قالت الولاياتالمتحدةوألمانيا يوم السبت انهما لا يريان أي علامة على أن طهران ستقدم تنازلات بشأن برنامجها النووي على الرغم من تصريحات منوشهر متكي وزير خارجية ايران المتفائلة بشأن الاحتمالات قوية للتوصل لاتفاق. وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس انه لا يعتقد أن الاتفاق قريب بشأن اقتراح بمبادلة اليورانيوم الايراني منخفض التخصيب بوقود مخصب بدرجة أعلى يمكن لايران استخدامه في مفاعل أبحاث في طهران ينتج النظائر الطبية. ومن شأن التوصل لاتفاق على مبادلة الوقود تحقق تقدم كبير في النزاع الدائر منذ فترة طويلة حول برنامج ايران النووي الذي يخشى الغرب من أنه قد يستخدم لانتاج قنبلة ذرية. وكان متكي قال يوم الجمعة ان ايران ترى احتمالات قوية للتوصل لاتفاق لكنه أعاد تأكيد شرطين قد يكونا عقبتين كبيرتين في سبيل الاتفاق وهما أن أي مبادلة للوقود يجب أن تكون متزامنة وأن ايران ستحدد الكميات التي ستتم مبادلتها. وقال وزير الخارجية الايراني يوم السبت انه عقد "اجتماعا جيدا جدا" مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن خطة لمبادلة اليورانيوم الايراني منخفض التخصيب بوقود نووي اعلى تخصيبا. واضاف متكي في مؤتمر صحفي في مؤتمر الامن السنوي في ميونيخ "عقدت اجتماعا جيدا جدا اليوم من السيد (يوكيا) امانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية . ناقشنا وتبادلنا الاراء بشأن مجموعة واسعة من القضايا .. الاراء بشأن الاقتراح المطروح على الطاولة." وقال جيتس الذي تحدث قبل اجتماع متكي وامانو لصحفيين في أنقرة حيث التقى بقادة أتراك "لا أشعر أننا نقترب من اتفاق." واجتمعت القوى الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي بالاضافة الى ألمانيا يوم الجمعة لبحث الجهود المبذولة لاقناع ايران بتعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي تقول طهران انه لاغراض سلمية ولكن الصين أوضحت أنه من المبكر جدا بحث فرض عقوبات أخرى. واشار دبلوماسي صيني الى تصريحات الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الذي قال يوم الثلاثاء الماضي ان ايران مستعدة لارسال اليورانيوم المنخفض التخصيب للخارج قبل اعادة الوقود للمفاعل. وتتعارض هذه تصريحات أحمدي نجاد مع تصريحات متكي يوم الجمعة. ومن جانبه قال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله ان ايران لم تنجح حتى الان في تبديد شكوك الغرب في استعدادها لتقديم تنازلات ذات معنى فيما يتعلق ببرنامجها النووي. وأضاف "يدنا لا تزال ممدودة اليهم. لكنها حتى الان ممدودة في الفراغ ... ولم أر منذ أمس أي شيء يدفعني الى أن أغير هذا الرأي." وقال جيتس ان الرد الايراني مخيب للامال ملمحا الى أن الوقت حان للمضي قدما في فرض عقوبات على ايران التي فرض عليها بالفعل مجلس الامن التابع للامم المتحدة ثلاث جولات من العقوبات لرفضها وقف تخصيب اليورانيوم. وقال جيتس "اذا كانوا (الايرانيون) مستعدين لقبول الاقتراح الاصلي لمجموعة الخمس زائد واحد وهو تسليم 1200 كيلوجرام من اليورانيوم منخفض التخصيب لديهم مرة واحدة الى طرف متفق عليه فأعتقد أنه سيكون هناك رد على هذا الامر." واستطرد "لكن الواقع يقول انهم لم يفعلوا شيئا لطمأنة المجتمع الدولي الى استعدادهم للامتثال الى معاهدة حظر الانتشار النووي أو وقف تقدمهم في صنع سلاح نووي ولذا أعتقد أن دولا عدة بحاجة للتفكير فيما اذا كان الوقت قد حان لاتباع نهج مختلف." وردا على سؤال حول معارضة الصين الى الان فرض عقوبات اضافية على ايران قال جيتس "اعتقد أنه لا تزال هناك محاولة للتواصل مع الصين وأقول انني شخصيا لا اعتقد أن الباب مغلق." وقال وزير الدفاع الالماني كارل ثيودور جوتنبرج انه يعتقد أن الوقت حان كي يضطلع مجلس الامن التابع للامم المتحدة "بمسؤوليته الدولية وأن يتصدى لهذا ويتخذ الاجراءات المناسبة." وترى القوى الغربية في التبادل المحتمل وسيلة لضمان ألا تزيد طهران من تخصيب اليورانيوم الموجود لديها بدرجة من الممكن أن تستخدم في انتاج سلاح نووي. وتنفي ايران أن لديها نية لانتاج أسلحة ذرية ولكن بعض المسؤولين في طهران أبدوا معارضة قوية للاتفاق. ونقلت وكالة أنباء فارس الايرانية عن علي لاريجاني رئيس البرلمان قوله "في هذا الاطار فأنتم تسعون وراء شكل من الغش السياسي وتعتزمون انتزاع اليورانيوم المخصب من الايرانيين." ويفسر بعض المحللين الرسائل المتضاربة من طهران على أنها علامة على وجود انفسامات مرتبطة بالاضطراب الذي أعقب انتخابات الرئاسة الايرانية المتنازع عليها. ويراها اخرون تكتيكا للمماطلة. قال ستيفن بيرلينج أستاذ العلوم السياسية في جامعة رجينسبرج "انها اللعبة القديمة على ما يبدو. انهم يستغلون عامل الزمن بينما المجتمع الدولي منقسم." وقال مستشار الامن القومي الامريكي جيمس جونز ان "تحدي (ايران) المحير" بشأن برنامجها لتخصيب اليورانيوم يجبر الولاياتالمتحدة وحلفاءها على المضي في "مسار ثان بتكثيف الضغوط." ولكن وزير الخارجية السويدي كارل بيلد قال ان هناك "تلميحات الى قدر أكبر من المرونة" في الموقف الايراني. وأضاف "ولكنها تحتاج الى أن تدون كي يتسنى تقييمها بشكل صحيح."