بينما دعا خبراء ومتخصصون في شؤون الشرق الأوسط اليوم الجمعة إلى قيام الولاياتالمتحدةالأمريكية بتنفيذ "تدخل محدود" في اليمن لمساعدتها في القضاء على تنظيم القاعدة باعتبار سلطات صنعاء غير قادرة على القضاء عليها بمفردها. أكدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إن الولاياتالمتحدة تحترم سيادة اليمن وأن دورها يقتصر على توفير المعلومات الاستخباراتية والتدريب. وذكر راديو سوا الأمريكي إن الناطق باسم البنتاغون براين ويتمان أكد أنه لن يطلق "أي تكهنات" بشأن عمليات عسكرية مستقبلية، مشدداً على أن واشنطن ستواصل السعي لإيجاد طرق لمساعدة الدول التي ترغب في مواجهة التهديدات الإرهابية داخلها. من جهته، قال رئيس مؤسسة التحليل العسكري للشرق الأدنى والخليج ومقرها دبي رياض قهوجي إن الجيش اليمني لا يملك القدرات ولا التدريب اللازم للاستفادة من المساعدة العسكرية التي تقدمها له الدول الغربية في حربه على القاعدة. وأضاف أن عتاد الجيش اليمني بما فيه الطائرات المقاتلة السوفياتية الصنع بأغلبها، لا تتلاءم مع الأسلحة الذكية التي تستخدمها القوات الغربية في عملياتها. واعتبر قهوجي أنه "من غير المرجح أن ترسل الولاياتالمتحدة جنودا إلى اليمن على ما فعلت في العراق أو أفغانستان". وترفض الحكومة اليمنية قيام الولاياتالمتحدة بشن أي عملية عسكرية مباشرة على أراضيها ضد عناصر القاعدة وتصر على قصر الدور الأميركي على توفير العتاد والتدريب. وقال نائب رئيس الوزراء اليمني رشاد العليمي أمس الخميس إن تدخل الولاياتالمتحدة أو قيامها بأعمال مباشرة يمكن أن يقوي تنظيم القاعدة بدلا من أن يضعفه. وأضاف أن "الأجهزة الأمنية اليمنية قادرة على مواجهة كافة التحديات والقضاء على كافة الإرهابيين وملاحقة العناصر المطلوبة وتقديمها للقضاء"، مشيرا إلى أن "الدعم المطلوب من أميركا متعلق بالدعم في مجال التدريب والتأهيل وتقديم الأسلحة والمعدات لوحدات مكافحة الإرهاب اليمنية". ومن ناحيته، قال الخبير في شؤون الجماعات الاسلامية نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية في مؤسسة الأهرام المصرية ضياء رشوان إن أي تدخل عسكري أجنبي مباشر ستكون عواقبه سلبية على الرأي العام اليمني الذي ينظر بحذر إلى الحكومة. وأقر رشوان بأن اليمن لا يملك وسائل القضاء على القاعدة، معتبرا أن "حجم التعبئة الدولية للمطالبة بمكافحة القاعدة في اليمن غير متكافئة مع خطورة الشبكة في البلاد". وتابع أن نشاطات فرع القاعدة في بلاد المغرب العربي أكثر خطورة من فرعها اليمني لكنها لم تثر الاهتمام الدولي نفسه، معربا عن إمكانية قيام القوات الخاصة الأميركية بشن عمليات واسعة النطاق "محددة الاهداف" في اليمن.