يقدم مركز تريم للعمارة والتراث محاضرة جديدة في سلسلة محاضرات أربعاء تريم الثقافي لعام 2010 والتي تعقد عادة الأربعاء الأول من كل شهر تحت رعاية وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية, محاضرة بعنوان: "جمال عبد الناصر... أربعون عاماً على الرحيل" تلقيها الدكتورة هدى جمال عبد الناصر المدير العام لشركة بيت العرب للتوثيق العصري والنظم وذلك في تمام الساعة السابعة والنصف من مساء يوم الأربعاء 13 تشرين الأول 2010 في قاعة المحاضرات الرئيسية في مكتبة الأسد الوطنية. كما يعرض-بحضور الدكتورة هدى عبد الناصر- فيلم وثائقي بعنوان: "ذكريات الوحدة" وذلك في تمام الساعة السابعة والنصف من مساء يوم الخميس الموافق 14 تشرين الأول 2010 في قاعة المحاضرات الرئيسية في مكتبة الأسد الوطنية الجدير بالذكر أن مركز تريم للعمارة والتراث هو مؤسسة غير حكومية، مركزها دمشق، أسستها وتشرف عليها المهندسة ريم عبد الغني في عام 2004 م. تُعنى بالتراث والعمارة في العالم العربي من خلال التوثيق والدراسة والنشر والإنتاج الفني وتنفيذ مشاريع الحفاظ والترميم وتبادل الخبرات مع المؤسسات والهيئات والمراكز المماثلة في العالم. سيرة الدكتورة هدى جمال عبد الناصر: *1966 تخرجت من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة. *1966 – 1970 عملت فى رئاسة الجمهورية فى مصر. *1970 عملت كباحثة فى " مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية " بالأهرام. *1974 عملت فى "معهد الدراسات العربية" التابع لجامعة الدول العربية. *1977 أصبحت مدرساً مساعداً فى كلية التجارة – جامعة الزقازيق- بعد أن حصلت على درجة الماجستير فى العلوم السياسية عن موضوع " الديمقراطية الليبرالية والتقدم التكنولوجي". *1979 عينت مدرساً مساعداً فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة. *1985 حصلت على الدكتوراه عن موضوع " الرؤية البريطانية للحركة الوطنية المصرية من 1936 – 1952" ، وتم نشره فى نفس العام فى دار المستقبل العربى. *1996 -2002 تولت إنشاء ورئاسة وحدة دراسات الثورة المصرية بمؤسسة الأهرام. *حالياً هى أستاذ فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة ،ورئيس "مؤسسة جمال عبد الناصر" ،والمدير العام لشركة "بيت العرب للتوثيق العصرى والنظم". *عضو في عدد من الجمعيات والمنظمات والمجالس منها: جمعية القانون الدولى والاقتصاد والتشريع-المجالس القومية المتخصصة-مجلس أمناء المجمع الثقافى العربى-مجلس أمناء المنظمة العربية للترجمة-مجلس أمناء الجامعة اللبنانية الدولية-المكتب التنفيذى للشبكة العربية التابعة لفريق الأممالمتحدة لتقنية المعلومات والاتصالات-اتحاد الناشرين المصريين-الاتحاد العام للناشرين العرب-المجلس الدولى للأرشيف (عربيكا)-جمعية المؤرخين المغاربة-الجمعية التاريخية المصرية-المجلس المصرى للشؤون الخارجية. ملخص المحاضرة: عملت الدكتورة هدى ابنة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لسنوات على جمع وأرشفة أوراقه الشخصية والتي ستصدر قريباً في سبعة أجزاء على النحو التالى: جمال عبد الناصر طالباً وضابطاً -الثورة فى بدايتها -تأميم القناة وعدوان 1956 -الوحدة المصرية السورية -التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية من 1961 إلى 1967 -عدوان 1967 وحرب الاستنزاف-رسائل الى جمال عبد الناصر وأوراق شخصية. في هذه المجلدات أوراق لم تكتب للنشر, بل كتبها جمال عبد الناصر لنفسه, فجاءت معبرة عن أفكاره ومعتقداته وسياساته فى تطوراتها المختلفة، أوراق حميمة بلا تنميق ولا إضافة، وتقول د.