أمل الهلال والشباب السعوديان بنهائي سعودي للمرة الأولى في تاريخ دوري أبطال آسيا لكرة القدم عندما يستضيف الأول ذوب آهاني الإيراني ويحل الثاني ضيفا على سيونغنام ايلهوا الكوري الجنوبي الأربعاء 20-10-2010، في إياب نصف النهائي. الهلال عاد من أصفهان بخسارة بهدف أمام ذوب آهان، والشباب حقق فوزا صعبا على سيونغنام 4-3 في الرياض في مباراتي الذهاب. المباراة النهائية مقررة في طوكيو في 13 تشرين الثاني(نوفمبر) المقبل، والفائز فيها سيمثل القارة الآسيوية في كأس العالم للأندية في أبوظبي من 8 إلى 18 كانون الأول(ديسمبر). مشاركة بطل آسيا في مونديال الأندية العام الماضي كانت أكثر من رائعة بوصول بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي إلى نصف النهائي. وتقع على عاتق الهلال والشباب مهمة إعادة الكأس إلى الخزائن العربية بعد أن احتكرته فرق شرق القارة منذ عام 2006. فبعد هيمنة عربية على النسخات الثلاث الأولى عبر العين الإماراتي (2003) والاتحاد السعودي (2004 و2005)، سحبت الفرق الكورية الجنوبية واليابانية البساط ليذهب شونبوك الكوري الجنوبي بالكأس إلى الشرق عام 2006، ثم انتقلت إلى اليابان في العامين التاليين عبر اوراوا رد دايموندز وغامبا أوساكا على التوالي، قبل أن يعيدها بوهانغ ستيلرز إلى كوريا الجنوبية في 2009. نهائي النسخة الماضية توج ذروة التنافس بين منطقتي الشرق والغرب وحسمته الأولى عبر بوهانغ الذي تغلب على اتحاد جدة في النهائي. الهلال يستضيف ذوب أهان بطموحات كبيرة ومعنويات عالية لانتزاع بطاقة النهائي، يستضيف الهلال منافسه ذوب آهان على استاد الملك فهد الدولي في الرياض. يتسلح الهلال بالأرض والجمهور لتعويض تأخره بهدف في مباراة الذهاب، وسيكون الفريق بأفضل حالاته الفنية بعودة نجومه المصابين. تأهل الهلال إلى هذا الدور بعد أن تصدر مجموعته الرابعة خلال الدور الأول برصيد 11 نقطة مع خسارة وحيدة وتعادلين وثلاثة انتصارات، ثم حقق فوزا مستحقا في الدور الثاني على بونيودكور الأوزبكي بثلاثة أهداف نظيفة في الرياض، وفي ربع النهائي تغلب على الغرافة القطري 3-صفر ذهابا على أرضه وخسر أمامه 2-4 إيابا في الدوحة في مباراة مجنونة قادته لمواجهة ذوب آهان في نصف النهائي. الصفوف الهلالية مدججة بالنجوم على رأسهم المحارب الروماني ميريل رادوي والبرازيلي تياغو نيفيز وعبد اللطيف الغنام، وسيركز المدرب البلجيكي اريك غيريتس على النواحي الهجومية مع حفظ التوازن طبعا في خط الدفاع. يخوض غيريتس أصعب اختبار له مع الهلال إذ وصف المباراة "بالمنعطف الخطر"، مشيرا إلى أن فريقه يستحق أن يكون بطلا للقارة من خلال العمل الكبير الذي قدمه في مشوار البطولة بتخطيه فرقا عريقة، مبديا تفاؤله "بتحقيق نتيجة إيجابية رغم صعوبة المهمة". وتمنى غيريتس "أن يقول اللاعبون كلمتهم في الملعب بإحراز الأهداف والتأهل للنهائي"، مضيفا "سنرفع شعار نكون أو لا نكون لأننا لا نرغب إلا بالوصول للنهائي وترجمة العمل الكبير الذي قدمه الفريق بالتتويج باللقب". وحول المباراة وتوقعه لأحداثها قال "الفريق الإيراني سيغلق مناطقه الدفاعية بكل تأكيد وسيعتمد على المرتدات وهي ستكون خطيرة علينا ولكننا عملنا على كيفية الحد من خطورتهم واللعب بتركيز وهدوء لتحقيق النتيجة المطلوبة". وكان المدرب البلحيكي أوضح بعد الخسارة في أصفهان "دائما ما نحقق نتائج جيدة على أرضنا، وأنا أعتقد قدرتنا على تسجيل هدفين أو ثلاثة في الرياض لأنني لا أقبل فكرة أننا سنودع البطولة، فما تزال أمامنا مراحل يجب اجتيازها". سيعتمد غيرتيس على محمد الشلهوب وأحمد الفريدي والسويدي كريستيان فيلهلمسون في الوسط وياسر القحطاني وحيدا في الهجوم، مع الاحتفاظ بالورقة الرابحة عيسى المحياني للدفع بها في الأوقات الحرجة كسيناريو متوقع. ويبقى دفاع الهلال المكون من الرباعي ماجد المرشدي وأسامة هوساوي والكوري الجنوبي بيونغ لي بيو وعبد الله الزوري وخلفهم الحارس حسن العتيبي أهم الخطوط للحفاظ على شباك الفريق نظيفة والتركيز على التمركز الجيد والبعد عن الأخطاء التي قد تكلف كثيرا خصوصا الحارس الذي تقع عليه المهمة الكبرى لإبعاد الخطر من الكرات العرضية. وتقع على