أكد الاتحاد الأوروبي استعداده العمل مع الأطراف الدولية والإقليمية وفي مقدمها المملكة العربية السعودية من أجل مساعدة اليمن على تعزيز استقراره الداخلي. وذكر دبلوماسي أوروبي ل "العربية.نت" في بروكسل أن اللجنة السياسية والأمنية في الاتحاد بحثت في اجتماعها أمس الأربعاء مختلف أشكال الدعم التي ستعرضها الممثلة السامية للسياسة الخارجية والأمنية كاثرين اشتون في الاجتماع الدولي في لندن بعد أقل من أسبوعين. وتشتمل الخطة الأوروبية على مساعدات أمنية واستخباراتية لتدريب القوات اليمنية على مكافحة الإرهاب وتزويدها بالعتاد الحديث. وتحوي أيضا "مقاربة شاملة تدمج العناصر السياسية والأمنية والإنمائية". وشاركت أجهزة الدول الغربية في تتبع أثر الشاب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب من أفريقيا إلى الولاياتالمتحدة مرورا باليمن وأوروبا. وهو مشتبه به في محاولة تفجير الطائرة الأميركية "نورث وست" في رحلتها من امستردام إلى ديترويت في 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وأكدت اشتون أن محاولة تفجير الطائرة الأميركية "ذكَرت مرة أخرى بأن أمن الأوروبيين يتعرض للخطر إذا لم تساعد أوروبا دولا مثل اليمن حيث يواجه تحديات متعددة في الوقت نفسه". وقالت في مداخلة أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ ليل الثلاثاء الأربعاء بأن "لا أحد يقبل وجود منطقة تشكو من غياب القانون وتقع على مقربة حيث تمتد من القرن الأفريقي حتى أفغانستان". وشددت الممثلة السامية الأوروبية على أهمية "مساهمة الأطراف الإقليمية وفي مقدمها المملكة العربية السعودية في الجهد الجماعي لمساعدة اليمن"ورأت أن مؤتمر لندن يوفر مناسبة "إدماج السعودية والولاياتالمتحدة و آخرين في إقامة حوار دولي بناء حول اليمن ومع اليمن". ويعتقد الاتحاد الأوروبي أن المساعدات الخارجية مهما كان حجمها لا يمكنها تعويض دور الحكومة اليمنية. وأوضحت أشتون أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح كان أكد "التزامه بالحوار الوطني مع مختلف الأطراف من أجل تحقيق وفاق وطني يأخذ في الاعتبار مصالح كل منها". وأكدت المسؤولة الأوروبية "وجوب أن تدعم المجموعة الدولية مثل هذا الحوار حيث يمثل الطريق الوحيد نحو الخلاص". وقالت إن "الارهاب يستقطب كافة الجهود الآن لكنه يمثل واحدا من تحديات كثيرة مترابطة" في اليمن حيث يواجه "انعدام الاستقرار في الشمال على خلفية النزاع مع المتمردين الحوثيين واستمرار النزاعات في مناطق أخرى حول الموارد الطبيعية (الأراضي والمياه) بالإضافة إلى التوتر المتواصل في الجنوب حيث يشعر أهله بأنهم مهمشون منذ توحيد البلاد في 1991". ورأت أن الحكومة تمكنت بشكل عام من الحفاظ على استقرار البلاد "لكن تراجع عوائد النفط جعلها تواجه المزيد من الصعوبات من أجل ضمان سيطرتها على تراب اليمن ووحدته". ويواجه اليمن الآن "الإرهاب الجهادي" بعد أن كان يواجه تداعيات مخاطر القرصنة في خليج عدن وأنشطة التهريب والهجرة وتهريب الجنس البشري من القرن الأفريقي. ويعد اليمن ضمن الدول الأكثر فقرا في العالم ويتميز الهرم السكان بالنمو السريع واتساع نسبة السكان الشبان. وتعتقد الممثلة السامية الأوروبية أن "الوفاق السياسي الداخلي الشامل لا يزال بعيد المنال". وقالت إن "بروز القاعدة في اليمن دليل عمق المشاكل حيث ترتبط التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأمنية وتطرح بحدة. لذلك فهناك حاجة إلى مقاربة شاملة. ومن المهم أن تهيء الحكومة اليمنية قدراتها من أجل تلبية حاجيات مواطنيها في أنحاء البلاد". وأكدت أن الاتحاد الأوروبي سيقترح خلال مؤتمر لندن زيادة مساعداته لليمن بنسبة ثلاثين في المائة خلال الفترة 2011-2013 وسيواصل من ناحية أخرى توفير معونات الإغاثة الانسانية. وكان الاتحاد الأوروبي وضع اليمن في خريف العام الماضي ضمن "أولويات مكافحة الإرهاب ووضع مقاربة شاملة لبناء مؤسسات الدولة والتنمية". وأكد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم في 27 تشرين الأول (أكتوبر) 2009 استعدادهم "لزيادة مساعدة اليمن خاصة في المسائل الأمنية منها ومسائل مكافحة الإرهاب ومراقبة الحدود وتجارة الأسلحة الخفيفة"، ودعم الاتحاد "لوحدة اليمن واستقراره"، وأشاروا إلى "واجب الحكومة اليمنية العمل على حماية سلامة وأمن كل مواطنيها". وطالب الوزراء بوقف إطلاق النار في شمال البلاد وتأمين حرية عمل المنظمات الانسانية. وتذكر إحصاءات المفوضية العليا للاجئين بأن عدد المشردين جراء النزاعات داخل اليمن واللاجئين من القرن الأفريقي بلغ 175.400 في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.