وسط حزن عميق ، أدى مئات الآلاف من اليمنيين ، اليوم الأحد ، صلاة الجنازة على 52 من شهداء معتصمي ساحة التغيير الذين سقطوا الجمعة الماضية برصاص قوات أمن و مسلحين من أنصار الحزب الحاكم . و كان رفض المعتصمون في ساحة التغيير دعوة صالح الحداد ، وقالوا إنه " لن يفلت من المحاكمة و العقاب هو و أنصاره ممن ارتكبوا المجزرة " حد قولهم . و قبيل التشييع لوحظ إنسحاب قوات الأمن المركزي التي كانت تتمركز في الساحة و تم استبدالها بقوات من أفراد الفرقة الأولى مدرع التي انتشرت في جميع المداخل المؤدية إلى الساحة بعد أن كانت تتمركز في الجهة الشرقية للساحة فقط . و بعد الصلاة تم تشييع جثامين 34 شهيدا في حين نقلت أسر 18 من بقية الشهداء ال 52 لدفنها في مناطق أخرى . وبدأت مسيرة التشييع من مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا حيث نقلت الجثامين ، حيث تم إخراج الجثث من ثلاجة المستشفى وحملت على أكتاف آلاف تناقلوها حتى أوصلوها منصة ساحة الاعتصام، مسجية بالعلم الوطني. وحال وصولهم توقفت الخطابات التي كانت تذاع لشخصيات عديدة للآلاف الذين توافدوا على الساحة طيلة ساعات الصباح، وأذيع النشيد الوطني وصلت بعده الجموع صلاة الظهر قصرا ركعتين، ثم العصر جمعا ولكن دون قصر، ثم تكبيرات صلاة الميت ، وتم دفنهم في مقبرة سواد حنش الواقعة في شرق ساحة التغيير . وعقب الإنتهاء من دفن جثث الشهداء تعالت الهتافات المختلفة مطالبة بالقصاص والمحاكمة ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح . و قطعت السلطات اليمنية التيار الكهربائي عن معظم أحياء ومديريات العاصمة صنعاء منذ الصباح الباكر حتى لا يشاهد المواطنون في المنازل مراسم التشييع ، في حين امتثلت قنوات الإذاعة و التلفزة الرسمية على غيرها من القنوات لدعوة الرئيس صالح الحداد على الشهداء اليوم الأحد . ولم تشهد مراسم التشييع أية مناوشات وعاد المعتصمون إلى ساحة التغيير فور إنتهائهم من مراسم التشييع .