علمت منذ اللحظة الأولى لقبولها بطولة المسلسل، حجم الهجوم الذي قد تتعرض له بسبب الشخصية التي تجسدها فيه، لكنها لم تبال بذلك، يدفعها الاصرار على تقديم كل ما هو جديد، والرغبة في اختراق عالم المحظور في فن التمثيل. المسلسل هو "صرخة أنثى" الذي تقوم ببطولته الفنانة داليا البحيري، وتطرح من خلال الدور الذي ستؤديه قضية التحول الجنسي. «الشرق الأوسط» التقت داليا في القاهرة وحاورتها حول العديد من التساؤلات والتعليقات التي طرحها عدد من الاقلام الصحافية حول الشخصية التي تجسدها. وفيما يلي نص الحوار. تعودين للدراما التلفزيونية بمسلسل "صرخة أنثى"، ما الذي استهواك لتكرار التجربة بعد مسلسل "علي يا ويكا" مع النجم مصطفى قمر؟ - عرض عليّ العديد من الأعمال بعد "علي يا ويكا" كانت أفكارها ومحاورها متشابهة، فكنت أرفض، لأنني لا أسعى للوجود في أي عمل فني إذا لم يكن يضيف لي الجديد ويدعم وجودي في عالم التمثيل. ولما عرض عليّ المؤلف محمد الغيطي، الذي قدمت معه رمضان الماضي المسلسل الاذاعي "نور والعفاريت" مع المخرج محمد فاضل، فكرة مسلسل"صرخة أنثى"، انبهرت بها ووافقت على المسلسل الذي شعرت بأحداثه تستفز قدراتي التمثيلية كفنانة. فعرضت الفكرة على المنتجة ناهد فريد شوقي فوافقت على إنتاج المسلسل. وتضيف داليا موضحة: جرأة المسلسل تكمن في أنه يناقش قضية حساسة وجريئة وشائكة جداً وهي كثيراً ما تسترنا عليها رافضين الخوض فيها. هذه القضية هي قضية التحول من جنس إلى آخر. والحقيقة أنه عند الاعلان عن فكرة المسلسل سمعت الكثير من التعليقات التي انتقدت الفكرة ووصل الأمر بالبعض الى حد القول بأنها فكرة مسيئة للمجتمع وتشجع على الفجور. وهو كلام بالطبع غير صحيح لعدة أسباب أولها أنها قضية علمية ونفسية في المقام الأول، يجب تسليط الضوء عليها، والسبب الثاني يعود الى ان الكثير من أصحاب تلك الحالات يواجهون العديد من المشكلات في حال تفكيرهم في إجراء العمليات الجراحية الخاصة بالتحول. فإلى متى نصمت على تلك الظاهرة؟ أما الأرقام فهي تؤكد أن أكثر من 10% من المواليد في العالم العربي يعانون من اضطرابات هورمونية واحد أشكال هذه الاضطرابات هي اضطراب الهواجن وهم الذين لديهم تشوه معين في الاعضاء التناسلية. ويترتب عليه أن يعيشوا جانبا من حياتهم بشكل بعيد عن حقيقتهم. ونحاول من خلال المسلسل مناقشة الموضوع بشكل يدفع الناس للتعاطف مع هذه الحالات وعدم السخرية منها. وهل هناك بعض الاستعدادات الخاصة الموجهة لدورك في هذا المسلسل؟ فهل قمت مثلا باستشارة رأي الطب والدين قبل أداء هذه الشخصية؟ - بالطبع لدي الكثير من الاستعدادات قمت بها أنا والمؤلف والمخرج حتى نقدم للمتفرج عملا فنيا مثيرا للاهتمام. نحن لا نتكلم عن الجنس الثالث، بل نتكلم عن حالات مرضية لديها تشوهات عضوية، تجعل الناس تعتقد أنهم غير جنسهم. ولهذا كان من الضروري معرفة كافة التفاصيل المحيطة بتلك القضية. فمن الناحية النفسية لجأنا الى الدكتور خليل فاضل الذي قام بمراجعة أحداث المسلسل. كما لجأنا الى علماء الدين لمعرفة الحالات التي يوافق فيها الدين على عملية التحول. كما حاولت التواصل مع حالات مشابهة الا أن ذلك كان صعباً لأن معظمهم لا يحب التصريح بحالته. سبق للسينما مناقشة تلك القضية في فيلم "الآنسة حنفي" الذي قام ببطولته إسماعيل ياسين، وانتهاء بفيلم "السادة الرجال" لمعالي زايد. ألا تخشين المقارنة مع تلك الأعمال الفنية؟ - على الإطلاق، فلا يوجد وجه للمقارنة لأن كلا التجربتين تنتمي للكوميديا. في حين ان المسلسل الجديد يطرح القضية بكل عمقها النفسي والاجتماعي لتغيير الصورة النمطية التي رسخت عن تلك الحالات. تعلمين أن فكرة المسلسل قد تدفع البعض للهجوم عليك وانتقادك بصفة شخصية. ألا تخشين ذلك؟ - بالطبع أتوقع الهجوم، لكن الفنان الحق لديه رسالة تنوير لا بد من القيام بها. فإذا لم نناقش تلك القضايا ونطرحها للجمهور، فمن سيناقشها؟ أنا لست قلقة من الهجوم لأننا لا نتحدث عن حالات منحرفة، لكننا نتحدث عن مرضى يعيشون بيننا ويعانون من الصمت المطبق فهم في حاجة ماسة لطرح مشكلتهم. فكرة المسلسل كانت مرفوضة من قبل الرقابة منذ 7 سنوات قبل الموافقة عليه. هل أنت مع الدعاوى التي تطالب بإلغاء سلطة الرقابة؟ - لا أنا لست مع فكرة إلغائها. أما التعنت الذي قوبل به المسلسل، فيعود إلى أنه لم ُيقرأ بطريقة صحيحة. فبمجرد علم الرقباء بالفكرة، رفضوها وخافوا من تنفيذها. ولكن عندما استوعبوا الأمر وافقوا عليه. من المقرر عرض المسلسل في رمضان المقبل. ألا تخشين منافسة كبار النجمات الموجودات بقوة على الساحة الرمضانية هذا العام؟ - لم أفكر في هذه المسألة. وبصراحة لا أستطيع منافسة نجمة ك"يسرا" أو"إلهام شاهين" أو "نادية الجندي"، فهؤلاء النجمات ذوات خبرة وباع طويل في عالم التمثيل منذ سنوات. إلا أن موضوع وفكرة وجودة كل عمل هي التي ستحدد مدى الاقبال الجماهيري عليه. وماذا عن فيلمك "جوبا" الذي تؤدينه مع مصطفى شعبان؟ - الفيلم يدور في إطار يجمع بين الرومانسية والحركة. ويدور حول قصة حب تجمع بين البطلة التي أجسد دورها وبين مصطفى شعبان الذي يجسد دور قناص. حيث تكون البطلة محل اهتمامه، وتربط بينهما قصة حب.