ضمن سلسلة محاضرات "أربعاء تريم الثقافي" التي يقيمها مركز تريم للعمارة والتراث استضاف المركز مساء يوم الأربعاء 13/10/2010 الدكتورة هدى جمال عبد الناصر المدير العام لشركة بيت العرب للتوثيق العصري والنظم حيث ألقت محاضرة بعنوان : "أربعون عام على الرحيل" وقد اكتظت القاعة الرئيسية والقاعات الأخرى التي نقلت إليها المحاضرة عبر الشاشات الضخمة بحشد هائل من محبي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وعدد من كبار المسؤولين والسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد والمثقفين والإعلاميين، ودوت القاعات بالتصفيق الحار عند دخول الدكتورة هدى عبد الناصر وعدت مرات أثناء المحاضرة وحال انتهائها تقديراً لدور والدها قائد الأمة العربية في النضال ضد الاستعمار والأحلاف والقواعد العسكرية. وبهذه المناسبة ألقى السيد الرئيس علي ناصر محمد كلمة مرحباً بالدكتورة هدى عبد الناصر تناول فيها ذكرياته مع عبد الناصر الذي دعم ثورة 14 أكتوبر في جنوب اليمن، علماً أن المحاضرة تتزامن مع الذكرى السابعة والأربعين لهذه الثورة العظيمة. وأعقبت كلمة السيد الرئيس كلمة مركز تريم للعمارة والتراث، ألقتها المهندسة ريم عبد الغني التي أشارت إلى أن دعوة الدكتورة هدى عبد الناصر ليست فقط وفاء لذكرى الزعيم العربي الكبير، وإنما أيضاً تقديراً لدورها وتجربتها العلمية الهامة في جمع وتوثيق كل ما يخص الرئيس عبد الناصر، وإتاحته للملايين سواء من خلال موقعها الالكتروني الضخم أو الكتاب الذي عملت عليه لسنوات وسيصدر قريباً في سبعة مجلدات. والجدير بالذكر أن أربعاء تريم الثقافي هو سلسلة محاضرات يعقدها مركز تريم للعمارة والتراث في الأربعاء الأول من كل شهر في مكتبة الأسد بدمشق تحت رعاية وزارة الثقافة السورية تلقيها نخبة من المختصين في شتى مجالات الثقافة العربية ضمن إطار العلاقة الحيوية لهذه المجالات بالتراث والهوية العربية وأهمية الحفاظ عليها. وتجدون مرفق كلمة السيد الرئيس علي ناصر محمد كلمة الرئيس علي ناصر محمد في الذكرى الأربعين لغياب الزعيم الخالد جمال عبد الناصر دمشق 13-10-2010 مكتبة الأسد الوطنية السيدات والسادة الحضور يسعدني أن أرحب، بالدكتورة الفاضلة السيدة هدى جمال عبد الناصر، في لقائنا المكرس لمرور أربعين عاماً على رحيل الزعيم العربي الخالد جمال عبد الناصر، هنا في دمشق الصامدة، وفي مكتبة الأسد الوطنية التي تحمل اسم الزعيم العربي الخالد الرئيس حافظ الأسد رحمه الله. زعيمان ارتبط اسمهما بالأهداف والمبادئ الكبرى التي ناضلنا جميعاً من اجلها، ولازلنا نسير على نفس الدرب الذي اختطاه. زعيمان رحلا وهما يناضلان من اجل قضايا الأمة العربية العادلة، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني. السيدات والسادة أربعون عاماً مرت على رحيل الرئيس الحاضر الغائب جمال عبد الناصر الذي خُلد اسمه بأحداث لا يمكن نسيانها، خاصة في اليمن شمالاً وجنوباًَ، حيث يصادف غداً الذكرى السابعة والأربعون لثورة الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م التي انطلقت من جبال ردفان الشماء بقيادة الجبهة القومية. ولازلت أتذكر مقولته الخالدة عند زيارته لليمن حين أعلن من مدينة تعز "إن على الاستعمار