى كنز في بيت الشيخ محمد بن ناجي الشايف لتكشف لي عن قصة اعتذار بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح و المفكر العربي الكبير الراحل محمد حسين هيكل .. حيث لمحت مجموعة من مؤلفات هيكل تتصدر واجهة مكتبة الشيخ الشايف ومهرت باهداء وتوقيع شخصي من هيكل للشيخ محمد بن ناجي الشايف . استغربت هذه العلاقة بين شيخ قبلي وكاتب عربي كبير , قبل ان يكشف لي الشايف تفاصيل قصة بين الشايف وهيكل وصالح ..تعود بداياتها الى العيد العاشر للجمهورية اليمنية , عندما وجهت دعوة رسمية من رئاسة الجمهورية لعدد من الكتاب والمثقفين العرب لحضور اليوبيل الفضي والذي حضره عدد من قادة الدول بينهم العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز .. غير ان هيكل اعتذر عن الحضور في اخر لحظة بعد ان علم انه تم صدور قرار بمنحه وسام الوحدة على غرار الاوسمة التي منحت آنذاك للكتاب والصحفيين العرب الذين ساندوا الوحدة اليمنية في كتاباتهم خصوصا خلال وبعد حرب صيف 94 . وجاء رفض هيكل للوسام لمبدأ يتبعه منذ ان كان السكرتير الصحفي للرئيس الراحل جمال عبدالناصر ورفض منحه الاوسمة من قبل اي من الرؤساء وفق فلسفة يتبعها الاستاذ الراحل في تعامله مع الرؤساء والحفاظ على استقلالية آرائه . ومرت الايام حتى اتصل الدكتور أحمد نجل محمد حسنين هيكل بالشيخ محمد ناجي الشايف يخبره بانه يريد زيارة اليمن ونصحه احد اصدقائه اليمنيين بالتواصل مع الشيخ الشايف لتسهيل زيارته الى مختلف المناطق اليمنية . ويضيف الشايف انه وفي احدى اتصالاته مع الرئيس السابق آنذاك اخبره بقدوم نجل هيكل الى اليمن , فطلب الرئيس صالح بضرورة احضاره اليه , وقال له انه مدين لهيكل باعتذار .. وتم اللقاء بين صالح والدكتور أحمد محمد حسنين هيكل في مكتب الرئيس صالح بمقر القيادة العامة للقوات المسلحة بالعاصمة , فتحدث صالح عن قصة رفض هيكل لوسام الوحدة , غير ان نجل هيكل رد عليه بانه جاء في اليمن للزيارة وان بإمكانه الاتصال بوالده مباشرة والاعتذار منه .. فرد صالح اذا الشيخ محمد ناجي الشايف يسافر الى مصر ويقدم اعتذاري للأستاذ هيكل . فكانت الزيارة وتم الالتقاء بين الشايف وهيكل اكثر من مرة .. ويقول الشيخ محمد بن ناجي الشايف انه كلما جلس الى هيكل فان حديثه لا يمل يتدفق بأفكار وحقائق ووقائع واحكام واستنتاجات وتنبؤات كنهر هادر .. ورجل استثنائي لن يتكرر .. ومنها عرفت سر العلاقة بين شيخ قبلي ومفكر عربي .. وقصة الاعتذار بين هيكل وصالح .