أعلن في الإعلام الرسمي اليمني مساء الأحد الماضي 932008، أنه تم التوقيع في دبي بين هيئة موانىء دبي وهيئة موانىء خليج عدن على اتفاقية تأسيس الشركة المشتركة لتشغيل ميناء عدن للحاويات.. وبحسب الخبر اليمني فإن الأخ محمد شرف المدير التنفيذي لموانىء دبي العالمية وقع عن هيئة موانىء دبي ووقع عن الجانب اليمني الأخ محمد مبارك بن عيفان رئيس هيئة موانىء خليج عدن، وأضاف الخبر أن مراسيم التوقيع حضرها الإخوة د.عبدالكريم الأرحبي، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي ود.رشاد الرصاص وزير الشؤون القانونية ود.غازي الأغبري وزير العدل وخالد الوزير وزير النقل وعبدالله الدفعي سفيرنا في الإمارات والقنصل اليمنيبدبي والشيخ عبدالله بقشان.. ويهمني تسجيل بعض الملاحظات والتعليقات الهامة على هذا الحدث، فقد جاء الخبر كالعادة مقتضباً وخلت الصحف الرسمية في اليوم التالي وحتى الآن من نشر بنود الاتفاقية وليس هذا بجديد، حيث كنت أتوقعه، ولكني لم أتوقع أن تكرر حكومتنا خطأها بحشد ذلك العدد الكبير من وزرائها لحضور هذه المناسبة، وهو ما حصل في نوفمبر من العام الماضي، عندما تم التوقيع في 28 نوفمبر 2007على ((مذكرة التفاهم)) لتأسيس شركة مشتركة لتشغيل وتطوير ميناء الحاويات والمعلا، فحينها بحسب المعلومات كان الدكتور الأرحبي، نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط في زيارة رسمية للولايات المتحدةالأمريكية، عاد فجأة منها إلى دبي ونشر أنه في زيارة رسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، كما كان الأخخالد الوزير وزير النقل في بريطانيا وعاد منها إلى دبي وغادر وزيران آخران صنعاء إلى دبي، كما غادر عدن إلى دبي مسؤول في الميناء وآخر في المنطقة الحرة وثالث في مشروع دولي، وقام هذا الفريق الكبير الذي جمع من كل مكان بالإشراف والمباركة لتوقيع مذكرة التفاهم.. الأحد الماضي نجد نفس التركيبة تشهد مراسيم التوقيع، في الوقت الذي غاب أي حضور إماراتي رسمي بنفس المستوى ولو من باب المجاملة ولا أدري لماذا لم تراعي حكومتنا البروتوكولات، حيث ظهرنا بمستوى أقل بكثير من الإماراتيين. وأعتقد أن غياب الجانب الرسمي الإماراتي هو رسالة واضحة بأن لا علاقة للدولة والحكومة الإماراتية بموضوع ميناء عدن، وهو رد واضح للشائعات التي جرى تسريبها بصنعاء مؤخراً من أن الحكومة الإماراتية ضاغطة بقوة لتحصل موانىء دبي على ميناء عدن، وأنها هددت بقطع مساعداتها لليمن إذا لم ترس المناقصة على موانىء دبي، وهو ما لا نتصوره من إخوتنا في دولة الإمارات الذين عهدناهم في مقدمة الداعمين لليمن شعباً وحكومة.. أعود لصحافتنا الرسمية التي أشرت إلى خلوها من بنود اتفاقية المشاركة، حيث ظهرت صحيفة السياسية اليومية الصادرة عن وكالة سبأ للأنباء وبمانشيت بعنوان وصورة ملونة وخبر احتل قرابة نصف الصفحة الأولى يشع بالتفاؤل، وقلت في سري إن شاء الله الأمور بخير ودبي ستضخ الخير لنا من هذا الأسبوع يارب، وفي داخلي هاجس بأن إعلامنا وحكومتنا لاشك متسرعة بعض الشيء، وظل هذا الهاجس يقوى مع غياب أي تفاصيل لما تم في دبي في 19 مارس 2008م.. وقد وجدت بعض التفاصيل في صحيفة البيان ((الإماراتية)) عدد الاثنين 10/3/2008م، حيث