البريطاني أن يحمل عصاه ويرحل من عدن"، وكعادته جسد القول بالفعل عندما شكل جهازاً أطلق عليه اسم "عملية صلاح الدين" أشرف عليه عدد من الضباط المصريين، وفتحت معسكرات التدريب، وكان لي الشرف أنني كنت من بين الذين التحقوا بهذه الدورات في تعز ومدرسة الصاعقة في مصر، وانطلق شعبنا بكل قواه السياسية ليخوض معركة التحرير ضد اكبر قاعدة بريطانية في المنطقة، منهياً بذلك 129 عاماً من الاحتلال البريطاني لعدن ... وتوج هذا النضال بالاستقلال وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، وكانت مصر أول من اعترف بالجمهورية الوليدة فور إعلان قيامها في الثلاثين من نوفمبر عام1967م برئاسة الرئيس قحطان محمد الشعبي . وساند الرئيس جمال عبد الناصر ثورة 26 سبتمبر في شمال اليمن بالرجال والمال والسلاح للدفاع عن النظام الجمهوري في صنعاء، كما أرسل ألافاً من المدرسين والأطباء والمهندسين والفنيين للمساعدة في تحديث وتطوير الإدارة في الجمهورية العربية اليمنية، ولم تقتصر مساعدة مصر-عبد الناصر على اليمن بل وقف إلى جانب الثوار من المحيط إلى الخليج وكذلك حركات التحرر في العالم اجمع. لا أنسى لقائي معه في طرابلس يونيو/حزيران 1970م، لا تزال صورته راسخة في ذهني بقامته العملاقة، استقبلني بابتسامته المشرقة، وتعانقنا عناقاً حاراً، شكرته يومها على مواقفه الوطنية والقومية، بدعمه للثورة في اليمن شمالاً وجنوباً، كما أشدت بمواقفه تجاه القضايا العربية رغم انشغاله بحرب الاستنزاف على الضفة الشرقية من قناة السويس. لقد حمل عبد الناصر في قلبه الكبير قضايا الأمة العربية وهمومها حتى وفاته. ولعل من المناسب أن اذكر أننا في عدن عام 1983، -وكنت يومها رئيساً لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية-، منحناه وسام "ثورة أكتوبر" وكان ذلك بمناسبة مرور عشرين عاماً عليها، وفي اللحظة التي أعلن فيها اسم عبد الناصر، اذكر أن الجماهير تدافعت نحو المنصة هاتفة باسمه، وكان التصفيق المدوي المتواصل الذي رددت صداه جبال عدن العصية على الغزاة عبر التاريخ شاهداً على أن "جمال عبد الناصر" كان ومازال حياً في قلوب الملايين الذين أحبوه وأحبهم، كان يجسد آمالهم وهمومهم وأحلامهم بمستقبل أفضل. وفي حرب أكتوبر 1973 قامت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بدورها القومي بإغلاق باب المندب في وجه الملاحة الإسرائيلية. مما أكد عمق رؤية عبد الناصر الإستراتيجية بدعمه تحرير عدن من الاستعمار البريطاني. عبد الناصر، كان بطلاً قومياً ووطنياً، دخل التاريخ وقلوب العرب والأحرار في كل مكان، اجتذبت شخصيته "الفذة" حب الجماهير، وسما الكثيرون أبناءهم باسمه.. وكنت شخصياً واحداً من هؤلاء حين أطلقت على ابني البكر اسم جمال. السيدات والسادة الكرام إننا على ثقة كبيرة بأن الأمة العظيمة التي أنجبت زعماء عظام كجمال عبد الناصر، وحافظ الأسد ستنجب المزيد من القادة التاريخيين ليقودوا مسيرتها إلى النصر والعزة والكرامة. في ختام هذه الكلمة نحيي سورية بشعبها الأبي وقائدها الرئيس الدكتور بشار الأسد على مواقفه القومية والوطنية الداعمة للحقوق العربية من أجل تحرير الجولان وجنوبلبنان وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته