قالت مصادر مقربة من قيادات في مليشيا الحوثي الانقلابية، إن محافظ محافظة الجوف، أمين العكيمي، يتفاوض، بشكل سري، مع المليشيا، لتسليمها محافظة الجوف، مقابل إبقائه في منصبه، وحصوله على امتيازات أخرى.. وهو ما كان الصحفي جلال الشرعبي قد كشفه أمس في تغريده على صفحته "تويتر" وأعدنا نشرها في "يمن الغد". وأفادت المصادر أن "العكيمي" أرسل، أمس الأول، ابنه العميد حميد أمين العكيمي، قائد اللواء 155 مشاة، إلى صنعاء، لمواصلة التفاوض مع قيادة مليشيا الحوثي، بشأن التسوية، التي بدأت بتفاوض غير رسمي قام به مع أمين العكيمي أشخاص مما يُعرف ب "الأشراف"، الذين يسكنون الجوف، وينتمون إلى ذات السُّلالة التي ينتمي إليها عبدالملك الحوثي. وأوضحت المصادر أن المعلومات الأمنية/ الاستخبارية تقول إن العميد حميد أمين العكيمي وصل بالفعل إلى صنعاء، في زيارة سرية، واستقبلته قيادات من مليشيا الحوثي، وأنزلته في فندق سبأ، والتقى قيادات رفيعة من المليشيا وتفاوض معهم بشأن تسليم الجوف، ومطالب والده مقابل ذلك. وقالت المصادر: "حميد أمين العكيمي وصل صنعاء مكلفاً من والده بالتفاوض بشأن تسليم الجوف لمليشيا الحوثي، مقابل مطالب عدة، بينها الإبقاء على والده محافظاً للمحافظة". وأضافت المصادر: "أمين العكيمي تواصل هاتفياً، في التاسعة من مساء الثلاثاء الفائت، مع سلطان السامعي، عضو ما يسمى المجلس السياسي للحوثيين، وعلمنا أن العكيمي طلب، في الاتصال، ضمانات كافية له للتعاون مع الحوثيين، وتسليمهم الجوف، ووعده السامعي بأن يتواصل، ذلك المساء، مع عبدالملك الحوثي، ويبلغه بالأمر". وتابعت: "واليوم (أمس) التقى، في فندق سبأ، القيادي الحوثي أبو علي الحاكم بنجل أمين العكيمي، وناقشا عرض العكيمي الأب، والضمانات التي يطالب بها مقابل تسهيل دخول مليشيا الحوثي إلى محافظة الجوف دون قتال. وحضر اللقاء عبدالكريم الحوثي، وزير الداخلية في حكومة الحوثيين، وعم عبدالملك الحوثي، وحضور ابن عبدالله الرزامي، القيادي الميداني في الجماعة، وأحد مؤسسي جناحها العسكري". وأمس، قال، في "تويتر"، ناشطون وإعلاميون مقربون من أمين العكيمي، إن الأخير التقى، أمس الأول، بشخصيات من "أشراف الجوف"، المواليين لمليشيا الحوثي الانقلابية، الذين طلبوا منه (من العكيمي) السماح لهم بالعودة إلى منازلهم في المحافظة، والتزموا له بعدم مشاركتهم، مرة أخرى، في القتال في صفوف المليشيا ضد قوات الجيش. وشَكَّك ناشطون وإعلاميون، في "تويتر"، بتلك الرواية، وقالوا إن "العكيمي" عقد اتفاقات مع قيادات حوثية في المحافظة تتضمن تبادل الأسرى، والتموضع في مناطق محددة لم يحددها المغردون. وتربط أمين العكيمي بمليشيا الحوثي "علاقة طيبة"، حتى أن المليشيا عندما اجتاحت محافظة الجوف، بعد عام 2014، لم تقترب من أملاكه ومنازله، ولم تهدم أياً من بيوته. وكان مصدر مطلع قال ل"الشارع"، إن "التحالف العربي"، بقيادة المملكة العربية السعودية، رَتَّبَ، العام الفائت، لفتح جبهة قتال تتجه من محافظة الجوف إلى مديرية حرف سفيان، التابعة لمحافظة عمران، بهدف توسيع المعارك ضد مليشيا الحوثي، وفصل صعدة، من جهة، عن صعدة، وعمرانوصنعاء، من جهة أخرى. وأوضح المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن "العكيمي" اعترض، حينها، على فتح جبهة القتال تلك، ولم يسمح لقوات من "الشرعية" دخول الجوف للقيام بالمهمة، وعندما ناقشه ضابط سعودي في الأمر، لم يُقَدِّم أي مبرر، واكتفى بالقول: "الله في السماء، وأمين العكيمي في الجوف".