تلوح في الافق بوادر الحلقة الثانية من مسلسل الحرب اليمنية الداخلية والاقليمية مسرحها هذه المره الجنوب ايضا وسيعاد فرز القوى وتشكيل التحالفات طبقا للاهداف المرسومة لدى كل طرف وانطلاقا من مبداء لا عداوة دايمة ولا صداقة دايمة في السياسة. الحرب لها فصول متعددة وحلقات متتالية لكن الكل فيها خاسر ومن يراهن على تقوية نفوذه في اختلاق الازمات والمواجهات المسلحة لا يمكن ان يحقق نصرا موزرا لان اسواء الحروب هي الحروب الاهلية التي فيها الجميع خاسر المنتصر والمهزوم. افيقوا يا معشر اليمانيون وضعوا مصلحة بلدكم وشعبكم فوق كل الاعتبارات وقدموا التنازلات لبعضكم وعززوا شراكتكم الوطنية بالتفاهم والقبول بالاخر . يستطيع بعضنا افتعال الازمات والصراعات المسلحة لكنه بعد ذلك لا يستطيع اطفاءها كما بداها وقد تحرقه النار هوا نفسه. من يدعموكم من الخارج في المال والسلاح لهم مصالحهم لكن الدم الذي يهدر هو دمكم والبنية التحتية والتاريخ والحضارة التي تدمر هي لكم والاجيال التي تجهل هي اجيالكم وانتم الوحيدون الخاسرون. اليتامى والثكالى والمعاقين نفسيا وجسديا بسبب الحرب هم مسءوليتكم لوحدكم واسواء نتايج الحروب هي تدمير الانسان معنويا وفكريا وجعله الة للموت قاتل او مقتول او مشوه ومعاق فخافوا الله في انفسكم واوقفوا وابتعدوا عن سياسة خلق الازمات والتحضير لحلقات متتالية من الحرب تاكل الاخضر واليابس. ما تكسبونه من نفوذ واموال وسلاح بسبب الحرب لن يعوض ما تفقدوه من وحدتكم الداخلية الاجتماعية والسياسية وسيكون تحضير لما هوا اسواء ومن حرب الى حرب هنا وهناك ،وتحجج يقنع البسطاء ويجعلهم وقودا لحروب الانتهازيين السياسيين لن يبني لكم مستقبل امن ابدا بل ينذر بمزيد من الانتقام والتجهيل والتدمير الذي يصيب الجميع بلا استثناء.فهل تعقلون وتخافون الله في وطنكم وشعبكم؟