لقي أكثر من مائة شخص مصرعهم، غالبيتهم من الهولنديين، في تحطم طائرة ركاب ليبية أثناء محاولتها الهبوط بمطار العاصمة الليبية طرابلس صباح الأربعاء، فيما نجا طفل هولندي، في الثامنة من عمره، هو الناجي الوحيد من الحادث المأساوي. وتحطمت الطائرة المنكوبة، وهي من طراز "إيرباص 330"، وكانت تحمل على متنها 93 راكباً، بالإضافة إلى طاقم مكون من 11 فرداً، بعد أن بلغت وجهتها قادمة من جنوب أفريقيا، في رحلة استغرقت تسع ساعات، وكان من المقرر أن تغادر، في وقت لاحق، إلى العاصمة البريطانية لندن. وقال رئيس البرلمان الأوروبي، جيرزي بوزيك، في تعليق له على الحادث: "لقد قتل نحو 100 شخص، ما من شك من دول مختلفة.. إنها مأساة.. وقد جرى إبلاغي بأن طفلاً في الثامنة من العمر قد نجا، وبالنظر إلى هذا الحادث المأساوي، إنها حقاً معجزة." كما نقلت الإذاعة الهولندية أن طفلاً هولندياً في الثامنة هو الناجي الوحيد من حادث تحطم الطائرة الليبية، وهو بحالة مستقرة ويتلقى العلاج في مستشفى بطرابلس. وفي أعقاب الحادث، رجحت وزارة الخارجية الهولندية مصرع العشرات من مواطنيها في تحطم الطائرة التابعة لشركة "الأفريقية" الليبية، حيث ذكرت تقارير أولية أن ما بين 58 و62 راكباً يحملون الجنسية الهولندية، كانوا على متن الطائرة المنكوبة. إلا أن الوزارة عادت الخميس لتؤكد أن عدد الهولنديين الذين لقوا حتفهم في تحطم الطائرة الليبية يبلغ 70 راكباً، بالإضافة إلى الطفل الناجي، ويُدعى روبن فان أسو، الذي يرقد حالياً بمستشفى "الخضراء" في طرابلس. وبالإضافة إلى ال71 راكباً هولندياً، فقد ضمت قائمة الركاب ستة من جنوب أفريقيا، واثنين من كل من بريطانيا وأستراليا وليبيا، بالإضافة إلى راكب واحد من كل من ألمانيا وفرنسا وزيمبابوي، دون أن تتضح هوية سبعة ركاب آخرين. وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد ذكرت، في أعقاب الحادث، أنها تنظر في احتمال وجود مسافرين من مواطنيها بين ركاب الطائرة، التي كانت ستتوجه بعد توقفها في طرابلس، إلى مطار "غاتويك" في لندن. وفي وقت سابق، لم تكشف ناطقة باسم "الأفريقية" عن وقوع ضحايا، واكتفت بالقول: "في هذه اللحظة ليس هناك تفاصيل بشأن وجود أحياء، والأفريقية ستصدر بياناً لاحقاً بالمزيد من التفاصيل." إلا أن تقارير إخبارية نقلت أن جميع الركاب، باستثناء الطفل الهولندي، قضوا نحبهم في الحادث، وأن السلطات الليبية فرضت إجراءات أمنية مشددة في منطقة المطار. وعثرت فرق الإنقاذ على الصندوق الأسود للطائرة، ويأمل المحققون أن يساعدهم في كشف أسباب تحطم الطائرة. ويحمل أسطول "الأفريقية" شعار "99.9.9"، وهو تاريخ تأسيس الاتحاد الأفريقي، كما أن الطائرة المنكوبة هي واحدة من ثلاث طائرات "إيرباص 330"، تملكها الشركة ضمن أسطولها.
