واصل الناخبون العراقيون الإدلاء بأصواتهم في ثاني انتخابات نيابية تشهدها البلاد منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003. واعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق ان الناخبين العراقيين يتوافدون باعداد كبيرة على مراكز الاقتراع للادلاء باصواتهم. واشارت المفوضية الى ان تقارير المراقبين الدوليين والعرب تتحدث (حتى الان) عن ان العملية الانتخابية تجرى بنزاهة. ولم تغب اعمال العنف عن المشهد الانتخابي في العراق حيث قتل ما لا يقل عن 24 عراقيا وأصيب 47 آخرون في سلسلة هجمات على مراكز اقتراع وبنايات سكنية في مناطق متفرقة من العاصمة العراقية ومناطق محيطة بها. وقد ادلى رئيس الحكومة نوري المالكي ورئيس الجمهورية جلال طالباني بصوتيهما في هذه الانتخابات. ودعا المالكي جميع الاطراف السياسية الى قبول نتائج هذه الانتخابات وتوقع ان تؤدي هذه الانتخابات الى تغيير الخارطة السياسية الحالية في العراق والتي بدأت مع انتخابات مجالس المحافظات اوائا عام 2009. في ناشد مراقبي الكيانات السياسية المتواجدين في مراكز الاقتراع منع اي محاولات التزوير معربا عن ثقته بسير الانتخابات بشكل سليم. كما دعا طالباني المرشحين الى احترام نتائج الانتخابات واشار الى ان ان الكيانات السياسية العراقية طالبته بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية مجددا. وقلل طالباني من التحدي الذي تمثله قائمة التغيير التي يقودها نوشيروان مصطفى لحزبه، الاتحاد الوطني الكردستاني. الهاشمي من جانبه دعا طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية العراقي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بتحديد الجهات المتورطة في الخروقات والتزوير وارهاب المواطنين وملاحقتها قضائيا. وأكد الهاشمي، في رسالة عاجلة وجهها إلى المفوضية، أن مكتبه تلقى العديد من الشكاوى بشان حدوث خروقات خلال الاقتراع الخاص. وتضمنت الرسالة خروقات مثل تجهيز الصناديق باقفال غير محكمة وعدم جودة حبر الأصابع وانتقائية قبول أوراق الهوية حسب توجه الشخص إلى قائمة معينة واختيار غالبية القائمين على المراكز الانتخابية من الموالين لقوائم محددة ومنع دخول المراقبين للمراكز وضبط عدد من موظفي المراكز متلبسين بالتزوير. كما ذكر المركز الرقابي لشفافية الانتخابات، وهو مؤسسة مستقلة، أن خروقات وقعت في ذيقار وكربلاء وقضاء هندية والسليمانية والديوانية وتكريت. وفي ظهور مفاجئ، دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من إيران (دعا) الناخبين الى المشاركة في الاقتراع ونبذ العنف. الا أن زعيم ما يسمى بدولة العراق الاسلامية أبو عمر البغدادي جدد تهديداته بإفساد الانتخابات العراقية، وقال إن جماعته ستتخذ كافة السبل الكفيلة بتحقيق ذلك ومن بينها الوسائل العسكرية. ويشارك في الانتخابات 19 مليون ناخب في 18 محافظة عراقية ومليون و900 الف في 16 دولة أجنبية، ويتنافس فيها 6172 مرشحاً يمثلون 165 كياناً ينتمون الى 12 ائتلافاً سياسياً، والف و803 نساء، للتنافس على 325 مقعداً. بينما يراقب سير العملية الانتخابية ما يقرب من الف وخمسمائة من المراقبين الدوليين. وكانت الانتخابات السابقة التي جرت عام 2005 قد جاءت بالمالكي الى سدة الحكم على رأس حكومة هيمنت عليها الاحزاب الدينية الشيعية. اما الانتخابات الاخيرة التي شهدها العراق، فكانت انتخابات مجالس المحافظات في شهر فبراير/شباط 2009. وتجري الانتخابات في ظروف امنية افضل نسبيا، حيث تراجعت حدة اعمال العنف مقارنة مع الانتخابات الماضية.