أشار الخبر الصغير إلى توقيع اتفاقية إنشاء الشركة المشتركة. وأوضح الخبر أنه تم التوقيع على اللوائح الأساسية لاتفاقيتي التشغيل وتأجير الأرض والخطة الاستثمارية.. وهو ما لم يذكره الإعلام الرسمي اليمني، كما أشار خبر الإمارات إلى حضور الأخ جمال ماجد ثنية نائب رئيس موانىء دبي مراسيم التوقيع.. وقد بات واضحاً أن ذهاب تلك التشكيلة من الوزراء برئاسة الأخ عبدالكريم الأرحبي، نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط والتعاون الدولي، المرة الأولى في نوفمبر 2007م وتكرار الأمر نفسه الأسبوع الماضي، يعطي دلالات قوية بأن ذهابهم ماهو إلا اعتذار لشركة هيئة موانىء دبي على رفض مجلس النواب اليمني المصادقة على تلك المناقصة التي كانت ستعطي ميناء الحاويات بعدن لميناء دبي.. ولا يوجد تفسير غير ذلك... أي دبي وقعت..؟ ولانزال حتى الآن ننتظر إجابة واضحة وشافية من عرابي الاتفاقية وعلى رأسهم(( الأب الروحي(( الدكتور الأرحبي والذي أحاطوه بهالة من الضوء، بأنه محل ثقة المانحين وسيبويه الإصلاح الاقتصادي في اليمن والذي لم يوضح حتى الآن مع من وقعوا الاتفاقية..؟ هل مع شركة هيئة موانىء دبي الكبيرة العالمية..؟ أم مع الشركة(( النونو)) ((الزعموطية)) ((حق ماما دبي(( وعمو بقشان والتي اسمها ((دي بي العالمية عدن د م م(( أو مع أختها النونو الثانية )دي.بي.آي. إدين م م ح)وأكاد أجزم أن توقيع الاتفاقية مع الشركة النونو الزعموطية أبو دراهم قليلة وما يؤكد كلامي أن الذي وقع الاتفاقية عن جانب دبي بحسب الأخبار الرسمية هو السيد محمد شرف وهو الشخص الذي تشير الوثائق التي بحوزتي أنه مدير شركة )دي.بي.آي.إدين م م ح( التي أسست وسجلت في (جبل علي) في 2092005م برأسمال مليون درهم وهي الشركة التي أسست بالاشتراك مع شركة دار الاختراع الدولي التي يملكها الشيخ عبدالله بقشان ورأسمالها 50 ألف ريال سعودي، حيث أسست الشركتان المذكورتان شركة ثالثة سجلت في المنطقة الحرة في عدن في فبراير2006باسم )دي.بي.إدين م م ح( كشركة ذات مسؤولية محدودة برأسمال 50 ألف دولار فقط.. دبي تؤكد أن قرار تطوير ميناء عدن مازال مبكراً.. وفي خضم التهليل والتطبيل من قبل الإعلام الرسمي لوفد الغزوة الكبرى التي قادها الأرحبي وغزا دبي وعاد بعيد توقيع الاتفاقية، إذ بنا نفاجأ ببيان هادىء ومؤدب من قبل هيئة موانىء دبي تقول فيه: من المبكر اتخاذ أي قرار بشأن تطوير ميناء عدن، فقد نشرت الزميلة صحيفة المصدر وهي صحيفة تتحلى بالمصداقية في عددها رقم (16) الصادر الثلاثاء الماضي 11 مارس 2008م وتح موانىء دبي العالمية: من المبكر اتخاذ أي قرار بشأن تطوير ميناء عدن) ت عنوان:(بخلاف ما نشرته وسائل الإعلام الرسمية(.. وجاء في الخبر:(قالت مؤسسة موانىء دبي العالمية إن من المبكر اتخاذ قرار بشأن تشغيل وتطوير ميناء عدن(، وأضاف الخبر: (وحصلت المصدر على بيان مقتضب أصدرته مؤسسة موانىء دبي العالمية، قالت فيه إنها وقعت وهيئة ميناء عدن مشروعاً مشتركاً لبحث إمكانية تطوير ميناء عدن، وأضافت أنه لازال هناك الكثير من الأعمال للقيام بها قبل اتخاذ أي قرار بهذا الخصوص ومن المبكر ذلك(.. واستطرد خبر الزميلة المصدر: وفي حين يشير الخبر الرسمي اليمني إلى أن هناك شركة