محمد الجرادي - - باستماتة ملفتة يتولى «الاصلاح» اليوم الذود عن حياض »الاشتراكي« ويدافع عنه، بل وصل الحال ب«الاصلاح» الى أن يتولى فبركة مبررات لأخطاء الاشتراكي وهي أخطاء جسيمة ما كان للأخير أن يقترفها لولا أن الأول كان لاعباً أساسياً في دفعه إليها.. أو طرفاً مؤثراً بأدواته الفكرية الدينية التي حسمت الى حدٍ كبير مسألة وصول الاشتراكي الى هذه الحالة المنهكة والمفككة الأوصال. - هذا الموقف الذي تسجله قيادة الاصلاح في المرحلة الراهنة هو في حقيقة الأمر لا ينطلق من كونه «خيار».. إنه ضرورة انتخابية فحسب.. وإلاّ ماذا يعني أن يؤجل الاصلاح موقفه هذا منذ طارت من يديه كعكة الائتلاف »ديمقراطياً« في انتخابات 79م. أقول لا يتعدى هذا الموقف الضرورة الانتخابية.. وهو ما أكده رئيس الهيئة العليا للاصلاح الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في احدى مقابلاته الصحفية.. إذ أكد أن العلاقة بين الاصلاح والاشتراكي هي علاقة انتخابية. - ومهما عمدت قيادة الاصلاح الى تطمين الاشتراكي بموقفها الحالي فإنها بإصرارها واستماتتها على تنفيذ أو نفي كل صغيرة أو كبيرة مما يقال عن خلافات بين الطرفين على وجه التحديد، إنما تؤكد صدق ما تحاول تفنيده أو نفيه! وليس أدل على ذلك مما جاء على لسان رئيس الدائرة السياسية للاصلاح والناطق الرسمي ل«المشترك».. فقد نقلت «ناس برس» عن قحطان تقليله من شأن الترويجات الاعلامية بخصوص وجود خلافات أو بوادر خلافات بين أحزاب المشترك. على فكرة «الاصلاح» حين يتحدث عن اللقاء المشترك فهو لا يتحدث في الحقيقة إلاّ عن نفسه أولاً ومن ثم الاشتراكي، أما عن بقية الأحزاب الأخرى «الناصري، القوى الشعبية، الحق»، فإن «الاصلاح» لا يعتبرها رقماً واسألوا أمين عام الاصلاح عبدالوهاب الآنسي! وحتى لا أكون متجنياً، لاحظوا تصريحات الناطق الرسمي للمشترك فهو في آخر تصريحاته يقول إن «تطور الزمن يفرض على الاصلاح و"المشترك" التطور معه ". و" العطف»، ليست اعتباطية، أو عفوية هنا، وبالتالي يجوز لنا بهذا المفهوم الاصلاحي أن نصف بقية الأحزاب في اللقاء المشترك ب«الأحزاب المعطوفة على ما قبلها»!!