منقوشة وتماثيل ومخطوطات ومواد قرابين اختيرت من بعض متاحف محافظات الجمهورية للمشاركة في متحف المتاحف بمعهد العالم العربي بباريس في صيف 2004م. وأوضح رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف الدكتور عبد الله باوزير لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن عودة القطع الأثرية التي تم إعارتها لمعهد العالم العربي بباريس تأتي بعد رحلة طويلة هدفت التعريف بحضارة اليمن عبر متحف المتاحف العربية, الذي كان من المفترض إقامته في المعهد قبل أكثر من ثلاث سنوات, وفق اتفاقية مبرمة بين المتحف ووزارة الثقافة اليمنية, إلاً أن أزمة مالية وإدارية مر بها المعهد حالت دون عرض تلك القطع الأثرية. وقال باوزير: " الهيئة العامة للآثار والمتاحف تواصلت مع إدارة المعهد لإعادة تلك القطع إلى صنعاء، وأوفدت نهاية الأسبوع الماضي ممثلين عنها لتفقد حالة القطع، والإشراف على عملية التغليف والشحن، واستلامها ومرافقتها إلى اليمن". وحسب باوزير فمن المتوقع أن تصل تلك القطع إلى أرض الوطن برفقة المندوبين مساء الجمعة القادم. وبيّن رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات أن تلك القطع الأثرية تشمل لوحات كتابية، تماثيل، مذابح قرابين، مباخر بينها مبخرة من البرونز، تمثال ثور، أعواد من النخيل، وخاتم من النحاس عليه وجه رجل يحمل تاج وحول الوجه زخارف يعود تاريخه إلى بداية القرن الأول قبل الميلاد. بالإضافة إلى قطع أثرية نادرة ومخطوطات ثمينة تم تجميعها من عدد من المتاحف اليمنية، منها دار المخطوطات، ومتاحف (شبوة، بينون ,ذمار, أبين, والمتحف الوطني بصنعاء ). وأشاد باوزير بدور المعهد في التعريف بالآثار وحضارة وتاريخ اليمن, في كثير من المعارض والأنشطة السابقة، كونه يعد النافذة الثقافية العالمية لإبراز تاريخ وحضارة العرب، وأحد واجهات العالم العربي في باريس. يذكر أن وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي كان قد بحث أثناء زيارته متحف اللوفر ومعهد العالم العربي بباريس نهاية الشهر الماضي مع مدير عام المعهد العالم العربي بباريس مختار طالب بن ذياب إشكالية إعادة القطع الأثرية الموجودة بالمعهد منذ صيف 2004، إلى اليمن وعدم عرضها في متحف المتاحف. ويعد معهد العالم العربي النافذة الثقافية للعالم العربي في أوربا بوجه عام وفرنسا بوجه خاص, وجاء تأسيسه ثمرة للتعاون بين فرنسا والبلدان العربية. وتهدف أنشطة المعهد الثقافية إلى تعريف الجمهور الأوربي بالحضارة العربية الإسلامية منذ نشوئها حتى العصر الراهن. وتتكون مقتنيات المتحف من التحف الأثرية التي قدمتها له المتاحف الوطنية الفرنسية (متحف اللوفر، متحف الفنون الزخرفية، متحف الفنون الأفريقية)، وبعض التحف الأثرية التي يتم التبرّع بها للمتحف, يضاف إلى ذلك إيداعات المتاحف العربية لبعض القطع الآثرية فيه.