أعلن الرئيس المصري حسني مبارك الخميس 4-3-2010 ان بلاده لا تحتاج إلى "بطل قومي" في أول حديث له عن احتمال ترشيح المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية د. محمد البرادعي إلى الرئاسة في مصر في الانتخابات المقبلة. وقال مبارك خلال مؤتمر صحافي بعد لقائه المستشارة الالمانية انغيلا ميركل " اذا اراد البرادعي الانضمام الى حزب، يستطيع اختيار الحزب الذي يريده. اذا اراد ان يكون مرشح هذا الحزب للانتخابات الرئاسية فليفعل. اذا اراد التقدم كمرشح مستقل فليفعل". واضاف "عليه فقط ان يحترم الدستور"، مؤكدا ان بلاده "لا تحتاج الى بطل جديد". وجاءت إجابة مبارك وخاصة تركيزه على التمسك بالدستور والقانون للترشح للرئاسة ليقطع بذلك الطريق على دعوة البرادعى لتغيير الدستور بما يسمح بالمنافسة خارج القيود التي تضعها المادة 76 من الدستور على خوض مستقلين للانتخابات الرئاسية. وتؤكد التصريحات بما لا يدع مجالاً للشك بأنه لا مجال لاستجابة النظام للدعوة التي أطلقها البرادعي خاصة دعوته لتغيير المادة 76 المتعلقة بشروط الترشح للرئاسة وهي الدعوة التي أطلقها البرادعي فور عودته لمصر، وأسس بشأنها "الجمعية الوطنية للتغيير" والتي تضم نخبة من السياسيين والمثقفين المصريين. النطام متمسك بعدم التغيير وتباينت ردود المعارضة على تصريحات الرئيس مبارك ما بين الرفض والتمسك بمطلب تغيير الدستور، وما بين التريث والانتظار على أمل أن يوافق مبارك على تغيير الدستور أسوة بما فعله قبيل انتخابات عام 2005. وفي ردها على تلك التصريحات ترى جميلة إسماعيل الإعلامية والناشطة السياسية "أن على المعارضة المصرية أن تستنفر قواها، وأن تتخلى عن خلافاتها وتتوحد لمواجهة المرحلة المقبلة". وقالت جميلة "الواضح أن النظام يتمسك بسياسته وسيدافع عنها بكل ما يملك من قوة، وأن التصريحات الأخيرة للرئيس مبارك تؤكد أن الطريق إلى التغيير بات مسدوداً، لكن هذا لا يعنى أن نتنازل عن مطالبنا، بل علينا أن نعمل على تحقيقها". وأضافت ل"لعربية.نت" "أن تصريحات الرئيس مبارك تؤكد أن النظام السياسى لن يغير سياسته تجاه ما يريده الشعب المصرى، وعليه يجب على المعارضة أن تنتزع حقوقها بأيديها من النظام". من جانبه قال جورج اسحق منسق حركة كفاية المعارضة ل"لعربية.نت" نحن لن نستسلم لمثل هذه التصريحات، بل سنقاوم وسنستمر فى المطالبة بالتغيير". وأضاف اسحق "أن تصريحات الرئيس تأتى فى نفس الوقت الذى يتواجد فيه البرادعى فى ألمانيا، وهو ينال أعلى وسام من الرئيس الألمانى، فشيء طبيعى أن يستفز الرئيس بالسؤال، ويصرح بما قاله، لكنى أرى أنه بذلك يعطى الضوء الأخضر لعدم الاستجابة لمطالب البرادعى حول التغيير ومطالب القوى السياسية". ولكن محمد صلاح الشيخ منسق حملة دعم ترشيح البرادعى لشباب حزب الوفد يؤكد ل"العربية.نت" "أن تصريحات الرئيس مبارك ليست نهاية المطاف لإحداث التغيير الذى ينشده البرادعى ومؤيدوه، ولا يجب أن نعول على هذه التصريحات، فقد لا تكون هذه هى الرؤية الأخيرة للرئيس مبارك". وقال الشيخ "عام 2005 قال الرئيس مبارك أنه لا تغيير للدستور، ولم يمض 30 يوماً على تصريحه هذا حتى فوجئنا بإصداره تكليفات بتغيير الدستور". ويعتقد الشيخ "أن الرئيس مبارك يملك من الحس الوطنى ما يجعله يغير الدستور إذا وجد إرادة شعبية قوية".