مشتركة بين دبيوعدن تتولى التطوير والتشغيل التي وقعت اتفاقيتها ستتولى فقط دراسة إمكانيات قيام موانىء دبي بتشغيل ميناء الحاويات بعدن منفردة، لكنها ترى أن الموضوع مازال في مراحله الأولى، وأن الوقت مازال مبكراًً على الحديث عن تشغيل أو إدارة الميناء وأن هناك الكثير مما ينبغي القيام به قبل الاتفاق على أخذ الميناء من عدمه).. يا الله من كلام قوي كالرصاص، واضح وضوح الشمس، بأن موانىء دبي تريد فقط السيطرة على ميناء عدن ولا بأس )لزوم الشغل طبعاً( من زيادة عدد مناولة الحاويات مائة ألف أو حتى مائتي ألف حاوية، عما هو الأمر عليه الآن، لكن أن نتصور أو نعتقد بأنها ستعمل علي تطوير الميناء بما يؤسس إلى ازدهار المدينة، فهيهات.. هيهات أيها الواهمون.. من أبناء الشعب الطيب، أما الحكومة والمسؤولون فهم أدرى طبعاً بنوايا دبي.."" الشركة الكويتية... لا أخفي سراً أنني احترت بأمر الشركة الكويتية، صاحب أعلى وأفضل عرض لميناء الحاويات والذي قارب مليار دولار (996) مليون دولار..، ولماذا لا تدافع عن حقها في المناقصة وقادني فضولي الصحفي لأفتش عن ملاكها وأصحابها كما فعلت سابقاً عند اكتشافي للشركتين )النواني الزعاميط( حق موانىء دبي والشيخ بقشان، وقلت ربما أيضاً أجد شركات هلامية ورقية... وخدمة للقارىء، ومثلما قدمنا معلومات في الحلقات الماضية عن الشركات الأخرى نقدم المعلومات التالية عن شركة رابطة الكويت والخليج )كه.جي.ال)التي تتكون من الشركة الكويتية وهي شركة مساهمة عامة مدرجة في سوق بورصة الكويت أسستها عائلة اسماعيل دشتي، وبعد التأسيس أنزلت أسهم للاكتتاب العام، حيث يبلغ عدد المساهمين فيها ما لا يقل عن مائة ألف كويتي ورأسمالها الآن أكثر من ملياري دولار، وقد قامت شركة اسماعيل دشتي)الشركة الكويتية( في عام 1982وبالاشتراك مع صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود بتأسيس شركة جلف لمناولة الحاويات، ثم دخلت معهم تالياً شركة الربع الخالي للنفط والطاقة والاستثمار للشيخ صالح بن فريد الصريمي وذلك لتقديم عرض في مناقصة ميناء الحاويات.. أعطيت تلك الخلفية حتى تكون صورة المشهد مكتملة للقارىء الكريم، ولن أتحيز أو أميل لأي شركة وإنما تحيزي لمصلحة ميناء عدن، وسوف أرجح أفضل عرض مقدم للميناء من أي شركة كانت، وعليه أرد على بعض الأصدقاء ممن أرادوا إقناعنا بأن إعطاء ميناء عدن لشركة موانىء دبي ضرورة، مسربين بأن الحكومة الإماراتية لمحت بأنها ستمتنع عن تقديم منحتها لليمن، إذا لم تعطها الميناء بأن هذا الكلام لايصح أن يصدر منكم، فالحكومة الإماراتية أكبر من ذلك بكثير وإذا با تحسب الأمور كذلك لقلنا أعطوا الشركة الكويتية ميناء عدن حتى تقبل الكويت دخول اليمن مجلس التعاون الخليجي، وأعطوا الشركة الكويتية ميناء عدن حتى يلعب الشريك السعودي صاحب السمو الأمير محمد بن عبدالعزيز دوراً أكبر في عودة العمالة اليمنية للسعودية..إلخ.. أقول بصراحة إن حكومة دولة الإمارات العربية وحكومة دولة الكويت وحكومة المملكة العربية السعودية أكبر بكثير من هذه القضايا، وحكومة الإمارات لاتشتغل لصالح هيئة موانىء دبي، فالموضوع تجاري بحت، فابتعدوا عن السياسة وابحثوا عن مصالح الوطن... (هنا عدن( الطريق العدد(548)