رأى محللون ان المساعدة العسكرية الغربية لليمن غير كافية لتمكين هذا البلد من استئصال تنظيم القاعدة، داعين الى تدخل اميركي محدد على الرغم من التحفظات التي تبديها صنعاء علنا. وراى المحلل العسكري رياض قهوجي لوكالة فرانس برس ان الجيش اليمني لا يملك القدرات ولا التدريب اللازم للاستفادة من المساعدة العسكرية التي تقدمها له الدول الغربية في حربه على القاعدة. وتابع قهوجي الذي يرأس مؤسسة التحليل العسكري للشرق الادنى والخليج ومقرها دبي "ان اسلحة ذكية (يستخدمها الغرب) في العمليات المحددة الاهداف التي يشنها على مواقع للقاعدة". واضاف ان عتاد الجيش اليمني بما فيه الطائرات المقاتلة السوفياتية الصنع باغلبها، لا تتلاءم مع ذاك النوع من الاسلحة. كما تحفظت الخميس على شن الولاياتالمتحدة اي عملية مباشرة على اراضيها الى جانب قواتها في اطار مطاردة عناصر القاعدة. واعتبر نائب رئيس الوزراء اليمني راشد العليمي الخميس ان تدخل الولاياتالمتحدة او قيامها باعمال مباشرة يمكن ان يقوي تنظيم القاعدة ولا يضعفه. واضاف ان "الاجهزة الامنية قادرة على مواجهة كافة التحديات والقضاء على كافة الارهابيين وملاحقة العناصر المطلوبة وتقديمهم للقضاء"، مشيرا الى ان "الدعم المطلوب من اميركا متعلق بالدعم في مجال التدريب والتأهيل وتقديم الاسلحة والمعدات لوحدات مكافحة الارهاب". واوضح الخبير في شؤون الجماعات الاسلامية ضياء رشوان لوكالة فرانس برس ان اي تدخل عسكري اجنبي مباشر ستكون عواقبه سلبية على الرأي العام اليمني، الحذر اصلا حيال الحكومة التي تخوض حربا على تمرد الحوثيين شمال البلاد وتواجه تيارا انفصاليا في الجنوب. واقر رشوان بان اليمن لا يملك وسائل القضاء على القاعدة، معتبرا ان "حجم التعبئة الدولية للمطالبة بمكافحة القاعدة في اليمن غير متكافئة مع خطورة الشبكة في البلاد". وتابع ان نشاطات فرع القاعدة في بلاد المغرب العربي اكثر خطورة من فرعها اليمني لكنها لم تثر الاهتمام الدولي نفسه، واضاف انه يتوقع ان "تشن القوات الخاصة الاميركية عمليات واسعة النطاق محددة الاهداف" في اليمن. واكد البنتاغون الخميس ان الولاياتالمتحدة تحترم سيادة اليمن وان دورها يقتصر على توفير المعلومات الاستخباراتية والتدريب. غير ان الناطق باسم البنتاغون براين ويتمان اكد للصحافيين انه لن يطلق "اي تكهنات" بشأن عمليات عسكرية مستقبلية، مشددا على ان واشنطن ستواصل "السعي لايجاد طرق لمساعدة الدول التي ترغب في مواجهة التهديدات الارهابية داخلها". وافاد تلفزيون "سي بي اس" الاميركي السبت ان هجومي 17 و24 كانون الاول/ديسمبر اللذين استهدفا مواقع للقاعدة في اليمن واسفرا عن مقتل اكثر من 60 شخصا، هما من تنفيذ الولاياتالمتحدة، فيما تتكاثر التكهنات حول احتمال فتح جبهة جديدة في الحرب على الارهاب في اليمن. واعتبر المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) بروس ريدل "ان كل من يريد تدخلا عسكريا اميركيا مباشرا في اليمن عليه ان يفحص صحته العقلية". وقال قهوجي "من غير المرجح ان ترسل الولاياتالمتحدة جنودا الى اليمن على ما فعلت في العراق او افغانستان".