يواجه العديد من الصحفيين اليمنيين لمسلسل من المحاكمات والاختطافات المستمرة والتي غالبا ما يرافقها شتى أنواع التعذيب الجسدي والاختفاء القسري لبعض الصحفيين والنشطاء السياسيين. وفي حين لا يزال مصير الصحفي عوض كشميم رئيس تحرير حضرموت برس غير معروفا منذ اعتقاله مساء أمس من قبل عناصر تابعة للأمن السياسي بوادي حضرموت لأسباب مجهولة ،حجزت محكمة امن الدولة اليوم الثلاثاء في صنعاء قضية ثلاثة صحفيين للحكم إلى تاريخ 25مايو من العام الجاري . وفي جلسة المحاكمة التي انعقدت برئاسة القاضي النمر ومنع الصحفيين من حضورها طعن الصحفيين الثلاثة ،وهم:" فؤاد راشد ،واحمد الزبيري ،وصلاح السقلدي".في مرافعاتهم بمحاضر الاستدلال التي جرت معهم بالأمن السياسي والتي يقولون إنهم أجبروا على التوقيع عليها وهم مغمضو العينين وفي حالات نفسية سيئة. فؤاد راشد رئيس تحرير موقع المكلا برس تطرق في مرافعته التي قدمها إلى المحكمة عن عملية تزوير أقدمت عليها النيابة الجزائية ونسبت له أقوال لم يقلها وأن الوثائق التي تقدمت بها النيابة دليل واضح على قيام النيابة بتزوير أقواله مطالبا بإحالة أعضاء النيابة للتحقيق أسوة بجهة الضبط (جهاز الأمن السياسي ) التي قامت باعتقاله خارج القانون. و أعتبر راشد اقتحام بريده الشخصي من قبل الأمن السياسي جريمة مخالفة للدستور والقانون وكان على النيابة التحقيق فيها بدلا من ممالأة هذا الجهاز الذي وصفه بالشيطان والسير في قضية لا أركان لها وليست بقضية أصلا لانتفاء الجريمة فيها. من جانبه فند أحمد الربيزي بنصوص دستورية وقانونية جريمة الاعتقال غير القانونية والتعسفية التي تعرض لها ،فيما شرح السقلدي للمحكمة عملية التعذيب الجسدي التي تعرض لها في زنزانته ومنها تعليقه بسقف الزنزانة لعدة أيام. نقابة الصحافيين اليمنيين أدانت اعتقال الزميل عوض كشميم والتعسف الذي تعرض له من قبل السلطات الأمنية بمحافظة حضرموت. وقالت لجنة الحريات بالنقابة في بلاغ صحافي أن النقابة تتابع بقلق بالغ مصير الصحافي كشميم كون الجهات الأمنية لم تكشف عن مصيره رغم تأكيدات لشهود عيان أن أشخاصاً من الأمن السياسي بمحافظة حضرموت هم من قاموا باعتقاله ومصادرة جهازه المحمول وكاميرا ومسجلة . نقابة الصحفيين واتحاد الصحفيين الدوليين، ومنظمة الصحافة العالمية، واتحاد الصحفيين العرب، ومجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية، ومنظمات حقوقية أخرى محلية وعربية ودولية، نددت بشدة بعملية الاعتقال, وطالبت بالإفراج الفوري عن الصحفيين وحملت السلطة المسئولية عن حياتهم وطعنت في سير إجراء المحاكمة التي تجري خارج نطاق القانون. واستنكر حقوقيون من إجراءات المحاكمة البعيدة تماما عن جوهر القانون، خاصة وأن النيابة اعتمدت على رسائل شخصية لغرض أدانتهم بتهم المساس بالوحدة الوطنية بدون العثور على أفعال جوهرية مادية, حد تعبيرهم ذلك. صحفيون عديد ون يعتقلون ويحاكمون في شمال اليمنوجنوبه بينهم نشطاء سياسيين يتعرضون لحملة اعتقالات على ذمة مسيرات سلمية يشهدها جنوباليمن ومن ثم تتطور قضيتهم إلى توجيه التهم وارتكابهم لجرائم تمس الوحدة والوطن ليتم فيما بعد إحالتهم إلى المحاكمات والسجن دون الاستناد الى القانون. ومن بين هولا الصحفيين الزميل الصحفي محمد المقالح الذي يخضع للمحاكمة في محكمة أمن الدولة بعد أن تعرض لعملية اختطاف استمرت قرابة 5 أشهر عاش خلالها ابرز صنوف التعذيب التي قال انه كان يشاهد خلالها الموت . وخلال الأيام الماضية تعرض الزميل المقالح للاعتداء الجسدي من قبل احد ضباط الأمن وأمام أعين الجميع واعين عديد من أفراد أسرته أثناء الزيارة التي قاموا بها إلي السجن . إضافة إلى ذلك يجرى لا يزال الصحفي المذيع في قناة الفضائية اليمنية أحمد المسيبلي ماثلا أمام المحكمة ومنقطعا من عمله ومستحقاته . وتحت شعار (لا ديمقراطية دون صحافة حرة) يقيم منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان يوماً تضامنياً مع حرية الرأي والتعبير في مقره بالعاصمة صنعاء. ووفقا لبلاغ المنتدى فان الفعالية تأتي بسبب "تصاعد وتيرة الحرب ضد الصحافة والصحفيين". ودعا المنتدى " الأسرة الصحفية التفاعل الجاد بالحضور والمشاركة الفاعلة دفاعاً عن أنفسهم وعن حرية التعبير" في الفعالية المقررة يوم غد الأربعاء الموافق 24 مارس . على ذات الصعيد قضت محكمة أمن الدولة في محافظة حضرموت بسجن احد النشطاء السياسيين 3سنوات بعد أن أدانته بالمساس بالوحدة فيما أحالت أجهزة الأمن في محافظة الضالع 3أشخاص اخزين إلى نيابة خاصة و قالت أنهم خارجين عن القانون ومن الذين حرضوا على الانفصال . وزارة الداخلية اليمنية أكدت على أن حملة واسعة تنفذها في المحافظات الجنوبية لملاحقة أشخاص قالت أنهم سعوا إلى تشكيل عصابات تخريبية وأشاعت الفوضى واستهدفت الأمن والاستقرار . وفي الوقت الذي وصل عدد المعتقلين خلال الأيام الماضية إلى 25معتقلا تفيد إحصائيات أن ما لا يقل عن 100شخص اعتقلوا خلال الشهر الجاري .