المهاجم ياسر القحطاني المهمة الأكبر في استغلال الفرص أمام المرمى مع عودة السويدي كريستيان ويلهلمسون لمستواه المعهود باللعب على الجهة اليمنى وعدم المبالغة في الدخول للعمق كمهاجم ثان. وشدد محمد الشلهوب على صعوبة مهمة فريقه، مشيرا إلى أن الفريق الأزرق "قادر على التأهل للنهائي لكن مهمته لن تكون سهلة كما صورها البعض مؤخرا"، وأضاف "اللقاء صعب ومفصلي وسيحدد الكثير من ملامح مستقبل الفريق في الفترة القادمة، وكلنا عزيمة وإصرار وتفاؤل في تحقيق النتيجة المطلوبة ونحن جاهزون لهذه المهمة ولا مجال للأخطاء والاتكالية والتهاون". الفريق الإيراني يدخل المباراة بأكثر من فرصة للتأهل للنهائي وهي الفوز أو التعادل بأي نتيجة أو الخسارة بفارق هدف (باستثناء نتيجة 1-صفر التي تفرض تمديدا للوقت). تأهل ذوب آهان بعد أن تصدر مجموعته الثانية في الدور الأول التي ضمت إلى جانبه اتحاد جدة ب13 نقطة بفوزه في أربع مباريات فيما خسر مرة واحدة وتعادل في مثلها، وفي الدور الثاني أخرج مواطنه ميس كرمان بهدف وحيد لمقابلة بوهانغ ستيلرز بطل النسخة الماضية في ربع النهائي وتغلب عليه 2-1 ذهابا في إيران وتعادل معه في كوريا 1-1 إيابا، فتأهل لمقابلة الهلال ما يدل على أن الفريق يسير بالطريقة الصحيحة نحو اللقب ولا يستهان به بعد أن أخرج البطل والوصيف. يعتمد مدرب ذوب آهن منصور ابراهيم زادة على مجموعة من اللاعبين المميزين أبرزهم محمد رضا ومحمد خلتعبري ومحمد الحسيني وقاسم حدادي والبرازيلي ايغور كاسترو. وكان ابراهيم زادة واضحا بقوله "منذ بداية المنافسة في البطولة كان هدفنا التأهل إلى كأس العالم للأندية، ولذلك يجب أن نتوج بلقب دوري أبطال آسيا أولا". وقلل أيضا من تأثير جمهور الهلال الكبير على فريقه "سبق أن لعبنا أمام جمهور كبير خارج ملعبنا في المباريات أمام بيروزي والاستقلال .. الجمهور لا يستطيع اللعب والمواجهة في الإياب ستكون بين 11 لاعبا مقابل 11". مهمة صعبة ل"الليث" يتطلع الشباب إلى انتزاع بطاقة التأهل إلى النهائي عندما يحل ضيفا على سيونغنام في سيول، وسيدخل المباراة بفرصتي الفوز أو التعادل بأي نتيجة، في حين لا بديل للفريق الكوري عن الفوز. تعتبر المباراة التي سيديرها الحكم الإماراتي علي حمد بمعاونة مواطنيه صالح المرزوقي وسعيد الحوتي صعبة على كلا الفريقين خصوصا الشباب، وذلك في ظل القوة التي أظهرها الفريق الكوري في مباراة الذهاب، ولكن ما يدعو للتفاؤل لدى الشبابيين أن فريقهم يقدم دائما نتائج إيجابية خارج ملعبه. كان الشباب تصدر المجموعة الثالثة في الدور الأول برصيد 10 نقاط أمام باختاكور الأوزبكي وفولاذ اصفهان الإيراني والعين الإماراتي، ثم أخرج الاستقلال الإيراني من الدور الثاني بفوزه عليه 3-2 في الرياض. وفي ربع النهائي أقصى فريقا كوريا آخر هو شونبوك موتورز إذ فاز عليه في عقر داره 2-صفر ذهابا قبل أن يخسر أمامه في الرياض صفر-1. سيلعب الشباب الذي يفتقد خدمات نجم الوسط أحمد عطيف بطريقة متوازنة، وقد يركز مدربه الأوروغوياني خورخي فوساتي على تأمين الناحية الدفاعية بعد عودة البرازيلي مارسيلو تفاريس ونايف القاضي، مع الاعتماد على الكرات المرتدة واستغلال سرعة ناصر الشمراني الذي قد يلعب وحيدا في خط المقدمة. يبرز في الشباب الذي أقام معسكرا في مدينة موك بو الكورية استعدادا للقاء الحاسم عددا آخر من اللاعبين المميزين أمثال عبده عطيف وحسن معاذ وعبدالله شهيل والبرازيلي كماتشو والأوروغوياني أوليفيرا ووليد عبدالله. أما سيونغنام فسيخوض المباراة بخطة هجومية للتسجيل في وقت مبكر وبالتالي السيطرة على المجريات، خصوصا أن الفريق قد أظهر مستويات كبيرة في البطولة وحقق نتائج مميزة رغم الخسارة الأخيرة، وذلك نظرا لامتلاكه عناصر مميزة في كافة خطوطه يأتي في مقدمتهم الكولومبي مولينا الذي سجل هدفين في مباراة الذهاب والصربي رادونيتش وجو جاي تشول وتشو بيونغ كوك وهو يونغ سونغ. وكان سيونغنام تأهل إلى هذا الدور عقب فوزه على مواطنه سوون بلووينغز 4-1 ذهابا وخسارته أمامه صفر-2 إيابا في ربع النهائي، وهو كان تصدر مجموعته في الدور الأول بسهولة تامة ثم تغلب على غامبا أوساكا الياباني بثلاثية نظيفة في الثاني.
