نفى اليمن على لسان نائب رئيس حكومته لشؤون الدفاع والأمن رشاد العليمي أن تكون أجهزته الأمنية قد علمت عند مقدم النيجيري عمر فاروق عبد المطلب ، المتهم بمحاولة تفجير طائرة الركاب الأمريكية للدراسة فيها ، أنه على اتصال بجماعات إرهابية ، قائلا وإلا لكانت وضعته ضمن القائمة السوداء والمطلوبين أمنيا " ، مبررا ذلك بالقصور في تبادل المعلومات الأمنية بين اليمنونيجيريا . و أعلن العليمي في مؤتمر صحفي له اليوم أن عمر جاء إلى اليمن في 2004 ومكث فيها إلى 2005 لدراسة اللغة العربية ثم بحسب المعلومات التي حصل عليها سافر إلى بريطانيا ، قائلا إنه حلال الفترة التي كان فيها في اليمن لم يلاحظ عليه أي ميول أو سلوكيات تنم عن أفكار متطرفة ، مشيرا إلى اعتقاده بأن النيجيري عبد المطلب تم استقطابه من خلال الجماعات المتطرفة في بريطانيا كما أنه وحين عودته إلى اليمن في ديسمبر 2009 لم تبلغ الأجهزة الأمنية اليمنية بملاحظة بعض التغيرات في سلوكه . وكشف العليمي بحسب معلومات تلقتها اليمن ووفق بيان أصدره المدعي العام الهولندي قبل 48 ساعة بأن المتفجرات التي ضبطت بحوزة النيجيري أثناء محاولته تفجير الطائرة كان حصل عليها من نيجيريا وليس من اليمن ، مضيفا لأنه غادر من اليمن ثم إلى أثيوبيا ثم إلى غانا ثم إلى نيجيريا ، مشيرا إلى أنه تم الترتيب للعملية التي كان سيقوم بها في نيجيريا ورصد له تواصل مع عناصر من تنظيم القاعدة ومن بينهم القيادي في التنظيم ناصر العولقي في محافظة شبوةاليمنية وفي وادي رفض على وجه التحديد . وفي سؤال له عن موقف اليمن من تصريحات مسؤولين دوليين مؤخرا ومنهم رئيس الوزراء البريطاني براون بأن اليمن دولة فاشلة ، أجاب العليمي أن ما فهم من تصريحات براون على الرغم من اعترافه بعدم ضلوعه في اللغة الانجليزية أنه قال أنه قال إن اليمن في طريقها إلى الفشل أو السقوط ولم يقل أن اليمن دولة فاشلة ، مؤكدا أن اليمن قادرة على مواجهات كل التحديات السياسية والأمنية بالتفاف كل اليمنيين وبالدعم الإقليمي و الدولي ، مستدركا للصحفي الذي وجه له السؤال بإمكانك أن تعود إلى اليمن بعد 3 أعوام لترى أنه مازال صامدا وقد واجه في السابق تحديات أكبر من التي تواجهه اليوم . وأضاف العليمي منذ 11 عاما رشحت اليمن كأحد الدول التي تعد ملاذا آمنا لتنظيم القاعدة وصنفت الدولة الثالثة بعد أفغانستان وباكستان كبيئة مناسبة لأنشطة تنظيم القاعدة ومنذ تلك الفترة استطاعت اليمن مواجهة تحديات القاعدة و أحبطت 16 هجوما له من 61 هجوما تبناه التنظيم ، مشيرا إلى اليمن قدم المئات من عناصر القاعدة إلى المحاكم وأن هناك البعض منهم في السجون . وتحدث العليمي عن تمكن الحكومة اليمنية من أعادة المئات ممن كانوا في طور التفكير و الاقتناع بفكر القاعدة عبر إجراء حوار معهم إلى رشدهم ، قائلا إنهم اليوم يعيشون بيننا كمواطنين صالحين ، مشيرا إلى أن القاعدة تستغل القضايا ذات المواقف الدينية والإسلامية لإقناع الناس بتقبل مخططاتها وأفكارها وعملياتها ، مذكرا بالخلفية التاريخية لتنظيم القاعدة وسفر الآلاف من اليمن إلى أفغانستان وبمباركة الولاياتالمتحدة في حقبة ما كان يعرف بالجهاد ضد السوفيت . ونفى العليمي وجود تعاون أمريكي مباشر في الضربات التي توجهها اليمن للقاعدة ، مؤكدا أن العمليات التي وجهتها أجهزة الأمن اليمنية ضد القاعدة هي بقرار وطني و بقوات يمنية مائة بالمائة ، و أن أوجه التعاون بين اليمن وحلفائه في هذا الإطار يقتصر على المغلزمات ، مشيرا إلى أن الدعم الأمريكي المطلوب لمكافحة الإرهاب في اليمن هو تدريبها لعناصر وحدة مكافحة الإرهاب وتزويدها بالأسلحة والمعدات القتالية اللازمة . كما نفى قاطعا أن يكون النيجيري قد تلقى تعليمه في جامعة الإيمان التي يرأسها الشيخ عبد المجيد الزنداني الذي يعد ضمن المطلوبين أمنيا لأمريكا والتي كان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح طالب في عدة مناسبات أمريكا بشطب اسمه من قائمة المطلوبين مشيرا إلى أن النيجيري تلقى تعليمه في معهد صنعاء للغة العربية ، كما سخر من سؤال وجهه له أحد الصحفيين الأمريكان عن سبب عدم إلقاء القبض على الزنداني ، قائلا إن الزنداني من الشخصيات الاجتماعية والسياسية اليمنية ومواقفه المدينة و الرافضة لفكر ومخططات القاعدة معروفة . المختطفون الألمان وعن أوضاع المختطفين الألمان الستة الذين تم اختطافهم في محافظة صعدة منذ ما يزيد عن 3 شهور ، أعرب العليمي عن أسف الحكومة اليمنية لما حدث لهم وهم يؤدون واجبهم ، مؤكدا أنهم ما يزالون على قيد الحياة ، و أنه تم إنشاء غرفة عمليات مشتركة يشارك فيها بريطانيون و ألمان إلى جانب مسؤولون يمنيون تتابع كل المعلومات المتعلقة بالأسرة الألمانية . و أشار العليمي إلى أن معلومات تلقاها الأمن اليمني تقول بوجود الألمان المختطفين في 3 محافظات يمنية متوقعة هي الجوف ومأرب و صعدة و أن معلومات استخباراتية تحدثت عن وجودهم في منطقة قبلية في إحدى المحافظات المذكورة وهناك تحفظ في مداهمتها والقيام بعملية عسكرية لتحريرهم خوفا على سلامتهم وضمان خروجهم أحياء . و أضاف عن معلومات استخباراتية أخرى أن المختطفين الألمان موجودون لدى المتمردين الحوثيين في صعدة الذي يقومون بالاستفادة منهم من خلال استخدامهم في معالجة جرحاهم في الحرب ، مشيرا في السياق إلى وجود تنسيق وتعاون بين الحوثيين و تنظيم القاعدة لأن المختطفين تم اختطافهم في منطقة تابعة للحوثيين ، على حد قوله . النفس الأخير وعن معركة الحسم ضد جماعة المتمردين الحوثيين قال العليمي إن الحوثيين يلفظون أنفاسهم الأخيرة ، ودعاهم إلى انتهاز فرصة دعوة الرئيس صالح إلى وقف إطلاق النار والالتزام بالشروط الستة التي وضعتها الحكومة . محاولة اغتيال الأمير نائف وكشف العليمي في مؤتمره الصحفي عن ضلوع شخص باكستاني وآخر سعودي في الترتيب لمحاولة اغتيال الأمير نائف موضحا أن تأكيدات تشير بمقتلهما في الغارة التي شنها الطيران اليمني على قرية المعجلة بمحافظة أبين و استهدفت خلالها أحد معسكرات التنظيم . و أكد في السياق " أن التعاون الأمني بين اليمن والسعودية تعدد أوجهه كتبادل المعلومات والخبرات وغير ذلك مما يسهم في حماية أمن وسيادة البلدين الشقيقين " .