هدى:"أعترف أننى أعدت اكتشاف والدى عندما بدأت فى التفرغ للعمل فى هذا الكتاب منذ عامين, وأصابتنى الدهشة من كثير من المعلومات والمواقف التى اطلعت عليها من قراءتى لتلك الأوراق". تلقي هذه الوثائق الضوء على الطفولة الفقيرة و القاسية للزعيم الراحل، وكذلك على دوره الوطنى وهو طالب، وحادث اعتقاله فى مظاهرة، ومسودة خطاب ألقاه فى الطلبة فى عام 1935 أثناء الانتفاضة الوطنية المطالبة بالجلاء وعودة الدستور, حيث كان فى ذلك الوقت رئيساً لاتحاد الطلبة فى مدارس النهضة . تتابع الدكتورة هدى:"لقد عشت حياتي فى جو يعتز فيه والدى بعسكريته وبالتقاليد والقيم العسكرية, ولذلك وجدتنى أقرأ بنهم أوراقه منذ دخل الكليه الحربية فى 1936، وفوجئت بيومياته ومجموعة خطابات(108 خطاب) أثناء وجوده فى حرب فلسطين حيث تمت ترقيته إلى رتبه الصاغ أثناءها وكذلك حصوله على نجمة فؤاد العسكرية، وشهادات الترقية منذ تخرجه من الكلية الحربية كملازم ثان، ووثيقة هامة تحوى خطة ليلة الثورة 23 يوليو وضعها زكريا محيي الدين, وأدخل جمال عبد الناصر إضافات عليها بخط يده، وورقة تنازل الملك فاروق عن العرش لابنه أحمد فؤاد فى 26 يوليو 1952, وقرارات مجلس قيادة الثورة، وبعض الأوراق المتعلقة بالمفاوضات المصرية البريطانية حول الجلاء, وعقد اتفاقية الجلاء فى 19 أكتوبر1954، والتي كان لها معارضون منهم الأخوان المسلمين الذين حاولوا اغتيال جمال عبد الناصر في 26 أكتوبر 1954 أثناء إلقائه خطابا فى ميدان المنشية وبعض خطابات التهنئة المؤثرة لنجاته. تتحدث الدكتورة أيضاً عمّا واجه الثورة من صراعات داخلية ضد الإقطاع والتطرف, وخارجية ضد الاستعمار والصهيونية, وذهاب جمال عبد الناصر الى باندونج فى ابريل 1955 حاملاً دعوة عدم الانحياز والحياد الإيجابى بين الدول الآسيوية الأفريقية، وتقول:"لقد اكتشفت أن والدي دوّن كل شيء بيده، وجدت هذه الأوراق في خزانة في مكتبه في منزله بمنشية البكري، فيها بيانات الحكومة المصرية، التحركات العسكرية والتوجيهات، المقالات الصحفية، التصريحات السياسية، وأسرار قيادة المقاومة الشعبية فى القناة، وملف يحوى كل وثائق وزارة الخارجية المصرية منذ تأميم القناة وحتى انسحاب إسرائيل من أراضي مصر فى نهاية 1957، ووضع مصر يدها على القاعدة البريطانية فى قناة السويس وإلغاء شروط اتفاقية الجلاء وتمصير جميع المؤسسات البريطانية والفرنسية وضمها للإقتصاد الوطنى, حتى أصبحت لمصر مكانتها الخاصة فى العالم الثالث، وقد احتفظ عبد الناصر برسائل التأييد والاستعداد لتقديم المساعدة لمصر فى هذا الظرف الحرج. لقد أبرز العدوان الغاشم المشاعر القومية العربية الحميمة, ففجر الشعب السورى خط أنابيب البترول التابلين ورقَد العمال البحرينيون باجسادهم على ممر هبوط الطائرات فى القاعدة البريطانية هناك", وتتابع الباحثة:" لقد لبت مصر مطلب الوحدة من سوريا فى 22 /2/1958, وكان فى ذهن جمال عبد الناصر امال عريضة عزم على تحقيقها، و دفعته مؤامره الانفصال فى سوريا فى 28/9/1961 الى إجراء تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية بعيدة الأثر ما زالت بعض نتائجها موجودة الى اليوم"، وتضيف:"ومن أجمل ما شدنى الى قراءته فى تلك الفتره ما دونه والدى من خلاصة مبادئه السياسية ومعتقداته الاجتماعية, وهو ما اذا أضيف الى ما جاء فى خطبه, يعتبر ثروة وتراثاً هاماً يلقى مزيدا من الضوء على شخصيته ودوره التاريخي". "لقد عاصرتُ فترة عدوان 67 وما بعدها ووعيتها جيداً, ولكني لم أكن أعرف أسرارها إلا عندما اطلعت على اوراق والدي التى خطها بنفسه، فوجدت توقيعه على أول قرار جمهورى بعد عودته لقيادة الجماهير استجابة لها فى 11/6/67, وحكى لنا والدي عن تأثره بنجاح مؤتمر الخرطوم وخروج الخرطوم كلها لاستقباله ومدى معزته للسودانيين, وقد فوجئت بعد رحيله بأن أحد المُصحفين اللذين كانا دائماً معه هدية من مواطن سودانى عليه اسمه". في الكتاب وثائق قيمة بخط جمال عبد الناصر حول عملية إعادة بناء القوات المسلحة بعد وقف اطلاق النار، وملاحظاته أثناء المباحثات مع القادة السوفييت فى موسكو وحتى أثناء زياراته السرية بعد غارات الاسرائيليين فى العمق فى اواخر يونيو وأوائل يوليو 1970، وكذلك أوراقه التى دونها فى الاجتماعات مع كبار القاده العسكريين, وقيادات الجيش والخبراء العسكريين السوفييت، و توثيقه لمحاولات العمل العربي المشترك بنجاحاته وجوانب فشله، فى مؤتمرات الدفاع العربي المشترك, ومؤتمر دول المواجهة ,هذا الى جانب انطباعاته وتحركاته السياسية بناء على علاقات مصر الثنائية مع كل دولة عربية على حده.